أمهات: «زي تخرج الطالبات».. ظاهرة إسراف وبذخ
استنكرت عدد من الأمهات ظاهرة الإصرار على ارتفاع سعر زي التخرج والحفلات في نهاية العام الدراسي وما يترتب عليها من مصاريف قد تفوق الطاقة. مطالبين بأن تتصف بالبساطة وتركّز على الإحتشام.
مبالغة بلا فائدة
وأبدت معلمة دار القرآن من الدمام زينب الصالح في حديثها لـ «جهينة الإخبارية» عن عدم تأييدها للتكلّف في سعر زي التخرج، وترى بأن ذلك يندرج تحت مسمى «المبالغة بلا فائدة»، مضيفة القول «فلا القماش ولا الموديل يسمح باستخدامه مرة أخرى».
وأشارت إلى التعاون الذي حدث بينها وبين الأمهات ذات مرة اللاتي عملن على تصميم زي موحد لبناتهن كي تتم الإستفادة منه لاحقا.
وقالت بأن بناتها يؤيدنها في نظرتها، خاصة بعد الإعتياد على إدارة مصروفهن الخاص والتوفير منه.
ونوهت إلى رفض ابنتها الإشتراك في حفل التخرج للثانوية بسبب مستلزماته الباهضة؛ من إيجار صالة و«DJ» وتوابعه حيث رأت في الأمر إسراف في غير محلّه، مفضّلة التصدّق بالمبلغ، مما أغضب زميلاتها منها.
وترى الصالح بأن عصر الزي الموحّد كالذي ترتديه المضيفات والموظفات قد انتهى، متسائلة: «لم لا يكون التركيز في زي الطفل على الترتيب والإحتشام والجمال؟!».
«بهرجة عرس»
وأيّدتها في ذلك المعلمة المتقاعدة آمال البوخمسين من سيهات، والتي ترى أن المشكلة الأساسية تكمن في عدم استعمال هذا الزي مرة أخرى.
ونوهت إلى تحوّل هذه المناسبات إلى «بهرجة عرس» وذات نكهة واحدة وتخلو من البساطة، مشيرة إلى تكلفة حفل تخرج ابنتها للمرحلة الابتدائية العام الماضي والذي بلغت قيمته «550» ريال.
وأضافت القول «بعد سؤالي للمرشدة أجابتني بأن المبلغ تم تقسيمه كالتالي: 150 ريال للتسريحة وللماكياج، و200 للفستان وبقية المبلغ للصالة والضيافة، ولم يشتمل على سعر الحذاء أوالتصوير».
واستنكرت بقولها «كيف تكون حفلة تخرج ابتدائي كالثانوية؟!».
وأشارت إلى أن لكل ظرف مستواه، معتبرة ساحة المدرسة مكانًا مثاليًا لإقامة مثل تلك الحفلات ولا بأس بالمشاركة بقيمة الضيافة، والتقديمات البسيطة، إضافة إلى الهدية التي ستقدم للفتاة.
واقعٌ مفروض
وتأسف ربة المنزل سماهر الهاشم من الدمام لهذا الواقع الذي فرض نفسه «علينا»، بحيث أن من تعترض توسم بالبخل كما لوكانت تستكثر المال والفرح على بناتها، فصار حفل تخرج الإبتدائي يوازي حفل تخرج الجامعة.
ولفتت إلى تحسن الوضع هذه السنة في حفل تخرج ابنتها الصغرى، فلم تطلب منهم المدرسة سوى إحضار وشاح وقبعة، واقتصر الحفل على حضور الطالبات بدون الأمهات وكان في المدرسة نفسها؛ معربة عن تأييدها لهذه الفكرة جدًا.
عبء مادي
وترى طالبة المنازل من الإحساء سكينة الماجد أن حفلات التخرج قد تشكّل عبء على بعض الفتيات، ففي حفل تخرجها العام الماضي في الأول الثانوي طلبوا منهم مبلغ 150 ريال.
وأشارت إلى أنه على الرغم من أن المبلغ قد لا يبدو كبيرًا إلا أن البعض منهن اضطرت لدفع المبلغ بالتقسيط، والبعض شعرت بالحرج لعدم توفر المبلغ.
طريق للانحراف
ولايؤيد المهتم بالأنشطة التطوعية هلال العيسى من الإحساء، التكلف والمبالغة في حفلات التخرج وسعر الزي، مشيرا إلى أنه «قد يدفع بعض الفتيات لطريق الانحراف، حفاظا على صورتها أمام زميلاتها».
تكاليف باهضة
ورفضت فاطمة أحمد من سيهات ومعها عدد غير قليل من الامهات تسجيل فتياتهن في حفل التخرج للروضة هذا العام، مبينة بأن تكلفة المبلغ للزي يقدر ب «300» ريال، لافتة إلى أنهم قد يدفعون مثل هذا المبلغ في مرحلة التخرج من التمهيدي، وليس في هذه المرحلة الأولية.
الابتعاد عن التكلف
ولم تشتكي نهاد العبد من الجبيل كثرة الطلبات لحفلات التخرج للأولاد أو حتى للبنات، فلا تطلب المدارس من أولادها سوى ارتداء ثوب وطاقية، ولم يطلبوا سوى بشت تكلّف 150 ريال لمرة واحدة فقط من أحد أبنائها، اما ابنتها في الروضة فطلبوا فستان أبيض بدون تحديد الموديل، وفي حفل تخرج ابنتها في الثانوية طلبوا قميص ابيض وتنورة سوداء ولم يشترطوا فيها غير الإحتشام.
ولفتت إلى أن الإدارة رفضت اجتهاد بعض الفتيات شراء عباءات التخرج ومنعوهم من ارتداءها.
متنفس ومكافئة للفتيات
وترى طالبة الثانوية فاطمة محمود من سيهات في حفلات التخرج متنفس ومكافئة للفتيات بعد تعب عام كامل، ولاتمانع من دفع أي مبلغ لأنه سيكون في النهاية أنسب مما لو كانت الحفلة مفردة، بينما تقف أختها إباء في الحياد بين رغبتها في ان يكون الحفل جميل وبمستوى لائق كما ترى في عباءة التخرج ذكرى، وبين تعاطفها مع من لاتستطيع توفير المبلغ لتشترك مع بقية الفتيات.
الاحتفال بالإنجاز المتواصل
وأوضحت مديرة مركز أطفال أميرة بوخمسين أن حفل التخرج يهدف إلى الإحتفال بالإنجاز المتواصل طوال العام لتكريم الطاقم، والأمهات المثاليات، والأطفال المتفوقين في حصاد عام كامل من العمل، كما أنه ذكرى جميلة، ويحصل الطفل فيها على هدية، وشهادة تكريم.
وأيدت بأن تكون الحفلات ضد التكلف في الزي حيث تحرص على أن لا يزيد سعره عن حدود المئة، ويكون عملي ويمكن استعماله مرة أخرى، لافتة إلى أن الجمال يكمن في البساطة، وليس في «الديجيه» والصالة.