آخر تحديث: 3 / 5 / 2024م - 1:34 م

التشكيلي زمان: يؤلمني أن يُجرح الفنان والإساءة للأعمال الفنية جريمة

جهات الإخبارية مريم آل عبدالعال - القطيف

استقبل الفنان العالمي زمان جاسم بحفاوة عدد من متطوعي مبادرة ”ديرتنا ملونة“ في منزله في لقاء توشح بالحس الفني والاحتواء، معرباً عن ألمه حين تُجرح مشاعر أي فنان معتبراً الإساءة والتسفيه بالأعمال الفنية جريمة.

جاء اللقاء الذي كانت ”جهينة الإخبارية“ ضمن حضوره، على ضوء المآخذ التي تداولتها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في استغلال مقالته ”مبادرات تجميل كورنيش القطيف بين الاعتراض والتأييد“.

وهدف اللقاء إلى تجسير خبرة الفنان زمان جاسم العميقة بتطلعات الفنانين المشاركين في المبادرة التي طالتها موجة تشاحن وانتقادات لاذعة، لا تتناسب مع الجهود المبذولة والقيم التي قُدمت من أجلها هذه المبادرة.

وأكد زمان أن مقاصد تفاصيل المقال لم يكن يعني يها مبادرة ”ديرتنا ملونة“ معرباً عن أسفه عدم إمكانية التحكم في ردود فعل الآخرين مما نشر سلبياً عن المبادرة ولا معرفة طريقة التعامل معهم.

الإساءة للأعمال الفنية جريمة

وذكر أن توقيت نشر المقالة أخل بتوازن فهمه والذي زامن هذه الموجة، لافتاً إلى أن مقالاته وجهت بشكل عام لمبادرات التلوين التي أطلقت في السنوات الأخيرة مشيراً إلى أن أبرز ما جاء في المقالة هو الالتفات للتنظيم الإداري والتقني والذي كان متجنباً فيه الإشارة إلى أي اسم أو صورة.

واعتبر الإساءة والتسفيه للأعمال الفنية جريمة، مؤكداً انزعاجه قيام أحدهم بنشر صور توثق أعمالاً فنية من أجل الإساءة لها، مضيفاً أن ذلك يؤلمه كما يؤلم صاحب العمل، ودرايته بنفسية وانطباع الفنان الذي اجتهد وحاول أمام من يقلل من قيمته.

وأكد أن حديثه في المقالة كان نقداً بناءً للمظلة الرسمية أكثر منه للفنانين، وأن إشارته إلى بعض الأعمال قد تتناسب أن تكون مدرسية لم يربطها بالمبادرة أو المبادرات التي سبقتها.

وقال: ”لم أكن اتوقع أن يستغل البعض الكلمات الواردة في المقال والذي كتبته للجميع بحبٍ لا أحد يتخيله“.

ولفت إلى وجود تواصل بينه وبين الجهات الخدمية في المنطقة إلا أنه كان مبتعداً لتأدية أعماله، التي تمحورت حول مشاركات في نشاطات أخرى أو عبر قيامه بمبادرات دون هدفه إحباط جهود أحد سواء على وجه المبادرات أو على مستوى الفن.

وأردف أنه يقسم حياته لثلاثة: عمله الخاص الفني، وريادة الأعمال، والثالث لدعم الشباب.

فيما عزى أن اهتمامه بالشباب جاء بعد تجربته القاسية في حياته من خلال الفن ومعوقاته، وأن ذلك أوجد عنده رغبة الأخذ بيد الشباب الممارسة بالفن ليس فقط لأجله بل لأنه سيصبح داعماً له في الغد.

ويرغب في تبني أي شاب فنان لديه موهبة يخرج للمجتمع بها ويذكره بعد رحيله في المستقبل في الخير ويساعده في أن يكون معه في الحياة الفنية أو في تقديم رسالته.

اختلاف الأذواق مهم ولا يمكن سيطرته

واستبعد نيته في إحباط أي مبادرة فنية مشجعاً المواهب الشابة، علاوة على تأكيده أن التفاصيل المذكورة تعلقت بأهمية تقنية بعض الجوانب والخامات التي لا تحقق الديمومة، ودعوته لمراجعة مستوى الأعمال الفنية دون إخلاف حرية انطلاق الفنان في السعي لها.

وأردف بقوله أن: ”الكورنيش ليس لكم وليس لي، بل هو مكان عام لمرتاديه فاختلاف الأذواق فيه مهم جداً لا يمكن السيطرة عليه“.

وشدد على عدم تحويل جزئيات معينة إلى ما تحول له بعض المدارس لاختلاف أجواءها.

