آخر تحديث: 10 / 5 / 2024م - 10:19 م

كاتبات وأديبات: المشهد الثقافي يسجل حضورا بارزا للأدب الأنثوي في القطيف

جهات الإخبارية إيمان آل فردان - القطيف

سجل المشهد الثقافي حضورا للأدب النسوي في القطيف وأبرزت كتابات المرأة التي سوقت لها الكتب والمقالات رؤيتها التي تصب في فضاء الإبداع الإنساني.

وأثبتت التكنولوجيا والثورة العلمية والانثروبولوجية مكانتها الأدبية رغم قلة إنتاجها ونذرة المنتديات التي تحتويها وأصبحت حاضرة رغم التحديات والصعوبات للنهوض بالأدب الأنثوي.

وذكرت المشرفة التربوية كفاح آل مطر أن الأدب الأنثوي القطيفي تحيط به حزمة تحديات تتمثل في تغييب مشاركة المرأة الشاعرة في المؤسسات الأدبية والشعرية والمحافل الثقافية، بالإضافة إلى سلبية التعاطي مع الأداء الشعري الأنثوي تذوقا وذيوعا ودراسة، وقلة المؤسسات الأدبية والشعرية التي تٌعنى بالإنتاج الشعري الأنثوي.

ولفتت إلى أن الشاعرة القطيفية تقف على رصيد معرفي وتراثي وأدبي رصين، وتستلهم رؤيتها الشعرية من خلال عمق ثقافتها وسعة وعيها بالواقع وقدرتها التصويرية على صياغة المشهد الاجتماعي والثقافي، مؤكدة أن تميزها يرتكز على هذه الأسس الجوهرية التي تجعلها ذات تذوق أدبي رفيع وصاحبة إنتاج شعري متميز.

ودعت آل مطر شعراء القطيف إلى دعم الكفاءات الشعرية الأنثوية وتبني إنتاجها وإشراك المرأة الشاعرة في مختلف المنابر والمحافل الشعرية.

ورأت أن الأمسيات الأدبية النسائية عبارة عن واحة تنطق فيها المواهب والملكات الفنية في أبهى صورها وأجلى معانيها، لتلامس بحسها المرهف وجدان المتذوقات من بنات المجتمع القطيفي الزاخر بتراتيل الحب والفن والجمال.

واستطردت قائلة "إن اللقاءات الأدبية النسائية الخاصة بالمنتديات الثقافية رغم قلتها تحقق هدفين رئيسيين أولهما تأكيد حضور المرأة الشاعرة في الفضاء الأدبي والثقافي في القطيف والرقي بالذائقة الشعرية وإزاحة السدم التي سعت لتغليب الشعر العامي وتعميق وجوده لدى النخب المجتمعية المختلفة.

ومن جانبها، أكدت الشاعرة نازك الخنيزي على أن المرأة أحرزت مكاسب عدة باسترجاعها حقها في الإبداع في مجالات الحقول الأدبية بتياراتها المختلفة.

ووجدت أن الحركة الأدبية لحظت تقدماً جلياً في الوطن العربي وفي واحة القطيف ببروز أقلام مرهفة عززت من التراكم الثقافي بطريقة يلمسها كل متابع للتطور الأدبي.

وقالت الخنيزي ”إن المرأة المبدعة المثقفة رسمت لها طريقاً إبداعياً وحضوراً مميزاً في الساحة الأدبية وحققت الكثير جداً من الإنجازات، فهي اليوم تصدح بما يجول في خاطرها بالتعبير عن ذاتها وعواطفها ورغباتها على المسارح والكراسات لتخاطب المجتمع بصوتها.. فهي تقرأ وتبحث وتناقش وتنقد“.

وقدمت الكاتبة ليالي الفرج ورقة جريئة عن التجربة السردية عند أديبات القطيف أوضحت فيها بأن تجارب كتابات المرأة في القصة تبدو بحاجة أكثر إلى جعلها تحث الخطى لتقديم عمل قادر على اجتذاب القارئ، وسط غياب دور حقيقي لمؤسساتنا الثقافية في دعم هذه التجارب".

