آخر تحديث: 14 / 5 / 2024م - 7:58 م

الشيخ الصفار: تنظيم الحياة شأن عقلي

جهات الإخبارية إيمان الشايب - القطيف

أكد الشيخ محمد الصفار على أن لا علاقة للدين بتنظيم شؤون الحياة، مشيرًا إلى أن النظام في حياة المجتمعات يعد شأنًا حياتيًا إنسانيًا ولا يرتبط بقضايا الدين.

ورفض أن تزرع هذه البذرة في عقول الأطفال، والأجيال اليافعة والشابة، والتي تتبنى فكرة الانبهار بشأن النظام في المجتمعات في الخارج، واتهام الدين بعدم الرتابة وعدم المحافظة على الوقت.

وقال بأن 99% من قضايا الدين وأوامره ممن تتعلق بترتيب الحياة تعد أوامر إرشادية وليست مولوية.

ونوه إلى أن أكثر تعاليم الدين من الروايات والآيات التي تتكلم عن تنظيم حياة الانسان ونظافته وأن يكون دقيقًا في كل شيء ترشد لما يأمر به العقل ولا يأتي بها الشارع باعتباره مولى.

وبين أن العقل قادر على معرفة الطبيعة وإعمار الأرض، فالغرب انطلقوا وراء الاعمار دون الحاجة لأمر الشارع لكونهم عرفوا قيمة النظام والترتيب ومسيرة الحياة بطريقة غير فوضوية حيث أدركتها عقولهم وانبعثوا إليها بما أوتوا من قوة وتمسكوا بها دون الرجوع للدين.

وأشار في المحاضرة التي ألقاها في مجلس الحاج سعيد المقابي في ذكرى وفاة الإمام علي إلى أن تنظيم الأمور التي دعا إليها أمير المؤمنين تعد أحد الوسائل التي تجذب الناس لهذا الدين.

ولفت إلى أنهم لو رأوا المجتمعات الأخرى بأن المجتمع منظم في مواعيده وحركته وحياته واستقباله لطاقاته سينجذبون لعبادته وثقافته ودينه وما يعتقد به.

وتطرق بالقول إلى أن النظام يعد وسيلة دعوية وتأخذ المجتمعات وتقربهم لله، وتوجد ثقة عند المجتمع المؤمن والمسلم بأنه مجتمع يستحق الحياة، وتبعده عن جلد أو ضرب نفسه بالسياط وإطلاق لقب ال «متخلفين» عليه.

وذكر تقسيم المجتمعات من حيث تنظيم الوقت على نحوين أحدهما مجتمع منظم ومنضبط في كل شؤون حياته وإنهاءه لكافة الإجراءات في وقتها المحدد، والآخر مجتمع تسوده الفوضى القاتلة في كل مجالاته وأموره.

وفند أمر اتهام الدين بأمر تعلقه بتنظيم الحياة وشؤونها، ضاربًا عدة أمثلة لمجتمعات مسلمة تتضمن ذات العادات والتقاليد والدين والظروف والثقافة إلا إن بعضها منضبط في شؤون حياته والآخر يسوده التهور والفوضى.

وأضاف القول «لو كان للدين أثرًا فيجب أن يكون أثره في المجتمعات كلها».

وأشار إلى أن وجود بعض الضوابط والقرارات من الجهات المسؤولة في تطبيق بعض الأنظمة الجديدة جعل هنالك فرقًا في بعض التعاملات الحياتية كقيادة السيارة، فأصبح هنالك فارقًا في الحياة إلا أن الدين بقي ثابتًا ولم يتغير.

وضرب مجموعة أمثلة في الحقوق، والحياة العامة، والاقتصادية والاجتماعية تدل على أن النظام والرتابة في حياة الإنسان والمجتمع لا تعد قضايا دينية وإنما هي شأن حياتي وعقلي.