آخر تحديث: 18 / 5 / 2024م - 7:00 م

مستشار سابق: النجاح في ريادة الأعمال يعتمد على العزيمة والمثابرة

جهات الإخبارية

أكد المستشار السابق لوزير الصناعة والتجارة المهندس أحمد البدر أن النجاح في ريادة الأعمال يعتمد على العزيمة والمثابرة، ليس على المستوى المحلي فقط فهناك فرص عديدة متاحة على المستوى العالمي، مشيداً في ذات السياق بالتحول الرائع للمؤسسات الرسمية للمملكة في تنفيذ البرامج التكنولجية كأبشر ومساند ويسر، قائلاً أن المملكة تتفوق على كثير من الدول الاقليمية والعربية في تلك البرامج.

جاء ذلك خلال استشضافته في تدشين الموسم الثامن عشر لمنتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف، في ندوة تحت عنوان ”تأثير التكنولوجيا على خلق الوظائف في المملكة والشرق الأوسط“ مساء الثلاثاء، بحضور رجال أعمال وشخصيات اجتماعية وعدد من المثقفين والكتاب.

بدأ المهندس البدر حديثه بتوضيح أهمية ”ريادة الأعمال“ في الدورة الاقتصادية، وبين أن بعض الشركات بدأت بأعمال متناهية الصغر ثم أصبحت لاحقا تقود مشاريع عملاقة تفوق ميزانياتها بعض الدول الغنية، مشيراً إلى النقلة العملاقة التي أحدثتها الهندسة الرقمية وبرامج التكنولوجيا الحديثة على ريادة الأعمال، ولذا فإن التكنولوجيا والاتجاهات المستقبلية أصبحا أمراً واحداً.

وتطرق إلى تأثير التكنولوجيا في ريادة الأعمال، حيث أشار في هذا الصدد إلى التغير الهائل في حركة الاقتصاد والتحول إلى التطبيقات الذكية واقتصاد المعرفة، مشيرا إلى أن من التحولات المهمة في عالم اليوم ما يسمى باقتصاد المشاركة الذي يقنن استهلاك الموارد ويساعد على تقليل الصرف ومن أمثلتها شركات «كريم وأوبر»، ومن أمثلتها أيضا إدخال الريبورتات في الأعمال خصوصاً في المصانع، الأمر الذي سيضع عبئ ثقيل على نظام التوظيف والوظائف مستقبلاً.

وأضاف: ”أن من بين التحولات التوسع في مجالات «قاعدة البيانات الضخمة» كجمع المعلومات المختلفة والتفصيلية لطبيعة حياة الشعوب الاستهلاكية والخدمية، حيث تعمل مؤسسات عديدة ومتخصصة على جمع هذه المعلومات وتبادلها“، مؤكدا أن هذا التغير بقدر ما يعمل على تقليص الوظائف، فإنه يخلق فرصا جديدة للعمل والاستثمار من خلال توظيف وسائل التكنولوجيا، داعياً الجيل الناشئ من الشباب إلى التهيؤ لاستثمار هذه الفرص بالانخراط في التخصصات الهندسية والتي لها مساس بالتكنولوجيا.

وأشار إلى النقاشات التي تدور في صندوق النقد الدولي والتي من ضمنها كيفية معالجة مشكلة تقلص الوظائف بسبب التطور التكنولوجي وضرورة خلق وظائف جديدة، لافتا إلى فكرة إعادة الاستفادة من الموظفين السابقين في إدارة الأعمال بشكل أفضل، وذلك من خلال ما يسمى ب ”ذكاء الأعمال“.

وانتقد غياب الاستثمار الأفضل للتكنولوجيا من قبل الأفراد والشركات، مطالبا الشركات بأن تعيد تأهيل الموظفين والاحتفاظ بهم لأداء خدمات جديدة على أسس تقنية حديثة.

