آخر تحديث: 5 / 5 / 2024م - 6:10 م

السيد ضياء ينتقد التعقيد في الدين ويدعو لتطبيق مبدا اليسر

جهات الإخبارية إيمان الفردان - القطيف

انتقد السيد ضياء الخباز سلوك التعقيد والتزمت في تطبيق الدين والتدخل في خصوصيات الآخرين من قبل بعض أفراد المجتمع، داعيا لضرورة تطبيق مبدأ اليسر في الحياة.

كما حذر بالمقابل في محاضرته التي ألقاها يوم أمس بالملاحة من انتهاج سلوك التسامح والتساهل في أمور الدين أو الاستخفاف به بحجة أن الدين دين يسر وذلك، مبينا موقف الدين الرافض لهذين السلوكين وأن انتهاجهما ينم عن عدم فهم ليسر الدين.

واستنكر معاملة بعض المتدينين الجافة والحادة مع أبناء المجتمع والتي تعد سببا في تنفيرهم عن الدين، لافتا إلى أن التزمت مرفوض من قبل الجميع وأن يسر الدين ليس في تطبيقه وإنما في تشريعه.

وندد ببعض السلوكيات السلبية في أمور الحياة من قبل الأفراد كوقف السفر فقط على الأماكن المقدسة وتحريم الترويح عن النفس والتدخل في خصوصيات الآخرين فيما يتعلق بذوق اللبس غير المحرم والحجاب والزواج.

ومن جهة أخرى، لفت السيد الخباز إلى أن إقبال النفس على العبادة وإدبارها له دور في الشعور بخفة التكاليف ويسرها وفي الشعور بثقل التكاليف وصعوبتها.

وأوضح أن التكاليف عملية تربوية تصقل النفس الإنسانية وتهذبها كالصلاة والحج والزكاة والخمس وينبغي أن تكون مقرونة بالكلفة والمشقة فأحكام الدين ليست بنحو لا يتحمل وأنما بالنحو المتحمل فاليسر يعني أن الله لم يكلف تكليفا حرجيا لا أنه لا يكلف.

وأكد الخباز على أن فلسفة يسر الدين تكمن في تحقيق الهدف من الخلقة وهو تحقيق كمال العبودية بالاختيار وذلك عن طريق التكاليف اليسيرة لأن الناس لديهم ميل فطري نحو الراحة وعدم المشقة.

وأضاف إن فلسفة يسر الدين تكمن أيضا في الموازنة بين التكوين والتشريع بحيث يكون الدين متوازنا بين الجميع ولا يتحقق ذلك إلا اذا كان الدين يسيرا يتمكن منه الضعيف فضلا عن القوي والمريض والمعافى.

وتابع في نفس السياق ”إن حركة الدين المستمرة ومرونته وعدم جموده واستيعابه جميع حالات الإنسان هي أمر ثالث لفلسفة يسر الدين فلايمكن أن يستوعب جميع حالات البشر إلا إذا كان يسرا لاعسر فيه وإلا فإن النظام العام يختل“.

وأكد على أن الدين يتناغم مع جميع حالاتنا وهذا ما لأجله جعل الله الدين يسرا لاعسر فيه، مشيرا إلى أنه عملي وفاعل ومتحرك.

ومن جانب آخر أشار السيد الخباز إلى أن الأحكام الشرعية تابعة للمصالح والمفاسد وتابعة بحسب علماء الأصول للملكات

وأثبت بالأدلة العقلية والشرعية أن المصالح لا تتحقق وتجنى إلا من خلال الأفعال كالصلاة والحج والصوم، مبينا أن الشارع اختار أيسر المصالح وأسهلها، مبينا معنى يسر الدين في أن الله اختار الأفعال الأيسر التي تحقق المصلحة والملكات وأن اليسر يعني عدم الحرج.