آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 10:41 م

الشيخ الصفار: التدين الأفضل ينطلق من المعرفة وعدم قمع التساؤلات

أريشفية
جهات الإخبارية

اعتبر الشيخ حسن الصفار ان حالة النقد والمطالبة بالإصلاح لا تستدعي انقسامًا اجتماعيًا، بل تحفز لحراك فكري ثقافي، لافتا ان عدم النقد يعني الجمود وضعف الاستجابة للتحديات ولدواعي التغيير والتطوير، خصوصا وان حق التعبير عن الرأي محفوظ لا يصح التنازل عنه.

جاء ذلك خلال الندوة الأسبوعية بمجلسه بالقطيف مساء الجمعة بعنوان ”الإصلاح الثقافي وانقسام المجتمع“ ويديرها الأستاذ عبد الباري الدخيل.

وشدد الشيخ الصفار على أهمية النقد النابع من مشروعية الاجتهاد بل وفرضه كفائيا كما أنه يقوم بدور التصحيح وإزالة الشوائب التي تصيب الحقائق الدينية، مضيفا ان ذلك يعتبر واجبا دينيا.

وأشار لوجود سببين رئيسيين وراء حالة الانقسام، الأول هو نزعة الهيمنة على الساحة وإقصاء الآخر، بالإضافة لسوء أخلاقيات إدارة الاختلاف.

وقال الشيخ الصفار ”إذا كانت اللغة العلمية الهادئة مطلوبة من كل الأطراف، فهي مطلوبة أكثر من الإصلاحيين، لأنهم يبشرون بثقافة الحرية والتسامح، ولا ينبغي ان يخالف خطابهم ولغتهم هذا المنهج“.

وأضاف اننا لسنا مخيرين في قبول النقد أو رفضه، لافتا إلى أننا نعيش في عصر يشجع النقد وحرية التعبير عن الرأي، وهو ما نلحظه من النصوص الدينية وتشجيعها على التفكير والتعقل وإدانتها لوراثة المعتقدات والأفكار والخضوع للزعامات والقيادات.

ومضى في القول ان الدين قوي متين، ولا تضعفه الإشكالات والتساؤلات، لافتا إلى ان بعض المحافظين قد يعانون من الضعف في مواجهة الإشكالات، فيتهيبون حالات النقد المطروحة.

وأشار الشيخ الصفار ان النبي ﷺ والأئمة لم يقمعوا التساؤلات بل تجاوبوا معها واستقبلوها برحابة صدر.

وتابع ان التدين الأفضل هو الذي ينطلق من العلم والمعرفة والحجة والبرهان وليس من التقليد والوراثة والجمود.

وأضاف سماحته ان في تاريخنا الفكري والفقهي تطورًا ملحوظًا بسبب الاجتهاد والنقد، مشيرا إلى انه يعتقد أن هناك تطورا ونضجا نسبيا يسمح لنا بالتفاؤل. لافتا النظر ان الناس في هذا العصر ألفوا حال التنوع ومشروعية النقد، وحرية التعبير عن الرأي.

وأكد ان على الواعين تعزيز ثقافة التسامح وقبول الآخر والرأي المختلف، مضيفا ان على الإصلاحيين ضبط لغة النقد وتقديم البدائل وتأصيل الطروحات.