آخر تحديث: 5 / 5 / 2024م - 7:57 م

السيد الخباز: الصالحون يعيشون الدين حركة فاعلة في بناء الحياة لا مجرد طقوس

جهات الإخبارية إيمان الشايب - أمريكا

أكد السيد منير الخباز على أن الصالحين يعيشون الدين حركة فاعلة مؤثرة في بناء الحياة لا مجرد طقوس وذلك في محاضرته التي ألقاها في مؤسسة الإمام المهدي للمرجعية في أمريكا الشمالية.

وجاء حديثه في ليلة السابع من محرم والتي طرح فيها الفروقات ما بين المدرسة المادية والروحية في تقديم الشخصية الصالحة.

وأشار إلى ما طرحته نظرة المدرسة المادية عبر حديث «دوكنز» في كتابه وهم الإله الذي يركز على كون الشخصية الصالحة لا ربط لها بالدين، وأن باستطاعة الإنسان أن يكون صالحًا سواءً آمن بالله أو لا.

وطرح الثلاثة الأدلة المادية التي يذكرها دوكنز والتي تشير إلى أن ميزان الشخصية الصالحة يتمثل في التعامل مع الناس والمجتمع بالصدق والأمانة.

وبين أن القيم الإنسانية ليس لها حدود جغرافية ولا ثقافية ولا إيمانية وأن البشرية بطبيعتها تؤمن وتحث على هذه القيم، إلى جانب أنه لا حاجة لرقابة الله للتوقف عن الإجرام والأنانية وأن من يرتدع لرقابة داخلية أفضل من يرتدع لرقابة خارجية خوفًا من الدولة والله.

وعرج في حديثه لما تطرحه المدرسة الروحية الدينية والتي تؤكد على أن الصلاح الحقيقي منوط ومتقوم بالإيمان بالله ولا يمكن التفكيك بينهما.

وذكر عدة منطلقات تبني عليها المدرسة الروحية ضرورة الإيمان في الصلاح من خلال التفريق بين الاتجاه الطبعي والحقيقي.

وبين بأن الاتجاه الطبعي الذي يمثل المدرسة المادية يعد غير مضمونًا لأن الدافع إليه هو الطبع، أما الفلسفة الدينية فهي تتبنى الاتجاه الحقيقي وتنظر للقيم نظرة حقوقية لا طبعية وذلك لعدم ضمان الانتصار على صراع غريزة الذات والغيرية التي تدفعه للتعاون مع المجتمع لإيجاد مجتمع أفضل.

وتحدث عن اهتمام الدين ببناء الطبيعة واستثمارها وبناء المجتمع الفاضل، وفرضه للتعامل مع الآخرين بالصدق والأمانة والإحسان كنوع من الحقوق والقيم الإنسانية.

وأكد على تميز المدرسة الدينية عن المادية لأنها تحول القيم إلى حقوق أكثر ضمانًا يتم السؤال والمحاسبة والمراقبة عليها.

ولفت إلى الفرق بين النظرة الموضوعية والذاتية في تنوع الشخصية ما بين المدرستين حيث أن المادية ترى بأن ميزان قيمة العمل يكمن في حجم أثره على أرض الواقع، بينما تهتم المدرسة الدينية في دوافعه النفسية والذاتية إن كانت إعلامية أو إنسانية إلهية خالصة دون الاكتفاء بحجمها فقط.

وشدد على ضرورة أن يعيش الإنسان القيم في كل الحياة وذلك من خلال تنظيف الداخل من الدوافع البشرية وتطهيرها من الدوافع الأنانية والنفسية ليكون العمل خالصًا لله ولتتحول القيم إلى حياة ولا تكون مجرد سلوك وقتي مرحلي.

ونوه في المنطلق الثالث من حديثه إلى الفرق بين الأصالة والخلافة إذ تتبنى المدرسة المادية القول بأصالة الإنسان وكونه هو الأول والآخر على هذه الأرض، بينما تشير المدرسة الروحية إلى أن الأصالة لله والخلافة للإنسان.

وتطرق للحديث عن عدة مبادئ متسلسلة للفرق بين المدرستين تتمثل في قول المدرسة المادية بأن الثروة ملك للإنسان إلى جانب أن الملكية الوهمية هي غاية وهدف من الأهداف، بينما تتبنى المدرسة الدينية القول بعدم امتلاك الإنسان للثروة، وأن الملكية الوهمية ما هي إلا مجرد وسيلة يجب الالتزام بها لخدمة المجتمع لا للذات ولا للشخصية.

وفرّق بين أطروحات المدرستين فيما يختص بالصلاح النسبي غير المضمون والذي تتبناه المدرسة المادية والتي ترى بأن القيم الإنسانية ليس لها حدود دينية ولا جغرافية، وبين ما تؤمن به المدرسة الدينية من قول يشير إلى أن الصلاح المضمون هو الصلاح الذي يقوم على الإيمان بالله وهو الصلاح الحقيقي المتمثل بالإحساس بالمسؤولية.

وأشار إلى أن القيم الإنسانية من الصدق والامانة والإحسان والإيثار متقومة بالإيمان بالله وأن من لم يؤمن كان صلاحه طبعيًا قابلًا للزوال.

وأكد على كون الصالحين أعلى قمة في الجنة لأنهم يعيشون الدين حركة فاعلة مؤثرة في بناء الحياة لا مجرد طقوس، وأن أعلى صفة من صفاتهم تكمن في الإيثار والعطاء بلا مقابل.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
استد علي
28 / 9 / 2017م - 2:15 م
السيد احين وين يقرء
2
الحر
[ القطيف ]: 29 / 9 / 2017م - 4:25 م
في امريكا