آخر تحديث: 2 / 5 / 2024م - 4:50 م

الشيخ الأحمدي: التسلح بالوعي ضرورة لتفادي الإنزلاق في الشبهات

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - تصوير: أحمد الصرنوخ - صفوى

حذّر الشيخ أحمد سلمان الأحمدي من الإستجابة للشبهات الرامية إلى التشكيك في القرآن الكريم أو التعرض لمقام النبوة وغيرها، باستغلال جهل البعض، داعيا للتسلح بالوعي، خاصة في ظل التسويق الاعلامي المغرض للشبهات بأنواعها.

وأشار الى ان أول من لجأ للتشكيك في المقدسات كانت قريش حين اتهمت رسول الله ص بالسحر والشعر وغيره، لافتا إلى بداياته الحقيقية في كتاب الهرطقات للوزير منصور بن سرجون والذي اتهم رسول الله ص بتلقيه علوم الكتب السابقة من الراهب آريوس واقتباسه منها.

ودعا الشيخ الأحمدي خلال محاضرته في الليلة الثانية في مأتم الزهراء بصفوى بعنوان" القرءان وتهمة الإقتباس" الى تحكيم العقل والمنطق قبل تصديق مثل تلك الشبهات، والتي قد تجرف معها الضعفاء في الوعي والإيمان.

وذكر بالرد على تهمة اقتباس رسول ص للقصص من الكتب السابقة وتضمينه للقرءان بها، في أن جميع القصص سواءا في القرءان الكريم اوالكتب السابقة هي واقعية الحدوث بالأصل، فمن الطبيعي ورود التشابه، لافتا إلى ان الكثير من تلك القصص تم التصحيح عليها عما هو موجود في الكتب السابقة، والبعض تم إقرارها في معرض الإجابة عن أسئلة أهل الكتاب.

وأشار الى ان الترجمة للكتب السابقة لم تقع أساسا إلا في القرن الثاني للهجرة، ولعل أول من قام بترجمتها إلى العربية هي سعدية الفيومي.

وحول التشكيك في وجود وسيط وتلقّي الرسول ص علومه من أحد الرهبان، ذكر انه من المعروف تاريخيا ان ورقة بن نوفل هو من كان حاضرا بقوة في حياة رسول الله ص خاصة بعد حادثة الغار، وهو عربي متنصّر وعلى اطلاع بالكتاب المقدّس.

وشدد على تأكيد بن نوفل على علامات النبوة عند الرسول ﷺ وطمأنته له بعد رؤيته للوحي؛ لافتا الى ان وفاة بن نوفل كانت بعد عامين من البعثة، حيث استمر نزول القرءان على رسول الله بعد ذلك بعشرين عام.

وأشار إلى تجاوز القرءان لمجرد النقل لبعض القصص إلى طريقة العرضدوأهدافها، مستشهدا بما جاء في كتاب معجزة لعبد الرحمن بدوي في وصفه تجاوز القرءان للنقل الحرفي بمقدار مايخدم ذلك النقل من: ”تجربة الشعب، والنبي، والقابلة للإنطباق في كل مكان وزمان بما يطلق عليه السنن الكونية“.

ولفت الى انه ”لو استطاع النبي ص ترجمة جميع الكتب السابقة على اختلاف لغاتها العبرية، السريانية، الآرامية، اليونانية، بالإضافة إلى إتقانه العربية والاقتباس منها، فذلك بحد ذاته يُعدّ معجزة“.

كما لفت إلى استشهاد بن بدوي في كتابه برأي احد الفلاسفة المتخصصين في علم النفس ودكتور في تاريخ الأديان والحضارات، وله كتاب جميل في الاسلام د. ”نورمان براون“: ”ان القصص في القرءان الكريم فوق التاريخ ولايقيدها زمان او مكان او شعب بل هي فوق كل ذلك“.