آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 10:56 ص

”إصابة عمل“ تغير مسار العلوي من مهندس الى مدرب معتمد في الصحة والسلامة

جهات الإخبارية إيمان الشايب - نداء آل سيف - تصوير: بندر الشاخوري - القطيف

«أحمد العلوي» مهندس في صيانة في إحدى شركات النفط المعروفة؛ باغته الزمن بإصابة في يده اليسرى حيث تحركت الأوتار من مكانها، ليبدأ رحلة من المعاناة والألم إذ لازم المستشفيات لمدة تقارب 80 يوم حتى انتهى بعملية جراحية تكللت بالنجاح.

من الهندسة إلى السلامة

الإصابة التي أطاحت بالعلوي غيرت من وضعه الصحي حيث كانت توصيات الطبيب تتمثل في عدم إمكانيته القيام بأي أعمال شديدة إذ كانت الإصابة في يده اليسرى التي يستخدمها للعمل فتمت إزاحته من مجال كان يعشقه وهو الهندسة إلى عمل آخر لا يتطلب مزاولة أعمال شديدة وكان الانتقال إلى مجال جديد سبب صدمة كبيرة، وذلك لعدم امتلاكه إلا المعلومات الأساسية فقط عن مجال الصحة والسلامة الذي انتقل إليه.

فصل ربيعي جديد

وذكر العلوي في حديثه لجموع الحاضرين في أمسية «منتدى الثلاثاء الثقافي» لهذا الأسبوع بانطلاق فصل جديد من حياته بعد قبوله بالقضاء والقدر، ودب روح الحماسة في روحه مرة أخرى قائلًا «تعلقت بكل شيء يتعلق بالصحة والسلامة، وواظبت على القراءة والاطلاع، وكانت رحلة شاقة جداً بسبب ندرة هذا النوع من الأعمال والتخصص في أرض الوطن».

وأشار لالتحاقه بالبرامج الموجودة في ذات المحيط والتي كانت باهظة الثمن في تلك الفترة حتى انتهى به المطاف بالتحضير لشهادة الماجستير في بريطانيا.

وأضاف القول «بعد عدة تنقلات داخل الوطن من أقصى شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه والعمل في بعض دول الخليج وجدت فرصة ذهبية أن انتقل إلى دولة الكويت للعمل كمحاضر ومستشار للصحة والسلامة في الكلية الاسترالية في الكويت وكانت رحلة مليئة بالمغامرة حيث وجدت نفسي أعيش الغربة بدلا من القراءة عنها أو الاستماع لبعض المغتربين».

عضو منتدب في المعهد البريطاني

وكان وراء المعاناة التي لازمت العلوي خلال مسيرته باب أملٍ وارتقاء آخر حيث قطع عهدًا على نفسه في رحلة للعودة إلى أرض الوطن بأن يصل لأعلى منصب فيما يتعلق بالصحة والسلامة، ليحقق النهوض وينال منصبًا جديدًا يتمثل في حصوله على عضوية انتداب في المعهد البريطاني للصحة والسلامة والذي حصل عليه بعد جهد كبير.

جمعية سلامة أسرة

ولحبه للأعمال التطوعية والمجتمعية رفع العلوي لافتة «زكاة العمل التعليم» ليبدأ رحلته في تثقيف المجتمع بجميع درجاته وأطيافه.

ونوه بقوله «كان نتاج هذه الفترة أن التحقت بمجموعة من الشباب المتحمس لخدمة المجتمع لتكوين جمعية سلامة أسرة وكما قمت بتأسيس مجموعة السلامة العربية والتي تُعنى بكل ما يتعلق بالصحة والسلامة في كل العالم العربي ويوجد الكثير والكثير من النماذج المشرفة موجودة في المجموعتين والتي نقوم بإصدار النشرات التوعوية والمحاضرات المجانية للمجمتع أفرادًا ومؤسسات».

السعودي الوحيد المعتمد لتقديم مناهج المجلس البريطاني

وبكل نشوة يقول «أنا الأن السعودي الوحيد المعتمد لتقديم المناهج الخاصة بالمجلس البريطاني لاختبارات الصحة والسلامة NEBOS».

ولفت العلوي إلى بدايته في تخصص الآلات الدقيقة والذي لم يمارس منها إلا الجزء المتعلق بالصيانة الالكترونية لفترة بسيطة فقط ومن ثم نقل الى قسم السلامة ومن هناك وجد التخصص الذي ينتمي إليه.

وتحدث عن حصوله على عدة شهادات بداية من الدورات الصغيرة ومرورا بالبكالوريوس وانتهاء بالماجستير، ومن ثم توجهه إلى مجال التعليم والتدريب، وتطويره برنامجًا تدريبيًا عند عمله في قسم الصيانة، بالإضافة إلى تأليفه كتابًا خاصًا بالصيانة باللغة الانجليزية والذي كان أول كتاب له.

وقال بأن من ضمن التخصصات التي يعمل بها وحصل من خلالها على اجازة وتصريح لتقديم الخدمات المتعلقة بها «الاستشارات والتدريب هي الاسعافات الاولية، السلامة الغذائية، تقييم ومراجعة الأنظمة البيئية والسلامة من الحريق والتدريب والتعليم والجودة والأنظمة الإدارية».

مدير التدريب

ونال العلوي وظيفة رسمية تمثل في حصوله على منصب مدير التدريب في شركة هاليبرتون لخدمات النفط والتي تعد إحدى الشركات العالمية، إلى جانب توجهه للعمل كمحاضر متعاون مع عدة جهات تدريبية لتقديم دورات في أوقات الفراغ كالإجازات أو إجازة نهاية الاسبوع.

وأشار إلى أن العمل الذي يتولاه بدون مردود مادي يتمثل في إدارة مجموع السلامة العربية والتي تعنى بتقديم الوعي للمجتمع وتطوير المواد العلمية باللغة العربية والتي تشمل أيضا القيام بمؤتمرات والمشاركة في المهرجانات.

تغيير الفرد والمجتمع

وعبر عن أمنيته في أن يكون سببا في تغيير الفرد أو المجتمع لكي يصبحوا قادرين على حماية أنفسهم من الحوادث.

تأسيس منظمة عربية

وأبدى العلوي طموحه في تأسيس منظمة عربية تماثل المنظمات الغربية وتضاهيها للتحكم في أمور السلامة والتي تكون مرجعية لكل الوزارات في العالم العربي، إلى جانب ربط الصحة والسلامة باسمه قائلًا «فمتى ما ذكرت الصحة والسلامة يتذكر الناس اسمي ومتى ما ذكر اسمي تذكرت الناس الصحة والسلامة».

وعن ما جاء في مضمون كتبه قال بأنه خلال بحثه عن المواد المتعلقة بالصحة والسلامة وجد فقرًا شديدًا في هذه المواضيع متوفرة باللغة العربية، لذلك بدأ رحلته في كتابة وتطوير أو حتى ترجمة بعض المواد للغة العربية.

وبين بأن التركيز على الأطفال جاء لاعتقاده أن المردود المعرفي والثقافي المقدم للأطفال أفضل بشكل كبير جداً من التقديم للكبار وخصوصا في العالم العربي.