آخر تحديث: 18 / 5 / 2024م - 1:23 ص

الكاتب العماني: حكاية الكفيف «مرار» ملحمة وطنية صنعتها الإرادة

جهات الإخبارية جمال الناصر - القديح

ذكر الكاتب في جريدة الرياض السعودية، فاضل العماني، أن حكاية مؤيد مرار، الفتى الكفيف الذي غادر بلدته الحالمة ”القديح“، تمثل ”ملحمة وطنية“، صنعتها الإرادة والإصرار والتحدي، لفتى كفيفًا يحمل حلمًا.

وأشار كما صنعتها ملامح الحب والتعاطف والعطاء، لشباب سعودي من مختلف مناطق الوطن ساهموا بوفاء ونقاء ونبل في نجاح قصة مبتعث، بل في ”قصة نجاح وطن“، في مقال بعنوان ”ابتعد عن السعوديين في الخارج“.

وأكد بأنها تستحق أن تُنسج في سجل الدهشة الإنساني، لأنها ”ملحمة وطنية“.

الكفيف مؤيد مراروقال «في 4 يناير من عام 2012، وبعد آلاف الأميال، حطّت الطائرة بفتى كفيف في العشرين من عمره، يحمل من الطموحات والآمال، ما يجعله يُبصر مستقبله، كما لو كان يُمسكه بكلتا يديه».

وأشار إلى أن حي بيربانك في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية، كانت البداية حيث تعلم اللغة الإنجليزية في أحد المعاهد الجامعية برفقة عائلة فلبينية، لتساعده في شؤون حياته ودراسته، ثم انتقل إلى جامعة وودبيري، التي تُعد أقدم جامعة في جنوب كاليفورنيا، ليتخصص في علم النفس برفقة عائلة مكسيكية لمدة ثلاث سنوات وسبعة شهور.

وبين بأنها ساعدته كثيرًا، لإكمال دراسته الجامعية وإجادة اللغة الإسبانية بطلاقة جنبًا إلى جنب مع اللغة الإنجليزية.

وقال «مؤيد، الذي درس الابتدائية في معهد النور في القطيف ثم مع الطلاب المبصرين في مدرسة جعفر بن أبي طالب الابتدائية، والمتوسطة والثانوية في مدارس القطيف مع المبصرين، أكد لي حينما هاتفته في أميركا، بأنه عازم على إكمال دراساته العليا، لنيل الدكتوراه التي يحلم بها».

ونوه إلى أن «مرار»، يفتخر ببلدته القديح عائلته المكونة من أب «متسبب»، لا يملك وظيفة ثابتة وأم عطوف وهبت كل حياتها من أجل رعاية وتربية بناتها الست ومؤيد وأخيه مصطفى، الذي رافقه لبعض الوقت في رحلته الأولى لأميركا.

وأوضح بأحرفه الفخر «تلك هي حكاية مؤيد، التي وجدت تفاعلاً وتعاطفًا كبيرًا من كل أطياف الوطن، ذلك بمجرد أن وضعت مقطع فيديو في حسابي الخاص بتويتر لمؤيد وهو يتسلم شهادته الجامعية وسط تصفيق حار من زملائه وأساتذته، تصفيق لم يحجب صوته الواثق والقوي حينما ردد جملة ملهمة اختصرت كل سنوات الكفاح والإصرار والمعاناة، التي تخطاها بكل نجاح: " لقد فعلتها.. لقد فعلتها.. وأنت أيضًا تستطيع ذلك».

وذكر بأن حكاية مؤيد، فصل ملهم في رواية وطنية كبرى تستحق أن تُنشر في كل زوايا الوطن.

وقال «مؤيد ابن القطيف، الذي وصل لأميركا وحيدًا لا يعرف من اللغة الإنجليزية سوى بضع كلمات، لم يكن ليستطيع أن يواجه الظلام والغربة وصعوبة الدراسة لولا أن سخّر الله له شبابًا سعوديين من مختلف مناطق الوطن، لم يهتموا بكل تلك التفاصيل البائسة، التي يُحاول البعض إثارتها كنقاط اختلاف، ولكنهم احتضنوا ابن وطنهم بكل حب ونبل ووفاء».

وأكد أن حكاية مؤيد وغيرها، يجب أن تجعلنا نُعيد صياغة تلك النصيحة من جديد لتكون «ابحث عن السعوديين في الخارج».