آخر تحديث: 3 / 5 / 2024م - 5:45 م

الدية بين صلح مشروط بالملايين وخوف من التهاون بالجريمة

جهات الإخبارية فضيلة الدهان - القطيف

شهدت محافظة القطيف مؤخراً ارتفاع في مبالغ ديات القتل التي يطلبها أولياء الدم للتنازل لعتق رقبة الجناة بعد أن يتم الاتفاق معهم من قبل لجنة إصلاح ذات البين في المحكمة.

وأبدى عدد من الأهالي استيائهم من هذه الظاهرة، معتبرين تحولها إلى تجارة على حساب أفراد المجتمع - حسب رأيهم -.

الخوف من انتشار الجريمة

وعدَّت المواطنة أمل طاهر أن هذه الظاهرة تضع المجتمع في خطر من انتشار الجريمة واستسهال معتبرة أنها ستتحول «لموضة وتجارة».

واستذكر المواطن أحمد الغانم حادثة قتل شاب من الفضول بالاحساء «القاتل مثل بالقتيل بالمقابل أهل القاتل يريدون دفع 6 مليون ريال لعتق رقبته بينما لا يعلمه الناس أن القاتل غرز السكين في العين وفي المؤخرة بعد قتله، تتوقع برأيك يعفون عنه عشان حفنة أموال القاتل يطّلع بدم بارد».

ورأى منتظر الصفار بضرورة تطبيق القصاص على الجاني ليكون رادعاً، معتبراً العفو والصفح والرحمة أمور حسنة بحد ذاتها، ولكن قبيحة عندما تكون أداة لتشجيع القتل بغير حق.

وعلق «هل لك أن تتخيل قاتل يجول في شوارع مدينتك أو قريتك بلا رادع؟ هل ستأمن على روحك ورح أسرتك؟ هل سمة العفو عن قتلة الناس وزهق أرواحهم أمر مدعاة للفخر؟».

تحول الدية إلى تجارة

وذكرت سلوى السنان أن الدية أصبحت وسيلة للثروة لدى بعض الناس، متسائلة عن تحديد قيمة الدم، مضيفةً أن مشاركة المجتمع للمظلوم مطلب لكن التعاطف مع مرتكب الجريمة لها قرار آخر.

ورأى الشيخ حميد آل عباس أن سحب أموال البسطاء من الناس والذين يعيشون تعقيدا في أمورهم المعيشية وبهذه المبالغ الطائلة بحجة عتق الرقاب لبعض المحكوم عليهم ليس منطقيا ولا حلا عمليا للحد من جرائم القتل.

وأضاف، لو اُنشئت بناية سكنية بأربعة ملايين ريال مثلا لحلت مشكلات العشرات من الشباب والعوائل المحتاجة.

ودعا إلى السعي في تجنب القصاص بالعفو لوجه الله، «وليس بصلح مزعوم تقدر تسويته بالملايين نجمعها من عامة الناس وفقرائهم».

ووصف المختص الاجتماعي جعفر العيد أن ارتفاع سقف الديات «بالخطأ الفظيع الذي يرتكبه البعض، وجاهلية جديدة؛ الدية الشرعية لها سقف محدد لا يتخطى قيمة مائة ناقة».

وتسائل عن سبب المبالغة في الديات، مشدداً على وضع حد لطموحات الناس المادية، محذرا من عدم الاكتراث لهذا الامر؛ وأنه يساهم في زيادة المقتولين بسب الاهمال.

توعية المجتمع في التكافل مع الجناة

وشدد الاختصاصي النفسي مصدق آل خميس على وعي المجتمع في تكافلهم مع الجاني ومساعدتهم له في جمع الدية، وتحديد نوع الجريمة إن كانت عن عمد أم خطأ، مضيفاً التكافل في دفع دية القتل العمد؛ إجرام في حق المجتمع وإساءة إلى أمن الأفراد والتهديد لأمن المجتمع وإفساد بالمجتمع.

وأردف أن القتل الخطأ فعل شيطاني مدفوع بغريزة الانتقام والغيرة والعنف والعدوان؛ وهو موقف يحاسب عليه القانون بالقصاص ولكن أعطى المشرع فرصة للدية، مضيفًا «القاتل مهما كانت دوافعه ليس له حق في ارتكاب هذه الجريمة وعليه يعاقب القانون بالمثل كحق للولي».

وفسَّر ارتفاع سقف الدية إلى عمل خيري يرغب به ولي الدم أو تعجيزي وهو نابع من الصدمة لفقد عزيزهم أو استشفاء غليل من أهل القاتل.

ولفت آل خميس أن إحساس أهل القاتل بهذا التعجيز مدعاة للتفكير والوعي والإنضباط في المجتمع لأنه يدرك أن المجتمع وقف بجانبه وولي الدم مدان بتنازله.

واعتبر ارتفاع سقف الديات بأنه عقاب لأسرة القاتل وانكسار وفيها إذلال ليكونوا عبرة للآخرين، مضيفا أن المجتمع يعتبر الدية كفارة تجبر الصدمة لكلا الأسرتين القاتل والمقتول وإعادة التوازن.

وقال: «ننظر إلى جريمة القتل على أنها لا إنسانية بشعة وهي فعل لا يتقبله إنسان طبيعي، ولها أبعاد اجتماعية على الأمن والسلم الأهلي والقتل المتعمد شنيع وإرهاب للنفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق».

أمر دخيل على المجتمع السعودي

واعتبر الاختصاصي النفسي أحمد العازمي أن المبالغة في الدية مقابل الاعفاء من القصاص أمر دخيل على مجتمعنا وعلى عاداتنا وتقاليدنا واقامة المخيمات او التجمعات لغرض جمع الدية للقاتل من أفراد قبيلة يزيد الأمر سوءاً.

