آخر تحديث: 30 / 4 / 2024م - 1:07 ص

ازرعوا النخلة والوردة في القطيف وخوضوا غمار التجارة والصناعة

الشيخ حسين البيات

قطيف المليون نخلة يجب ان تعود خضراء مثمرة يجري من تحتها الانهار كما كانت الرواسية واللبانية والمربعة وعيونها الممتدة على كل بقعة في القطيف وان نزرع البمبر والكعك واللوز والليمون والتين في ساحات بيوتنا وشوارع بلدنا وان استطعت ان تغرس وردة فاصنع.

القطيف بحاجة الى قفزة تجارية وصناعية وزراعية تتحد فيها قوى الشباب وراس المال وخبرات المتخصصين الكبيرة لتعود النخلة مليونية على كل تراب القطيف وترتفع العمائر والفنادق والمحال التجارية الكبيرة بصناعة محلية متميزة وتنطلق المدن الصناعية بقفزات نوعية تُصنع فيها السيارات وقطع السيارات وادوات الكهرباء ومواد البيوت وحاجياتها وقوارب الصيد والنزهة وتجارة اللؤلؤ والجواهر ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ. ﴿ومن كانت الحضارة تاريخه فلا يعيش الا بها.

لا يوجد مجتمع ضعيف واخر قوي الا بارادته في البناء والاستفادة من طاقاته وليس المجتمع المستهلك الا مجتمع بحث عن الكسل فوجده في لقمة العيش الجاهزة والسيارة الفارهة وليس ذلك الا لانه جمد كفاءاته وطاقاته الابداعية في النوم والكسل متوهما ان حياته هي تلك الترفيهات الفارغة.

خذ القرص وضع اللحم فيه وضعه بفمك واياك ان تنتظر فطائر اللحم والسندويش فان ذلك دليل الاتكالية فان المعدة تفرق بين الخبزة المُعدة سابقا والاخرى التي تصنعها اليد.

بين ثلاثة عقود من الزمن تقلصت نخيل القطيف من مليون ونصف نخلة الى اقل من ربع مليون نخلة ومازالت النخيل في تقلص والشجرة التي كانت تحجز الرمل والاغبرة لم تعد موجودة لاننا استبدلنا الشجر بالحجر.

اليوم نحن بحاجة الى العمل بجد لاجل زراعة النخلة والشجرة واعادة القطيف الى ارض خضراء يانعة بهوائها الناعم ومياهها الهادرة كشلال الماء المتدفق من سفوح الجبال وما نبنيه اليوم سيكون غذاءا ومستقبلا لابنائنا ولن تسود امة تستجدي الغذاء، فازرعوا فسيل النخل امام بيوتكم واجعلوها خضرة يانعة.

ان النهضة الاجتماعية بدون عمل وتجارة وصناعة وهدف واضح لأجل مستقبل واعد لأبنائنا هو ضرب من الضياع والتضييع، فان المجتمع الذي لا اقتصاد نشط فيه هو مجتمع خامل ضعيف لا يُرتجى منه صيانة افراده وتحقيق الطمئنينة الى نفوسهم.

ادعو للمرة الثانية الشباب القطيفي الى الانخراط في التجارة والصناعة والزراعة والاستفادة من خبرات عالية تمتلكها القطيف لاسيما ذوي الخبرة ممن له باع كبير في الشركات الكبيرة والذين تقاعدوا عن اعمالهم وهم اكثر خبرة ومعرفة في المنطقة والوطن، ثم اصحاب القدرات المالية الوافرة الى التكاتف وتاسيس الشركات والصناعات الصغيرة والكبيرة التي تقدم المنتوجات الزراعية والصناعية وتوفير مساحة واسعة لتوظيف من يرغب في الوظيفة.

واخيرا فان بناء مركز تجاري شيء جيد لكن الاجود منه هو ان تكون انت من يصنع الكاس والترمس والثلاجة والفرن ويخيط الثوب ويصنع اللمبة والثريا.

ولنجعل القطيف خضراء ينهمر الماء بين جوانبها كما كانت حضارة فكر وخضرة.