آخر تحديث: 26 / 4 / 2024م - 7:44 م

يستحق ابناؤنا الكثير في عطل الصيف

المهندس أمير الصالح *


براساد، Prasad، موظف وناشط اجتماعي من الجالية الهندية يعمل في احد الشركات الخليجية الكبرى بمنصب مهندس. بعد طول علاقة وتعدد أسفار انتداب عمل مشتركة، تكشفت لي جوانب عديدة عن انشطة اجتماعية يقوم بها براساد للنهوض بمستوى مجتمعه الصغير في ديار الغربة.

من جملة اعماله المقدمة لمجتمعه الصغير، طرحه دورات مجانية في ادارة الحياة وفنون التواصل مع المحيط. اتذكر بعض عناوين ما القاه براساد وبعض اصدقاؤه في تجمعات جاليتهم من محاضرات او دورات:

- فن ادارة رأس المال

- التعامل الناجح في بيئة العمل الخليجية

- الطموح والواقع لكلا منا

- الاقلية الهندية في عام 2030

- كيف نزيد من مساحة التاثير

- هل التوطين نقمة على الاجانب ام اعادة تموضع

- قراءات في قانون الاستثمار المحلي الجديد

- الضرائب في الدخول وتجنب الازدواجية الضريبية

- ادارة القروض في حالة تذبذب صرف العملات والنسب المئوية المفروضة / دراسة مقارنة

- فرص التجنيس والمكاسب في دول العالم الغربي

- مدارس الجاليات والمشاركة في انتقاء المناهج

- ماهي البقع الجغرافية العالمية الجديدة الجاذبة اقتصاديا

والكثير من اوراق العمل التي طرحها براساد داخل ذات ابناء جاليته. واكتشفت مع تقادم الايام ان لدى براساد خطوط تواصل مع سفير بلاده وبعض وجهاء ابناء محافظته في بلده الام نظرا لجميل مايقدمه لابناء بلاده وقوميته في المهجر الاقتصادي. سألته ذات يوم لماذا تصنع كل هذا وهل تستشعر بالتفاعل فرد قائلا:

”الشعور بالمسؤولية الاجتماعية والاخلاقية وضرورة مواكبة ابناء المجتمع لـ المتغيرات وتوجيه ابناء الاجيال القائمة والصاعدة على الفرص قبل ان نكون جميعا على هامش الحياة والتاريخ. تذكر ليس كل اب لديه القدرة لادراج ابناؤه في المدارس ذات المناهج العالمية وهذا حال الاغلب من الناس“

كم كان نشاط وحيوية صديقي براساد محفز في استنهاض واستنساخ الكثير الكثير من الافكار لاسيما في ظل وجود إجازات دراسية طويلة وعدد ليس بالقليل من المتقاعدين المتوقدين حيوية والمتطوعين من الشباب وتوفر الاماكن التي يمكنها احتضان هكذا ندوات مهمة في صقل ابناء وبنات المجتمع بالمهارات اللازمة. قبل كم عام، تدارست وبعض الاصدقاء اعداد برامج وتبادل خبرات وتجارب عقد ندوات في حاضرة الدمام، مع شديد الاسف بعد شهور من اللقاءات المتكررة لم تتمخض اللقاءات عن شي ملموس على الواقع. وبما اننا ابناء اليوم ونعيش اجازة صيفية طويلة، اتطلع ان تنطلق فعاليات عدة تضم فيما تضم من مهارات الحياة ندوات او دورات تفاعلية، مثل:

- التفكير والتحليل المنطقي

- التواصل الفعّال

- ادارة الحوار الهادف من خلال القراءة، الكتابة، الإلقاء، النقاش والمثاقفة

- المهارات المعيشية الاساسية في اكتساب الرزق والتجارة والصناعة

- تعلم اللغات وسعة الاطلاع

- تعلم فنون القراءة السريعة والصحيحة

- الامن السايببري وطرق حماية المعلومات الشخصية من القرصنة الالكترونية

- الثقافة الصحية ومقاومة الكسل

لعل الكثير من المخضرمين يشعرون بعدم فاعلية المدرسة او الجامعة في إعداد ابناءنا وبناتنا الطلاب في جوانب عديدة من اساسيات فنون ادارة الحياة ك التحليل المنطقي وصناعة اتخاذ القرار والنقد الهادف والتفكير السريع. قد يعول البعض على مؤسسات المجتمع في سد هذه الثغرات او الفجوات ولكن الايام والسنون اثبتت بان هذا التعويل او التبرير لم ولن يعالج المشكلة.

كما ان البعض وانا كنت واحد منهم في فترة ما، اعمل ب سد الحاجة الملحة ك ادراج احد ابنائي في دورة لغة انجليزية ب لندن لمدة معينة ظنا بان هذا الصنيع المكلف ماديا كاف. ومع الايام انكشف لي بان مهارات الحياة تتجاوز ارسال ابني لتعلم لغة انجليزية في الخارج او الداخل او ادراج الابن في دورة برنامج قياس لتجاوز اختبار او دورة توفل لتلبية متطلبات التسجيل بجامعة امريكية. لأكتشف ويكتشف الاخرون بان متطلبات الحياة تحتاج الى مهارات عديدة من ضمنها اللغة الانجليزية والتحصيل الجامعي واللياقة البدنية والذهنية والاجتماعية والكياسة في الاتصال وادارة المواقف وضبط ردود الفعل واتخاذ القرارات وحسن استثمارا ت الطاقة والوقت واجادة اختيار الاصدقاء وتنمية المهارات واكتشاف الذات ومعرفة اهداف الحياة لكلا منا.

اتذكر طرحي برنامج ”عيش نخلاوي“ او ”عيش بستاني“ كمنتج محلي يوازي برنامج ”عيش سفاري“ التلفزيوني الشهير. وكما هو معلوم ان الجمود موت بطيئ وقد يكون البعض من حيث يشعر او لايشعر يساهم بالموت البطيئ للمجتمع. ومايزيد تسارع الموت البطيئ هو خفض سقف الخيارات والبرامج لعوامل متعددة. نتطلع الى سماع اخبار سارة في ايام عطل الصيف من اهل الثقافة بإطلاقهم ورجالات الادب والعلوم لبرامجهم المجانية في ادارة مهارات الحياة لتوسيع رقعة الضوء في محيطهم. بذلك يكونون قد اشعلوا قنديلا بدل شتم الظلام. طبعا براساد الان في مكان اخر من العالم ولكن يتحفني بين الفينة والاخرة بإنجازاته على مستوى تواجده بين الجاليات.