آخر تحديث: 3 / 5 / 2024م - 1:34 م

الدكتور الضامر: تراثنا الثقافي في خطر والأيديولوجيات المتطرفة حرّمت الفنون

جهات الإخبارية نداء آل سيف - تصوير: أحمد الصرنوخ - القطيف

قال الدكتور سمير الضامر «أن التراث الثقافي في خطر» متهما التنمية الحديثة بأنها قفزت على «الحياة الشعبية» وبنت تنميتها على ما يسمى ”الحداثة والتطوير“.

وقال الباحث في الدراسات الثقافية والفلكلور الشعبي الدكتور سمير الضامر: حالة الفنون الشعبية محليا حالة بائسة، لا مؤسسة لها ترعاها، ولا تستفيد منها التنمية البشرية، وليس هناك إعلام خاص بها يوثقها ويعطيها مكانتها اللائقة بوصفها هوية شعبية وطنية إنسانية».

وفي المحقق الضامر الوقت الذي أشاد بالتكنولوجيا الرقمية التي ساعدت في تسهيل الحياة، وجه لها اتهاما في أنها تساهم في تفريغ الإنسان من إنسانيته.

وقال في الأمسية التي أقامها منتدى الثلاثاء الثقافي بعنوان «الفنون الشعبية والتنمية الثقافية»: لسنا ضد التحولات الاجتماعية، أو ضد التطور والحداثة والرفاهية، ولكن المعيار الإنساني مطلوب في مسار التنمية»؛ مشددا على أن الحياة الشعبية بفنونها وثقافتها ليست بديلاً عن التنمية الحديثة.

وأنتقد بعض الأيديولوجيات المتطرفة، التي سعت إلى تحريم الفنون الشعبية؛ وجعلها هي العيب والفساد والانحلال، على الرغم من أن الفنون كانت تخلق حالة من التسامح والتواصل ومجتمع مترابط.

وأكد في الامسية التي ادارها الكاتب والصحفي حبيب محمود؛ على الحاجة للإطلاع على «الفنون الشعبية» في مظانها الأصلية، وتوثيقها، لإعادة إنتاجها وصياغتها في عدد من الأشكال والطرق الإبداعية المختلفة، مشيرا إلى أن هذا مشروع كبير يحتاج لجهود كل أبناء وبنات الوطن.

وطالب المؤسسات الرسمية والتطوعية والمجتمع المدني بالمساهمة في التبليغ عن أي أثر قديم من أجل المحافظة عليه، وتوثيقة في منظومة الثقافة العالمية «اليونسكو».

وذكر في الأمسية التي حضرها محبو الفلكلور الشعبي؛ أن الفنون الشعبية هي فنون جماعية، أفرزتها الحالات الاجتماعية والثقافية للمجتمعات القديمة، ومن سمات هذه الفنون أنها تُتوارث وتتلقاها الأجيال وتتناقلها.

واستعرض تجربته الشخصية في تأمل الحياة الشعبية، وتوثيق الفنون الشعبية في كتاب البشتخته، وفي الدراسات وللمقاربات على الفنون والأغاني الشعبية ومقارنتها مع الفنون والأغاني الحديثة.

وأشار إلى الفرق الكبير بين النظام الشعبي والنظام الحديث، موضحا «كلاهما يقدم تنمية ولكن نتائج التنمية على المدى البعيد غير متحققة في الفنون الحديثة».

ومضى يقول أن الفنون الحديثة فنون استهلاكية وقتية، ترتجي الربح المادي السريع، وتخترق الذوق العام بابتكارات في صناعة الصورة التي تجرح المشاعر وتفسد الذوق.

واستدرك قائلا «ليس هذا تحيزا للفنون الشعبية، ولكن المقارنة والبحث في الأصول الثقافية هو الذي يعطينا هذا المؤشر ودلالاته المختلفة».

ورأى الضامر في الأمسية التي تضمنت تكريم للطفلة جود النمر؛ أن التعليم الجامعي بحاجة إلى غربلة شاملة تنتشله من سلطة المتنفذين الأكاديميين على حرية اختيار البحوث والدراسات.

وأشاد بالدور الذي يقوم به محبو الفنون الشعبية بنشر مقاطع صوتية ومرئية لكثير من الأغاني والوثائق الفنية القديمة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد التهميش الذي جرى للفنون الشعبية على المستوى الرسمي والاجتماعي.

وشدد على الحاجة لتفعيل الفنون في المشهد الثقافي والاجتماعي من خلال منح تصاريح سهلة ميسرة لإنشاء فرق للفنون الشعبية.

ودعم تلك الفرق وتيسير مشاركاتها في المهرجانات الداخلية والخارجية.

وطالب بإعادة الاعتبار للنهام والراوي والمطرب الشعبي، ومنحهم منصات لمقابلة الجمهور في المجمعات التجارية والمهرجانات السياحية.

ورأى أهمية تأهيل رواة وراويات للحكايات الشعبية وتسهيل مشاركاتهم في مدارس التعليم العام لإثراء الطلاب والطالبات بالإضافة إلى عمل مسابقات ودورات لفنون الإيقاعات الشعبية وإبراز المتميزين لإظهار الهوية الشعبية للفنون الإيقاعية الوطنية.

كما طالب بتسهيل تصاريح فرق التطوع، ومراكز البحوث لدراسات الثقافة الشعبية بشكل عام والفنون الشعبية بوجه خاص.