وتطرق إلى جانب من تجربته الشخصية التي بدأت كموظف في عدة شركات، وخبر خلالها كيف تدار الشركات، وكانت له أربع محاولات متعثرة، ثم تحققت له النجاحات وكان أبرزها الدخول في منافسة مع ستين شركة من عدة بلدان عربية أواخر 2016م. وبعد تحقيقه المركز الأول على مستوى المملكة، جرت التصفيات النهائية في دبي بين خمس شركات متنافسة، حققوا فيها المركز الأول على العالم العربي في الشركات، وبهذا النجاح تلقت شركتهم مؤخراً دعوة من صندوق النقد الدولي بواشنطن للحديث عن التكنولوجيا بالشرق الأوسط ومدى تأثيرها في خلق الوظائف.

وأكد في هذا السياق بأن ريادة الأعمال تبدأ من المحاولة والاستفادة من لحظات التعثر، والمبدأ السائد فيها ”اسقط بسرعة وانهض بسرعة“ ولا يوجد شيء اسمه الفشل، داعياً إلى الاقتداء بدول الاقتصادات الناجحة كماليزيا التي تشكل الشركات الصغيرة والمتوسطة فيها 70% بعكس تجربتنا المحلية التي اعتمدت منذ الطفرة النفطية على الشركات الكبرى بنسبة 80%

ودعا جيل الشباب إلى الاستفادة من الفرص والتوجهات الرسمية والتطبيقات الالكترونية في انهاء المعاملات التي اعتمدت في السنوات الأخيرة، لأنها تساعد بشكل كبير للمشاريع الصغيرة والمتوسطة.

بدأت الندوة بكلمة رئيس اللجنة المنظمة للموسم الحالي زكي البحارنة، الذي أشار فيها إلى أهمية مواكبة العمل الثقافي للمستجدات والتحولات السريعة على الساحة الاجتماعية والفكرية وملامستها ضمن الحوارات التفاعلية للمنتدى، مؤكدا على استمرارية المنتدى في منهجية التواصل مع الأوساط الثقافية المختلفة الأهلية والرسمية.

وأشاد بشخصية الأديب الراحل حسن السبع، قائلاً: ”أن سيرته مثلت نموذجاً للمثقف الانسان وأن أدبياته في المقال والشعر والرواية شكلت ابداعاً يشار له بالبنان، وكان رحيله خسارة للوسط الثقافي الوطني“.

وقال عضو المجلس البلدي بالقطيف المهندس محمد الخباز الذي أدار الندوة: ”كل مجتمعات العالم مرت بأزمات اقتصادية، وإن الذين استفادوا من تلك التجارب تطوروا وأصبحوا اليوم من أقوى المجتمعات، وكان التركيز على دعم ريادة الأعمال هو العامل المهم الذي ساعد دول الاقتصاديات المتطورة على تخطي ازماتها“.

وعرّف بضيف الندوة المهندس أحمد البدر الحاصل على بكالوريوس الهندسة ودرجة الماجستير في إدارة البرامج الكبرى من جامعة أكسفورد، وعمل مستشارا لوزير التجارة والصناعة، وترأس إدارة التشغيل بالمدن الاقتصادية، وعمل رئيسا مكلفا لبرنامج الاستراتيجية الوطنية للصناعة، كما عمل مديراً لإدارة التخطيط الاستراتيجي والتنفيذ بهيئة المدن الصناعية.

يُذكر أن الأمسية تضمنت فعالياتُ مُصاحبة تَمثلت في تكريم الطالب حسين آل يعقوب من مدرسة النجاح الثانوية لحصوله على المركز الأول على مستوى المحافظة ووصوله إلى التصفيات النهائية على مستوى المملكة في مسابقة تحدي القراءة العربي في نسختها الثانية 2017م.

وشملت الفعاليات معرضا للوحات مستوحاة من البيئة البحرية الفنان التشكيلي عضو جماعة الفنون بالقطيف حسين المصوف، الحائز على عدة جوائز محلية وعربية ودولية.