رجل دين: «تفحيط الغدير» سببه المجتمع وليس الشباب فقط
بين الشيخ أحمد سلمان أن أفعال شباب المجتمع التي لا تعود عليهم بالنفع الشخصي ولا المجتمعي هي من مسؤولية المجتمع، مشيرا إلى حادثة «التفحيط» الجماعي الذي حدث في كورنيش الغدير بمدينة سيهات مؤخرا.
وذكر خلال محاضرة ألقاها في مسجد الحمزة مؤخرا بسيهات تحت عنوان «شبابنا إلى أين»، أن المجتمع يواجه مشكلة أو أزمة في بناء شخصية الشاب وتربيته.
وقال: ”تدخلت الجهات الأمنية بحل قضية التفحيط في كورنيش الغدير ومنعت مثل هذه التجمعات واحتجزت مجموعة من المشاركين مشكورة، لكن حل المنع يبقى مؤقت“، مشيرا إلى إن حادثة التفحيط ليست جديدة في المنطقة بل هي متكررة ومستمرة منذ أكثر من 10 سنوات وفي جميع مناطق المملكة أيضا.
ولفت إلى أن القضية ليست بالتركيز على ممارسة هواية «التفحيط»، بل هي تركيبة حياة الشباب الذي لديه استعداد لتضييع ساعات طويلة في أمورٍ تافهة وخطيرة قد تؤدي بحياته، في حين إنه ليس لديه استعداد للقيام بشيء نافع له وللمجتمع.
وقال: ”كان الشباب مجندا قبل أسبوع من بدء نهائي كأس أوروبا لكرة القدم وشغله الشاغل فقط هذا النهائي والاستعداد لمشاهدته، وعقد لقاءات وتجمعات ونقاشات بعد انتهائه وكيف سقط اللاعب محمد صلاح وماشابه“، مبينا إن الشباب أصبح لديه الميل لمثل هذه الأمور بدلا من الميل إلى أموره الشخصية والنافعة للمجتمع.
وأضاف: ”للأسف في حادثة تفحيط الغدير أُلقي اللوم فقط على الشباب، بينما في الواقع المجتمع هو جزء من المشكلة وهو مسؤول أيضا“.
وبين أن تربية الأبناء بالمنظور الاجتماعي هي الاهتمام المادي كشراء الطعام والملبس وماشابه، بينما في الواقع التربية هي عملية بناء لإنسانٍ صالح وكادح وطاقة يُستفاد منها وليست مقصورة على النفقة الواجبة وكم دُفع له.
وذكر إن من المُلاحظ في شباب اليوم إنه يعيش حياته بلاهدف، فحين يُسأل طالب الثانوية ماهو هدفك بالحياة فيجيب ب «لاأعرف»، فلايوجد لديه تخطيط ولامشروع يهندس له حياته، فتصبح حياته روتين وأيام متشابهة وعليه أن يبحث عن أي شيء يكسر هذا الروتين ويسليه مثل التفحيط وغيره.
وأوضح أن الشاب الذي ليس لديه هدف وإنجاز، يرى بأن قيادته للسيارة بسرعة عالية و«التفحيط» هو بحد ذاته إنجاز، وقال: ”يصنع له أهداف وإنجازات وهمية“، ناصحا الآباء بتربية الأبن منذ طفولته وتعليمه بأن الحياة فيها أهداف يجب تحقيقها وغرس الأهداف في ذهنه، حتى لايعيش حياة عبثية ويتجاوز عمر العشرين بدون هدف.
وقال: ”في مجتمعنا عندنا انخفاض حقيقي في مستوى الطموح لدى الشباب، وحين تسأل شاب ماهي طموحاتك فستجد إجابته بأشياء لا تتعدى الحاجات البشرية كالحصول على وظيفة والزواج والسفر وماشابه“، داعيا إلى تربية الأبناء على رفع سقف الطموحات إلى مستوى عالي والعمل على تحقيق أهدافهم.