آخر تحديث: 26 / 4 / 2024م - 5:53 م

الجامعة العربية.. وكرة القدم

محمد أحمد التاروتي *

يأتي اجتماع الجامعة العربية، لمناقشة الانتهاكات الإسرائيلية، للمسجد الأقصى بعد المواجهات الدامية، والمظاهرات الصاخبة، التي عمت الأراضي الفلسطينية، خلال الأيام القليلة الماضية، فالدول العربية تحاول في الاجتماع القادم، الخروج بموقف موحد، للضغط على جيش الاحتلال، لوقف تلك الانتهاكات عبر تكثيف الاتصالات مع المجتمع الدولي، وحث واشنطن لاستعمالها نفوذها في الضغط، على تل ابيب للتراجع عن القرارات، التي اتخذتها خلال الأيام الماضية.

اجتماع الجامعة العربية، يأتي لامتصاص جزء من الغضب العربي، والفلسطيني على وجه الخصوص، خصوصا وان الموقف الرسمي للجامعة، لم يكن بمستوى التطور الخطير، فحالة الصمت المطبق للجامعة يثير الاستغراب حقا، لاسيما وان الشعب الفلسطيني، يتطلع لموقف من الجامعة العربية، بمستوى الانتهاكات الإسرائيلية، تجاه المسجد الأقصى.

الحروب الداخلية التي تشهدها بعض البلدان العربية، وسيطرة الإرهاب على أجزاء من بلدان عربية، وتنامي ظاهرة الإرهاب في العالم العربي، عوامل تصب في مصلحة إسرائيل، وتكبل الجامعة العربية عن اتخاذ مواقف موحد، فالمواقف المتباينة بشأن مختلف القضايا السياسية، ستلقي بظلالها على اجتماع الجامعة العربية القادم، خصوصا وان البلدان التي تعيش مشاكل داخلية، ليست في وارد التحرك باتجاه قضايا خارجية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث شهدت السنوات السبع الماضية، تراجعا واضحا في ملف القضية الفلسطينية، سواء في اجتماعات الجامعة العربية، او المحافل الدولية، مما وفرة الفرصة لإسرائيل، لتنفيذ الكثير من مخططاتها الاستيطانية، والتعسفية تجاه الشعب الفلسطيني.

الشارع العربي لا يتوقع ان يخرج الاجتماع بقرارات ذات اثر فاعل، خصوصا وان المواقف التصعيدية التي اتخذتها الجامعة، التي بشأن القضية الفلسطينية لم تتجاوز قاعة الاجتماع، اذ ما تزال إسرائيل تمارس سياستها الاجرامية تجاه الشعب الفلسطيني، بالإضافة للاستمرار في الاستيطان على حساب أصحاب الأرض.

التعويل على بيانات الاستنكار، ومناشدة المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل، لوقف الممارسات الإرهابية، تجاه الشعب الفلسطيني لم تغير الواقع، ولم تسهم في إنهاء الاحتلال الجاثم، على صدر الفلسطينيين منذ سبعة عقود، فالتغيير الديمغرافي يجري على قدم وساق، بغرض فرض الامر الواقع، والوصول الى الهدف النهائي، بإعلان القدس عاصمة دولة الاحتلال.

إسرائيل لم تعد تلقي بالا، لاجتماعات الجامعة العربية، فالقرارات التي اتخذتها على العقود الماضية، بقيت حبرا على ورق، نظرا لحالة العجز الذي يعتري جسم البلدان العربية، وعدم القدرة على اتخاذ مواقف سياسية موحدة، نظرا لحالة الانقسام، والتشتت الذي يعاني منه العالم العربي، الامر الذي يَصْب في مصلحة تل ابيب للاستمرار، في سياسة القضم التدريجي، وارتكاب ابشع الجرائم، بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.

الموت السريري للجامعة العربية، في الوقت الراهن، يدعو للتشاؤم، ويجعل المواطن العربي غير مكترث للبيانات، التي تصدرها لنصرة القضية الفلسطينية، نظرا لإدراك الجميع بقلة حيلة هذه المؤسسة، في فرض هيبتها على المجتمع العربي، الامر الذي يفسر عدم اهتمام المواطن العربي، بمتابعة مثل هذه الاجتماعات، بقدر اهتمامه بمباريات كرة القدم العالمية.

كاتب صحفي