آخر تحديث: 5 / 5 / 2024م - 7:57 م

الدكتور الطاهر: زيادة الوعي عامل مهم في التخلص من العين

أرشيفية
جهات الإخبارية سوزان الرمضان - سيهات

دعا دكتور علم النفس مهدي الطاهر الى زيادة الوعي، للتخلص من الاخلاق الذميمة كالحسد في «معادلته القوية» والذي يعتمد على المقارنة والمنافسة بين الفرد وفشله ونجاح الاخرين.

وأكد في محاضرته التي ألقاها صباح الثلاثاء في مركز رفاه للدراسات والتنمية الاسرية بالتعاون مع دار الفرقان، بعنوان ”دروس في علم نفس القرآن“، ان الحسد استعداد يتواجد لدى الجميع، وانه يبقى سرا في نفس صاحبه، ولايقي عامل الايمان من تحرك تلك الافكار بداخله اذا لم يسعى صاحبها لقطعها منذ البداية.

وأشار إلى ان العين حق وورد ذكرها في سورة كاملة في القرءان الكريم، ونوه الى حرص رسول الله ﷺ في تعويذ الحسنين عليهما السلام.

وبين ان مرد الحسد قد يكون طفولة سيئة، او حقد لم يتم تنظيم النفس معه وقطعه في وقته، ويؤدي الى تحرك العداء نحو الغير والكرب نحو الذات ويولد كيميائيات ضارة بالجسم، تؤدي الى وقوع المرض حتى لدى الطفل الصغير الذين لا اساس وراثي لديه.

وقال ان الفرق بين الحسد والغبطه يكمن في تمني زوال النعمة عن المحسود للحاسد ”اريد ماعنده عندي“، وفي الغبطة ”ارزقني كما رزقته“ بدون الرغبة في زوالها، مشيرا الى ان الحسد هو من الغل، والغل من الكرب، وهو من الصفات المنزوعة من اهل الجنة، وبامكاننا التخلي عنه وعن توغله في داخلنا بالمعاملة الحسنة، والتعاون، والبذل، ومحبة الاخرين.

واشار الى ان كل من الغيرة والحسد انفعالان معقدان وانهما ليسا من الانفعالات الرئيسية، يتركبان ويقترن بهما السلوك العنيف والكراهية والعدوان، وكلاهما يثير الحزن والكرب والقلق، لافتا الى ان انفعال الحسد يختلف عن بقية الانفعالات في كونه ”مخلوط“ يتركب من مواد كيميائية مزعجة من الخوف والغضب والامتعاض والقلق والحزن ويتسبب في التوتر والحقد.

وذكر ان جميع الاعتلالات والاضطرابات النفسية تبدأ صغيرة وتنتهي كبيرة، منوها الى ضرورة الانتباه لتواجدها عند الصغار حتى لاتتطور في الدرجة والنوع من القلق الى امور اخرى، ولفت الى ان جميع الانفعالات تزول نسبيا وتفقد قدرتها مع زوال اسبابها الخارجية، الا الحسد الذي يشتد ويتسع ليحرق صاحبه، ويجعله في حالة من الاحباط والحزن والارتباك والتمركز حول صفة تنقصه او امر يرغبه يود امتلاكه ويوجد لدى المحسود.

وذكر الغيرة والحسد من الانفعالات التي تدفع نحو الكراهية والحقد وقد تحرّك الشخص نحو ممارسات من الايذاء كالسحر او القتل، مثنيا على المجتمعات التي يزداد فيها عنصر الوعي فتقل فيها هذه الممارسات.

وقال: ”كل حركتنا منبعها افكارنا، فلابد من الاهتمام بتغيير النظرة وان يبتديء الانسان بنفسه دون تتبع امور الاخرين، وزيادة الوعي لدى الابناء من خلال تربيتهم على المحبة، والتعاون، والبذل الذي يقلل المشاكل والوقوع في الحسد، اضافة الى تعويدهم على الصبر وانه ليس بالضرورة ان يكون بيدي ما بايدي الاخرين، وانه من خلال السعي وتوفيق الله نستطيع امتلاك ماملكوا والوصول الى ماوصلوا اليه“.

ولفت الى عدم التسامح بين الوالدين في سلوكيات لا يستبشر بها الطفل على نحو نومهما منفردين، وبقاءهما بلاحديث، ولاتفاعل، ولاتفاهم مما يؤدي الى تشرب الابناء للنظرة السلبية.

وذكر ان العلاج يكمن في تعويد الطفل على الواقعية والاكتفاء بما بين يديه وتذكيره ان غالبية اصول الصرف مما يشاهد حوله من التبذير المزعج، اضافة الى تقدير الذات الايجابي في عدم التماس ان يكون لديه كما في ايدي الاخرين، موضحا اهمية هذا الامر في الحركة النفسية وعدم الشعور بالدونية والحقارة والضعة.

واشار الى دور الوالدين في تهوين التداعيات على الابناء والاخذ بخاطرهم في عودة التقدير الايجابي لديهم، ونصح عن الابتعاد عن الحسود وصاحب اللجاجة، فان كان من ذوي القربى فله ”الصلة“ وتكفي فيها 10 دقائق، لان مخالطته تتسبب امراض كالقرحة، والقولون، والسرطانات.

ودعا الى قطع الطريق سريعا على المقارنات المرضية، والى وضع خطة لتطويق الصفات الايجابية، والبدء ببنائها من خلال العمل ولو من داخل المنزل، وتفعيل الحركة بدلا من التوجه الى حسد الاخرين.