وأضاف أنها «تخدش الصور الإيجابية التي تعكس أصالة شعب المملكة أمام الآخرين بأشياء بعيدة تماماً عن الدين والتقاليد، فضلاً عن أنها إرهاق لكاهل أسر الجاني وأقاربه وجماعته إلى حد يصل في بعض الأحيان إلى التعجيز والمطالبة بما لا يمكن تحقيقه فالعفو لم يكن يوماً من الأيام من أجل دنيا أو مظاهر زائلة وإنما هي شيمة وقيمة لا تقدر بثمن فما عند الله خير وأبقى».

وأعرب عن خوفه من تحول جريمة القتل سهلة لدى الجاني الذي لا يدفع الدية من ماله ويستمر تفكير الجناة بأن قبيلتهم أو جماعتهم ستتكفل بجمع المال لإنقاذه.

مجتمع القطيف مسالم ومتكافل

وبدوره ذكر أمين لجنة إصلاح ذات البين في القطيف علي المهاشير أن مجتمع القطيف مسالم نشأ وترعرع على التقاليد العربية الأصيلة المنبثقة من تعاليم عقيدتنا الإسلامية الغراء حيث يتميز هذا المجتمع بالرحمة والعطف والتكافل الاجتماعي وحب العفو والتسامح ولاشك انه سمة في أهالي القطيف.

وأوضح أن لجنة اصلاح ذات البين في محافظة القطيف تنظر في القضايا المسندة اليها وامكانية ان يعود الجاني فردا نافعا في المجتمع.

وأضاف أن لجنة إصلاح ذات البين ممثلة برئيسها الشيخ بدر الجامع - رئيس المحكمة الجزائية - تسعى للإصلاح بين الناس، إنفاذا لتوجيهات أمير الشرقية الأمير سعود بن نايف.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 7
1
راكان
[ القطيف ]: 7 / 4 / 2018م - 5:10 ص
والله كلامكم صحيح الدية مبالغ فيها كثير صارت تجاره بدم عيالهم


لوالملايين هده نعمل بهامشروع خيري مثل اسكان حق كافل اليتيم والفقراء وزواج الأعزاب



الدية حق بس مومثل هده المبالغ الضخمة


اسأل الله العلي القديران يهدي شبابنا
2
ام علي
[ القطيف ]: 7 / 4 / 2018م - 10:24 ص
فعلاً نسمع عن جرايم قتل يستشفي فيها القاتل من الضحيه بابشع الطرق من تعذيب قبل القتل لتمثيل بالجثة وبعد كم سنه يطالبو الناس يساهمو في الديه ..
يصورو القاتل بصورة المظلوم وهذا الادهى والامر ..
صار دم المقتول رخيص والقاتل ماله عقاب يردعه او يردع امثاله لانها في النهاية ديه راح يدفعها المجتمع وبياكل عواقبها المجتمع نفسه
3
عليAhmed
[ القطيف ]: 7 / 4 / 2018م - 10:24 ص
القاتل يقتل
واذا في دية يدفعها اهل القاتل لايتحملها المجتمع لان هذا تهاون واستهتار ودافع للجريمة
واذا عفو بين اهل القاتل والمقتول هم حرين برايهم
لكن المجتمع لاتدخلوه وتسوون فوضى عندكم دية ادفعوها ماعندكم يقتل
4
ر ع
[ القطيف / القديح ]: 7 / 4 / 2018م - 10:57 ص
أحسنتم الطرح
موضوع حساس جداً والأخوة لفتوا النظر لزوايا كثيرة ومهمة
وأتفق معكم

ولكن دائماً علينا النظر للجوانب الإيجابية التي ذُكرت
وعلى رأسها هو أن المجتمع لازال قادراً على التعاون والتكاتف لمساعدة بعضهم البعض

ومن هنا نسأل الطرفين
كما حمّلتم المجتمع عبئ الدية فهل أنتم مستعدون لتحميل المجتمع مسؤولية النصيحة لكم ولأبناءكم؟ أم لازال لايحق للمجتمع التدخل إلا بالأموال فقط؟

ما أُريد أن أقوله باختصار هو
من حق المجتمع أن يتدخل في قضاياكم ويفرض عليكم بعض الشروط مادام هو أصبح طرفاً في القضية
ولا أعتقد أن التدخل سيتعدى النصح وأن نطلب من الجميع أن تربوا أبناءكم كما يريد المجتمع.
5
احمد المنصور
[ الخبر ]: 8 / 4 / 2018م - 12:58 م
تعليق رقم 2 ، صدقتي ام علي في كل كلمة قلتيها
6
فاطمة
[ القطيف ]: 8 / 4 / 2018م - 4:28 م
شيئ يدمي القلب ان القاتل يمثل بالقتيل ولا يعتبر أهل القتيل كأنما جالسين يأكلوا لحم ولدهم بعد أن قطعه لهم القاتل فأي بركة تحصل من هذه الأموال الملطخة بالدم أليس تنغيصا لهم ألا يشعرون ان بكل ريال دفع لهم هي نقطة دم من دماء ابنهم التي زهقت روحه ظلما وعدوانا وبدم بارد يخرج القاتل ليقول للمجتمع هاأناذا حي أتمشى بينكم لما لا يخرج القاتل من بلده الى بلد آخر على الأقل حتى يذوق طعم الغربة ويتعظ مما جنته يداه من اثم
7
الجازي
[ صبري ع طال ]: 9 / 4 / 2018م - 12:08 ص
ولكم في القصاص حياة !!!!!!