آخر تحديث: 3 / 5 / 2024م - 5:45 م

ثقافة الدمام تعلن أول ملتقى متخصص لـ «فيديو آرت»

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - الدمام

أكدت الفنانة والمخرجة مروة المقيط على وجود ”الفيديو آرت“ كفن قائم بذاته منذ الخمسينيات والستينيات، وان ظهوره في السعودية لايعود لغياب السينما، وإنما لتراكمات التجربة البصرية، مشيرة الى إسهام كاميرا الجوال، والكاميرا العادية، والتغذية والتدريب، وبرامج السوشال ميديا، في تبلور الاحساس والصوت الداخلي لدى الفنان بشكل خاص".

جاء ذلك في الندوة التي أقامتها جمعية الثقافة والفنون بالدمام بعنوان ”فن الفيديو السعودي.. والتوجه العالمي“ وشارك فيها كل من المخرج محمد سلمان، ومحمد الفرج، والفنانة مروة المقيط، وأدارت الندوة زهراء الفرج.

وافتتحت الفرج اللقاء بكلمة أشارت فيها الى ان الفن من اكثر الاشياء المتحركة والآخذة بالنمو والتطور، واننا بتنا نشهد ما يعرف بالفن المعاصر والثورة الفنية البصرية بضامين مختلفة، وخرج لنا فن يلبس الحداثة ويتنفس المعاصرة، انه فن وخيال وسجل رقمي للحياة وحقيقتنا ”الفيديو آرت“.

وعُرض بعدها ثلاثة أعمال من الفيديو آرت للضيوف المشاركين، تحدث بعدها الضيوف عن خصوصية التجربة السعودية في هذا الفن.

وأضافت المقيط ان الفنان بالتقاطه التفاصيل، والحديث الداخلي القوي، يستطيع وضع بصمته الخاصة، وإيصال إحساسه بعفوية تتفوق على التقنية كما حدث مع الفنانة المفاهيمية المعاصرة ريم ”من الجنوب“ والتي لم تستخدم لتصوير فيلمها المؤهل للفوز سوى كاميرا جوال عادية.

وذكرت ان ”الفيديو آرت“ يعتمد على المكان وهندسته وتصميم غرفة المتلقي البيضاء، مضيفة: ان مصدر الافكار يعود للتجارب الانسانية والشخصية، وان ما يلهمها يعود للمنطقة اللامرئية، والتخيلات البصرية، والصور، وتراكمات التجارب، والاضاءة بشكل خاص، لافتة الى ان ما يوجد في عالمنا الداخلي كمادة غير مستثمرة، تفوق مانراه في العالم الخارجي.

وقال المخرج سلمان: ان ”الفيديو آرت“ فن مستقل بذاته، يعتمد الصور ولكل صورة دلالتها، وليس على الفنان شرح رمزيتها للمشاهد، بل على المشاهد البحث عن المعنى، مشيرا الى ان الفهم الخاطيء يكمن في البحث عن المعنى الذي قصده الفنان، وعدم تشغيل الخيال والمشاعر والاحاسيس، منوها: نحن لانسأل عن سبب بكاءنا حين الاستماع لمعزوفة، وماذا قصد المؤلف من ذلك اللحن ”وكل الفنون تسعى لأن تكون موسيقى“.

وأوضح ان باستطاعة الصور المتتالية ”الوسيط“ انتاج مخلوق آخر يعبّر ويتحدث ويتكلم في أي موضوع، مشيرا الى ان تلك الصور قد تكون مأخوذة من كاميرا الجوال، او أي كاميرا عادية وبسيطة، وان اللغة التعبيرية والشعور أهم من التقنية، واننا بالتقنية نطوّر الفهم؛ وان النجاح هو ”فيما نريد أن نقول“.

وبيّن ان الفكرة لدى هي حالة تعبيرية تولد وتنفّذ، ولانعلم مصدرها، وأن اللاوعي والتراكمات هو مايصنع ”الفيديو ارت“ لدى الفنان.

واشار إلى ان الالهام الفني يعود بالدرجة الأولى إلى التراكم البصري، والمعرفي، والثقافي، والشعور الداخلي والرغبة والشغف، الذي يتّحد لينتج مخلوق آخر ”شيء يستحضره من أحلامه، وشيء من ملاكه واخر من شيطانه، وبالخيال والخروج من حالة الوعي إلى اللاوعي تاتي تلك الحالة، والتي تعود للخبرة والممارسة وليس من الفراغ“.

وركّز المخرج الفرج على مساحة العرض وكونها فارق جوهري بين ”الفيديو آرت“ والسينما التي تتميز بالمكان، مشيرا إلى ان ”الفيديو آرت“ في السعودية يشكل مرحلة مفصلية، وأداة ثقافية تحيك النسيج الاجتماعي، وانه بتوافر المساحة سيحافظ على مكانه حتى مع مجيء السينما، مشددا على اهمية احتوائه حتى لايكون حكرا على أصحاب المادة او من الاصدقاء.

وانتقد طغيان التقنية على حساب المادة الفكرية لدى البعض، مشيرا الى ان الإلهام جزء من الإبداع، ومصدره الصور بنسبة كبيرة التي نراها بوعي وبدون وعي".