آخر تحديث: 26 / 4 / 2024م - 1:52 ص

دافوس وتغول العولمة

الدكتور إحسان علي بوحليقة * صحيفة مال الالكترونية

تعني مشاريع البنية التحتية الكثير اجتماعياً واقتصادياً، فالقصد منها تحسين نوعية الحياة في مفهومها العام. ومن ذلك أن إزالة دوار مثلاً ليحل محله تقاطع عليه جسر ونفق هذا أمر فيه تكاليف على المالية العامة بقصد تسهيل سير المركبات، والتخفيف من الازدحام، وبالتالي توفير وقت التنقل بين جنبات المدن والبلدات، وهذا سيؤدي إلى الحفاظ على أوقات الناس، وبالتالي يعزز انتاجيتهم وتواصلهم الاجتماعي.

وهذه المشاريع، ككل المشاريع، لها أمدّ محدد، أي وقت بداية، ووقت للتنفيذ، ووقت نهاية. وهذه الأوقات محددة بدقة حتى قبل أن يبدأ المشروع. وبالتأكيد، عانينا سنيناً من تأخر وتعثر المشاريع، حتى ضجت بذلك الصحف السيارة والمجالس. وقد استبشرنا خيراً عد المراجعة التي أجرتها الأجهزة الحكومية على المشاريع المتعثرة، وقد أعلن عن ذلك في حينه في بداية العام 2016. كما تضمن برنامج الإصلاحات الذي أعلن عنه ضمن بيان ميزانية العام 2016 عن مراجعة تلك المشاريع، ضمن الفقرة «ج» من الإصلاحات الاقتصادية والمالية والهيكلية، والتي نصها: ”رفع كفاءة الانفاق الرأسمالي، ومن ذلك مراجعة المشاريع الحكومية ونطاقاتها وألوياتها لتراعي جودة وكفاءة التنفيذ من جهة، وتتوافق مع الأولويات والتوجهات والاحتياجات التنموية والمتطلبات المالية والتمويلية من جهة أخرى. وسيعمل البرنامج الوطني لدعم إدارة المشروعات في الجهات العامة مع كافة الجهات والأطراف المعنية على تحقيق هذا الأمر ابتداءً من العام المالي 2016.“

نحن الآن في فبراير 2018، أي مَرَّ عامان على صدور هذا التوجيه، وبعض المشاريع مازالت تسير سير السلحفاة؛ نعرف متى بدأت وليس معلنٌ متى تنتهي. وهذا أمر لا يتسق مع مستهدفات الرؤية، فإما أن يُلغى المشروع أو يُنفذ تنفيذاً ناجزاً مُتحفزاً مُتحرّقاً. فمثلاً أعرف معرفة لصيقة أن دواراً أُغلق قبل 23 شهراً ونيف، وحتى الآن لا بوارد في الأفق لنهاية الالتفاف في الأزقة والحارات مسايرة للتحويلات والازدحام. وقبل أيام أعلن عن موعد إغلاق طريق رئيسي لإنجاز مشروع، ولم يُعلن تاريخ فتح الطريق، أي تاريخ انتهاء المشروع!

في هذا المرحلة من تاريخ النمو والتنمية، التي اتخذت من رفع الكفاءة والانضباط في الإنجاز عنواناً، لا ينسجم أن تعيش في شوارعنا مشاريع معلقة، هي حالٌ بين حالين، فهي لا تلغى فنطوي صفحتها ونستعيد شوارعنا القديمة، ولا هي تنفذ دون تأخير فنستفيد من معطيات تطوير تلك الشوارع والأنفاق. لدي مقترح تفصيلي: أن يضعوا لكل مشروع لوحة ضوئية بتاريخ انتهاء المشروع، فالفرحة الحقيقية هي بتمام الإنجاز ضمن الوقت والتكلفة المحددين، هذه ألف باء علم إدارة المشاريع.

كاتب ومستشار اقتصادي، رئيس مركز جواثا الاستشاري لتطوير الأعمال، عضو سابق في مجلس الشورى