أطفال يتامى: نوزع الورد لنسعد قلوب أبائنا الراحلين
حينما تنظر إلى وجوههم البريئة؛ تبصر مسحة الحزن فيها؛ وكسرة اليتم؛ ومع هذا وقف الأيتام الثلاثة عند مدخل مقبرة جزيرة تاروت؛ يوزعون بسعادة شتلات الورد والريحان على زوار المقبرة.
ويهدي الأطفال في فعالية بر الوالدين السنوية التي تقام للسنة الخامسة على التوالي في كافة مدن وقرى محافظة القطيف، تحت شعار «رضاهما جنّة»، على الزوار بهدف إسعاد قلوب والديهم في قبورهم.
يقول جواد ذو التسع سنوات في الفعالية التي تهدف إلى تعميق وتعزيز سلوك بر الوالدين وإبراز دورهما وتفعيل الاحترام المتبادل بين الوالدين وأبنائهم: «أريد أن أسعد قلب ابي رحمه الله... لهذا أوزع الورود انا وأخي وابن خالتي؛ فنحن الثلاثة أيتام».
وبجانبه أخوه سجاد والذي يبلغ من العمر عشر سنوات؛ يقف وهو يحمل الشتلات ويقول: خذي مجانا؛ ليفرح أبي في قبره؛ مشيرا إلى أنه يحرص على زيارة قبر والده أيام الإثنين والخميس والجمعة.
مرتجى ابن خالتهم؛ اليتيم أيضا منذ تسعة أشهر يقول: لو كان أبي موجود؛ لسعد بما نفعل؛ وحتى يكون سعيدا احضرنا 100 شتلة ورد وريحان وقمنا بتوزيعها مجانا.
ويضيف مرتجى ذو الثمان سنوات والذي تشاركه طفلتين من أقاربه في التوزيع: كلما زرنا قبور آبائنا؛ قرأنا سور من القرآن الكريم؛ وأحيانا نتكلم معهم ونخبرهم عن يومياتنا وما يحدث معنا.
الجدير بالذكر أن فعالية يوم بر الوالدين هي مبادرة أطلقها عدد من الشباب والشابات؛ بهدف تعميق وتعزيز سلوك بر الوالدين في ظل تفشي مظاهر العقوق وتستهدف مختلف شرائح المجتمع بالتعاون مع أئمة الجمع والجماعات والخطباء والتواصل مع المدارس ورياض الأطفال.
