آخر تحديث: 17 / 5 / 2024م - 2:04 م

الدكتور الطاهر يدعو إلى تضمين آليات تقليل الغضب في خطب الجمعة

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - سيهات

دعا دكتور علم النفس مهدي الطاهر إلى تضمين آليات تقليل الغضب في خطب الجمعة، وقال: ”مجتمعنا مجتمع غضوب ورغم وجود الدين, إلا أنه لايعبر عن التدين الكامل، والذي يساعد في تنظيم آليات الغضب والتقليل منه“.

وجاء طرحه ضمن برنامج دروس «علم النفس في القرآن الكريم» التي يلقيها صباح كل ثلاثاء منذ محرم الماضي، بتنظيم دار الفرقان لعلوم القرآن بالتعاون مع رفاه للدراسات والتنمية الأسرية بمدينة سيهات.

وتحدث الطاهر عن دور اللين في إحتواء الغضب، وأهيمة التوقف مع النفس لمراجعة التصرفات لضمان عدم تكرارها والاعتذار عنها، منوها إلى ضرورة إدارة الغضب.

وبين أن قول كلمة ”لا أقدر“ يعبر عن وجود مشكلة لدى الشخص الغاضب، لافتا إلى أن الغضب ماهو إلا انفعال يعبر عن عرض لمشكلة.

وأشار إلى أن تعبير الغضب يظهر في عدة أشكال ومنها: الايماءات كالتكشير أو رفع اليد، والألفاظ وتتمثل في الانتقاد والإهانة والسخرية، والحركة كالايذاء الجسدي وتهشيم الممتلكات، لافتا إلى أنه قد يرتد للذات حين لايجد من هو أقل منه ليؤذيه.

نوّه إلى أثر الظروف المحيطة في تراكم الاحتقان، كالهموم الناتجة عن الأقساط، والديون، والإيجار المرتفع، متطرقا إلى بعض الآليات للتخلص منه، كالاسترخاء والمشي في الهواء الطلق، والسفر.

وتحدث عن عدم فاعلية الاستراحات الشبابية ووصفها بعملية إعادة التدوير فما يضعه فيها يأخذه منها، لافتا إلى أن الغاضب يحتاج إلى أكثر من الحديث، كالجلوس مع العائلة وقضاء الوقت معهم ويعتبر من التدين الاسري.

وبين اهمية الانفعالات كانفعال الغضب للحياة في اعطاءها اللذة والبعد بها عن الجمود بشرط التحكم في درجته، مشيرا الى نقص مهارات الطفل في تمارين ذلك الغضب والذي يتواجد بصورة طبيعية لدى الجميع، وتطرق الى الجانب المحمود فيه، ووصف من لا يغضب ”بفاقد المرؤة“.

ومن جهة أخرى، انتقد من يبحث عن الوظائف الحكومية المريحة أو الراتب الذي قد يحصل عليه الشخص من ”السعودة“ أو التقاعد، مبينا أنه يفقد الانسان الحركة المتمثلة في العمل والصعود والابداع والتفوق والانجاز، مما يقلل حركة الادرينالين لديه ويصاب بالاكتئاب.

وتحدث عن دوافع الغضب المذموم والتي تتمثل في العحب، الكبر، الاطماع، الاهواء، وسوء الظن، والجهل، واصفا الجهل بأنه مفتاح كل رذيلة وانحراف وباطل، وان ”الوعي“ هو من افضل مانولّد لدى الابناء؛ فمن خلاله يستطيعون التكيف مع المجتمعات المختلفه ومعهم كامل الحصانة.

وتناول دراسة حديثة عن أطفال الآباء الغاضبين الذين لديهم ضعف تكيف شامل وأن هناك علاقة قوية بين الآباء الغاضبين والجنوح، داعيا إلى عدم تزويج الأبن مبكرا، قبل التأكد من قدرته لدور الابوة والذي يتطلب حسن المسؤولية، والادارة، والصبر.

وقال: ”صار لدينا لاشعور جمعي كما يقول «يونج» في تفشي ظاهرة الغضب، والتي لاتؤثر على الطفل فقط بل على البالغ ايضا، ويشتكي الاهل من الابن العاصي المتمرد، رغم مسؤوليتهم في ذلك“.

ودعا الطاهر الى اجراء دراسة تقيس حالات الغضب المزعجة التي تحدث خلال شهر في البيت، والى التفاعل معها، ”نريد ارقام ولانريد ان نعرف اصحاب الحالات، فإذا إتضح بالارقام أن مجتمعنا غضوب، نحوّل كل خطب الجمعه للحديث حول المهارات التي تقلل هذه المشكلة في بيوتنا حتى نقلل حالات الاكتئاب المنتشرة لدى الاولاد“.

واشار إلى أن الوضع الحالي يساعد على الاكتئاب، كقلة العمل وفوبيا داعش وصورها المنتشرة، كما يؤدي الغضب إلى حالة من الاضطراب والاغتراب الاجتماعي، بحيث لايشعر الشخص أنه داخل مجتمع وإن هناك من يشكي له همومه، ويتعدى الى اساءة المعاملة بين الزوجين، وفي الوظيفة، والاستثمار، والانجاز، ويمتد معه حتى يكبر في السن وقد يصاب بالتشاؤم، والاكتئاب، ويفكر بالتخلص من حياته لينفك من حالة الضيق، لعدم توفقه في عمارة الارض.

وعدد بعض اسباب غضب الاطفال ومنها عدم الحصول على الوقت الكافي من الرضاعه، حيث يحتاج مامقداره ثلاث ساعات في اليوم من الرضاعة، بالاضافة الى حاجته للتقبيل، واللمس، والاحتضان، واللعب، ليشعر بالارتياح والاطمئنان.

وأكد على ضرورة معرفة ”لاءات“ الطفل قبل التفكير في علاج غضبه، فهل هي في الحدود الايجابية المعقولة، ام انها متكررة ويريد بها معنى كابراز رايه، وارادته، وشخصيته، منواه إلى أن للعمر خصوصية وسعة البيت ووجود مقدار كافي من الالعاب، فاذا فقدت بعض هذه الامور فلا بد من تعويضه ببعض البدائل، للتقليل من حالة الغضب.

وتناول دور الوراثة، ”هناك من الأطفال من طينته باردة وايجابية وسهل في التربية، وآخرين لديهم نسبة وراثة أعلى في جانب الغضب، فيحتاجون إلى رعاية أكبر في ذلك الجانب“.

وتحدث عن جانبي العلاج المعرفي والسلوكي للغضب، حيث يتمثل المعرفي في الحديث والتفاهم مع الطفل، كقراءة قصة له، العناية به اكثر، لافتا إلى ان الاسلام كله معرفي، اما الجانب السلوكي فيتم من خلال ادلجة وتنظيم الغضب من خلال التعزيز أو أخذ المعزز وتأجيله، واستخدام طريقة ”تايم اوت“ التي تتضمن العقاب لفترة قصيرة من خلال جلوس الطفل في زاوية معينة، ليفهم ان هناك مساءلة لسلوكه، ويفكر فيه، ويعتذر عنه.