وبرر مقاصده عند تطرقه إلى أهمية أن يضل الحجر على طبيعته في بيئة المكان في مقاله بأنه يعلم أن فريق المبادرة لم يضطر لتلوين المرافق الحجرية في الكورنيش إلا لأنها ملونة عشوائياً مسبقاً أو بهتت ألوان المبادرات السابقة عليها بسبب عوامل البيئة أو الأيدي العابثة.

إضافة مشاريع تضمن عامل الديمومة

ولفت إلى دعوته لبلدية محافظة القطيف الاهتمام بجوانب فنية أخرى تحمل عامل الديمومة عبر احتسابها ضمن الميزانية مؤكداً حاجة المكان إلى المجسمات وأن التشكيل لا يحتويه كل مكان من وجهة نظره وتجاربه التي عايشها في معظم دول العالم.

وأشار إلى تجربة مدينة جدة باعتبارها أكبر متحف فضاء مفتوح في العالم بمشاركة فنانين عالميين حيث ألزم فيها المهندس محمد سعيد فارسي أمين مدينة جدة السابق الشركات أن تتضمن مشاريعها مجسمات ضمن رؤية مستقبلية للمجلس البلدي فيها.

وشدد على إعادة النظر في الرؤية المستقبلية لحالة الكورنيش المؤسفة بحسب وصفه بعيداً عن المبادرة التشكيلية، من حيث خدماتها والمرافق الاعتيادية التي ضلت على حالها في فضاء مسطح يفتقر للأوجه الجمالية.

دعوة للشراكة لتحقيق دعم أكبر

وتطرق إلى مشروع ”نقوش“ بالمنطقة الشرقية التي ترأسه الأميرة عبير بنت فيصل ومن ضمنها محافظة القطيف، متمنياً أن تغير مسارات كثيرة.

وقال أن أكثر من 70% من منفذي المشاريع الفنية التي بادرتها أمانة المنطقة الشرقية على الساحل الشرقي من المملكة مؤخراً باستثناء محافظة الأحساء موجودة في القطيف.

واستبشر بالتحرك الحاصل فنياً داعياً مبادرة ”ديرتنا ملونة“ للشراكة مع مبادرة ”نقوش شرقية“ بأن يكونوا جزء منها إذ أن الدعم سيكون فيها أكبر معوللاً أن اكبر مشكلة تواجه الفنان هي إدارة فنه.

استقطاب فنانو الوطن لوضع بصمتهم

ودعا فرق مبادرة ”ديرتنا ملونة“ إلى سعة الصدر أمام النقد، مبيناً جمالية هذا الجانب تكمن في أخذ جانب الحقائق الموجودة والمناسبة في الانتقادات وأن عثرات الفن كثيرة والمهم وجود المتعة المستمرة لتحقيق نتائج مستقبلية.

وفي حديثه عن الاحترافية في العمل التي ذكرها في مقالته لم تعني التركيز على الجانب التشكيلي بل في جانب المجسمات أيضاً، لافتاً إلى التجارب التي أقيمت في الواجهات البحرية الموجودة على الساحل الشرقي متمنياً ان لا يقتصر كورنيش القطيف على جهود فناني القطيف فقط.

وهدف إلى توحيد جهود فناني الوطن وصنع التكاتف بينهم، وعدم تقييد المبادرات الفنية بأهل المنطقة عينها عبر استقطاب فنانو المناطق الأخرى لوضع بصمتهم.

دعوة لهوية فريدة من التمتع بالفن

وتساءل في حديثه عن توفير الميزانية لهكذا مشاريع: ”هل هناك ميزانية يمكن توفيرها، حتى لا تضيع جهود هؤلاء الفنانين بعد عدة أشهر في مشاريع تعمل عمل“ الضمادات ”المهدئة، لتكن تطلعاتنا أعلى إذ أن القطيف مهضومة في جانب المشاريع التجميلية“.

واستوفى توصيفه لحجم ألمه عندما تُجرح مشاعر الفنان أو الموهوب، مشدداً على أهمية الالتفات إلى أن كل فنان يقدم أعماله بعد أن وضع فيها أقصى طاقة حملت إحساسه، والبعض الذي يظن أن معرفته أعلى منها يقوم بالتقليل من شأنها، مؤكداً أهمية استشعار جهد الفنان.

واختتم اللقاء بدعوة الفنانين إلى الى الالتفات لمصداقية أن الفن مصدر للعيش، ولصناعة مستقبل له لابد من بذل جهد التعب والبناء عبره، وصنع الهوية الخاصة الفريدة في أي مجال.