وفيما يخص الرواية لاحظت بأن الطريق يتطلب غرس الثقافة السردية وتشجيعها والتوسع في طرحها ضمن حلقات النقاش الإثرائي، فما تشهده الرواية من متابعة على مستوى القراءة، بحاجة إلى تحويلها إلى حركة إنتاج إبداعي في هذه الواحة الغالية.

وأضافت الفرج فيما يتعلق بالشعر أنه ظهر في عدة مستويات فمنها ما يستحق الإشادة على مستوى الشعر ويلحظ فيه ثراء التجربة وعمقها وتنوعها، ومنها ما يستحق الاحتضان والتوجيه، ومنها ما يحتاج إلى تأسيس ما يرفد الذائقة الشعرية بكثرة القراءة والاسترشاد وإن كان بطيئاً في بعض أوجهه ومجتهداً في الأخرى.

وأبانت أن واقع النتاج الشعري للمرأة في القطيف ينبئ عن توجه يمكن أن يكون منطلقاً حقيقياً للوصول إلى ذائقة المتلقي بقوة، مهما تنوع الشكل أو الظهور الشعري مشيرة إلى أن هناك حالة من الشاعرية أصبحت تعانق المشهد الذي تشدّه الجملة الشعرية في واحتنا الأصيلة.

ووجدت الفرج أن ثمة جرأة وثقة لدى المرأة صارا يأخذانها إلى منصة الشعر لافتة لضرورة الاهتمام بتجويد التجربة والتأمل فيها، ويبقى الوجدان ملتقى المفاعيل الذي يستطيع أن يترجم ذؤات الانفعال إلى نص يستحق الظهور.

ولفتت إلى أنه قد يكون الحديث عن نتاج المرأة في مجال النقد تنطبق عليه قاعدة التناسب العام؛ فقلة ظهوره على مستوى النتاج العام ليس غريباً أن يتسبب في عدم ظهوره لدى المرأة كذلك.

وبينت الكاتبة ليالي الفرج أن مصطلح الأدب الأنثوي

يقتضي أن يشار إلى أن هناك من لا يتفق على تقسيم الأدب بصفة الجنس «gender»، وينزعون إلى طرحه تحت عنوان الأدب الإنساني بعد أن وفدت هذه التسمية إلى أدبياتنا النقدية من المدارس الغربية وبرز تداول ثلاثة مصطلحات وهي الأدب النسائي والأدب النسوي والأدب الأنثوي.

وقالت ”إن أول هذه المصطلحات الثلاثة ظهوراً في القرن الماضي كان الأدب النسائي، ثم في الثمانينات ظهر مصطلح الأدب النسوي، وهكذا صار لمصطلح الأدب الأنثوي ظهوراً في لغوياتنا، وإن كانت إشكالية المصطلح محل مناقشات مستمرة حتى وقتنا المعاصر“.

ومن جهتها، أكدت الكاتبة نجاح العمران أن منبت النشأة والأصل في تلك الواحة الغناء أخرجت شعراء وشاعرات منذ القدم وهو ما ميز شاعرات القطيف عن غيرهن بالإضافة إلى الجرأة وإتاحة الفرصة لهن بتشجيعهن في المنطقة.

ورأت العمران أن شاعرات القطيف لم يتح لهن أن يبرزن قديما إلا القليل منهن نتيجة بعض الظروف أما في الوقت الحاضر فقد أخرجن على أرض الواقع شعرا متنوعا كالغزل، والمدح، والبنّاء، والحماسي.

وأضافت أن الأدب الأنثوي يسير جادا مسرع الخطا غير آبه بأي عرقلة تفسد طريقه ولا يلتفت للوراء ولا للمحبطين وأن قدومه اتخذ منحى القوة والتقدم.