آخر تحديث: 4 / 5 / 2024م - 12:00 ص

العلوي: العقلانية العلمية تفتقد لليقين والأمان المعرفي

جهات الإخبارية مريم آل عبدالعال - تصوير: مالك سهوي - القطيف

أكد دكتور الفيزياء الكونية جاسم العلوي أن العقلانية العلمية تفتقدُ لقاعدة اليقين والأمان المعرفي.

وأثبت من خلال ورقة علمية قدمها عبر ندوة علمية في منتدى الخط الحضاري في القطيف بعنوان ”الفيزياء والبنية اللاشعورية في الفكر العلمي“ أن التجربة في ذاتها، واستقلالا عن العقل وأحكامه القبلية، ستُحيلنا إلى الفراغ.

دكتور الفيزياء الكونية جاسم العلوي - منتدى الخط الحضاريوأشار إلى أن التجربة ليس فيها ما يزودنا بالأمان واليقين المعرفي، الذي يمكن دائمًا بالعودة إليه معاودة النشاط المعرفي.

كما أعرب أن ذلك يكشف عن انفصامٍ واضحٍ تُعَاني منه العقلانية العلمية ما بين موقفها النظري وموقفها العملي، وهو ما يُؤكد وجود بنية لا شعورية في الفكر العلمي.

واستعان بالممارسة التاريخية الفلسفية لاستبيان فقدان هذه البنية العميقة الصلبة للمعارف البشرية، والتي اصلطح عليها ”قاعدةَ اليقين والأمان“ عند الالتزام بالمرتكزات التي تقوم عليها العقلانية العلمية.

وجعل من السياق التاريخي لتطور العلوم مُقدِّمات لبيان المشكلة فلسفياً؛ والمتمثلة بالأزمة المعرفية على ضوء الالتزام الصارم بهذه العقلانية، التي تؤمن بمركزية التجربة في النظام المعرفي.

ووقف على المحطات العلمية في التاريخ التي شكَّلت مُنعطافات حادة في تطور العلوم، وصنعت اتجاهات ورؤى فلسفية للوجود والتي تكشف أفكارا كانت راسخة وسائدة لفترات طويلة من التاريخ.

دكتور الفيزياء الكونية جاسم العلوي - منتدى الخط الحضاريوبين انها تلاشت وانتهت بعد أن تجاوزت الإنسانية العقبة السيكولوجية التي عادةً ما تتشكل بسبب العادات الفكرية الضارة التي تحول دون فحص الأفكار ومراجعتها.

وكشف أن العلاقة بين العقل والتجربة أخذت تتموضَع من حيث الأهمية بشكل مُختلف في مثل هذه المحطات المهمة من تطوُّر العلوم.

واستعرض لإثبات العقلانية العلمية وافتقادها قاعدة اليقين والأمان المعرفي عبر استعراض السياق التاريخي لتطور العلوم متطرقاً للحظة الجاليلية، ونظريات نيوتن في الجاذبية وحساب التفاضل والتكامل، نظرية أينشتاين، والنظرية الكمية.

وأثبت من خلال عرض السياق التاريخي للنظريات العلمية أن الفيزياء أصبحت اقل تجريبية وأن العقل الرياضي يكون في مركز النظام المعرفي وأن ذلك يعد شاهد تحولي لصالح الميتافيزيقا.

وفي جانب آخر، انتقل إلى حالة الانفصام الذي تعاني منه العقلانية العلمية ما بين موقفها العملي الملتزم ببديهيات العقل وما بين موقفها النظري الرافض لتلك البديهيات وهو ما يثبت الحالة اللاشعورية لدى هذا العقل عندما يتم نسيان المتغيرات في داخله.