آخر تحديث: 26 / 4 / 2024م - 2:42 م

موسكو.. الانتقام السريع

محمد أحمد التاروتي *

جاء انتقام روسيا سريعا على اسقاط احدى طائرتها الحربية، من طراز ”سوخوي 25“ في سوريا امس السبت، بصاروخ مضاد للطائرات، ومقتل الطيار في مواجهة مع ”إرهابيين“، بعدما تمكن من القفز من الطائرة، حيث قامت بقصف المنطقة التي تسيطر عليها جبهة النصرة، والتي أطلق منها الصاروخ الذي أسقط الطائرة الحربية الروسية، بأسلحة دقيقة، وتم القضاء على 30 مسلحا من التنظيم.

وحسب بيان وزارة الدفاع الروسية، إن الطائرة ”تحطمت عندما كانت تحلق فوق منطقة خفض التصعيد في إدلب“.

وأضاف البيان ”حسب المعلومات الأولية، تم إسقاط الطائرة بصاروخ محمول على الكتف مضاد للطائرات“، وفقا لما نقلته وكالة أنباء ”سبوتنيك“ الروسية.

اقدام جبهة النصرة على اسقاط الطائرة الروسية ”سوخوي 25“، سيضع هذه الجماعة في مواجهة مباشرة مع موسكو، مما يجعل المعركة القادمة اكثر سراشة، في محاولة للقضاء عليها، لاسيما وان جبهة النصرة ضمن الجماعات المسلحة، المصنفة ضمن الجماعات الإرهابية، بمعنى اخر، فان روسيا ستقدم على توجيه ضربات عسكرية عنيفة، ضد عناصر جبهة النصرة في الأيام القادمة.

روسيا ستضغط على انقرة في الأيام القادمة، لرفع الغطاء السياسي عن جبهة النصرة، خصوصا وان تعاونا ملموسا بين الطرفين منذ فترة طويلة، الامر الذي يفسر سهولة انتشار قواتها في نقاط عديدة داخل أدلب، وبالتالي فان موسكو ستحاول الحصول على المعلومات الدقيقة، بخصوص الجهات الضالعة في اسقاط الطائرة الحربية، من اجل توسيع العملية الانتقامية، نظرا للتداعيات العسكرية والسياسية المترتبة، على اقدام جبهة النصرة، على اتخاذ قرار الدخول في مواجهة مباشرة مع روسيا، بمعنى اخر، فان مرحلة ما بعد اسقاط ”سوخوي 25“، تختلف عن المرحلة القادمة، مما يؤسس لمرحلة مغايرة تماما ومواجهة مباشرة.

خطوة اسقاط الطائرة الحربية الروسية، مرتبطة بالتطورات العسكرية على الارض، وتحقيق قوات النظام تقدما كبيرا، في ريفي أدلب وحلب واخراج جبهة النصرة من قرى عديدة، والاقتراب من مدينة سراقب، مما يدفع جبهة النصرة، لاتخاذ قرار استهداف الطيران الروسي، من اجل الضغط على قوات النظام، لإيقاف التقدم السريع، لاسيما وان الغطاء الجوي الروسي والسوري، يلعب دورا حاسما في تحطيم خطوط الدفاع، لدى جبهة النصرة، بمعنى اخر، فان الغرض من الإسقاط يتجاوز تسجيل انتصارا عسكريا، بقدر ما محاولة ايقاف الزحف المتواصل للقوات النظامية، جراء الهجوم العكسري المتواصل منذ فترة باتجاه أدلب.

اسقاط الطائرة الروسية ”سوخوي 25“ في أدلب، يعيد للذاكرة اسقاط الطائرة الحربية الروسية ”سوخوي 24“ في 24 نوفمبر 2015، بالقرب من الحدود التركية - السورية، الامر الذي دفع الكرملين لاتخاذ حزمة، من الاجراءات العقابية الاقتصادية، وذلك بعد رفض الرئيس التركي اوردغان الاعتذار وقتها، بيد ان العقوبات الاقتصادية، وردة الفعل القوية، من قبل الرئيس الروسي بوتين، شكلت ضغوطا كبيرة على انقرة، مما دفعها لاتخاذ خطوات لإعادة المياه لمجاريها، وتقديم الاعتذار، وبالتالي اعادة الدفء الى العلاقات الدبلوماسية، التي تضررت كثيرا، على خلفية اسقاط الطائرة الحربية الروسية.

كاتب صحفي