في أمسية الاحتفاء بيوم الوطن
فرسان ”الثلاثاء الثقافي“ يشددون على أهمية تجسيد الوحدة الوطنية
أكد فرسان منتدى الثلاثاء الثقافي في أمسية الاحتفاء بعيد الوطن على أهمية تجسيد الوحدة الوطنية ونشر المحبة والألفة بين أبناء الوطن.
واحتشد المنتدى بالحضور المتنوع في الأمسية التي استعرض فرسانها تجاربهم في التواصل مع مختلف أطياف الوطن بكل أريحية وعفوية.
ورأى صاحب المنتدى المهندس جعفر الشايب في كلمته التي ألقاها أن هذه التجارب الجميلة والثرية، لم يتم تسليط الضوء عليها، منوها انه في الوقت الذي نتغنى فيه بالماضي الجميل الذي كان فيه أبناء الجيل السابق يتواصلون بكل أريحية وعفوية وانسجام. توجد أمامنا تجارب عديدة وجميل وثرية من التواصل والتعايش.
ودعا إلى البناء والتأسيس على هذه التجارب كي تكون نماذج ناصعة من التفاعل البيني في المجتمع، مشددا بقوة على الحاجة إلى توثيق وتسطير هذه التجارب وبثها بين أبناء الجيل الحاضر، كي يرى الجانب الآخر الجميل من الصورة، ويتفاعل معها بكل ايجابية ومحبة، لتكون الدافع أمام لتعزيز اللحمة الوطنية ومواجهة التحديات القائمة.
من جهته، افتتح فرحان الشمري حديثه بالتعريف عن نفسه قائلا «انا بدوي الأصل والمنشأ... لم اترك البدو والبداوة إلا في 1400/4/1»، مشيراً الى أن بداية تواصله مع أبناء المذهب الشيعي تزامنا مع عمله في أحد شركات سابك.
وذكر الشمري في الأمسية التي تضمنت معرض شخصي للتشكيلية زينب ال يوسف أن التمر الاحسائي كشف حقيقة ما يقال عن غش الشيعة، مشيرا إلى تزايد العلاقات بين أبناء القطيف.
وطالب في الأمسية التي عريف أدارها أمين الصفار عضو إدارة المنتدى، بعدم تصديق كل ما يسمع أو يقال، وتحطيم الأسوار والحواجز التي بنيت قبل 1400 سنة، قائلا: التقارب يغيض الطائفيين من الطرفين لنعمل على اغاضتهم في التقارب بيننا.
وعبر عن احترامه وتقديره لدور المنتدى وأنه منحه أفضل فرصة للتعرف على كثير من الأشخاص الذين يتمتعون بوعي وفكر وازن ومعتدل.
وصفق الحضور كثيرا تفاعلا مع الفنان علي السبع الذي أكد على نعمة العيش في وطن يسوده الأمن وتقارب النسيج الاجتماعي والأسري.
السبع والذي أمتع الجمهور بحديثه الوطني استعرض تجربته الفنية والتي كانت مع مختلف أطياف المجتمع السعودي، مشددا على الوطنية غريزة عليها جبل الإنسان.
وناشد السبع المعلمين بالانتباه إلى التعليم وتعزيز حب الوطن، معاتبا إياهم على تقصيرهم في تعزيز حب الوطن لدى أبنائهم الطلبة من خلال الحفاظ على السلم المجتمعي والاهتمام بالممتلكات العامة وعدم تشويهها بالأعمال اللامسئولة.
بدوره استعرض مدير فرع مركز الحوار الوطني بالشرقية الدكتور خالد البديوي، تجربة المركز في تعزيز فكرة التعايش والسلم المجتمعي عبر برنامج ”نسيج“ والذي يتشكل من ثلاث مسارات.
وبين أن المسار الأول البرنامج الموجه لشريحة الشباب ممن يقل عمره عن ثلاثين عاماً تحت مسمى برنامج الحوار المجتمعي والمعتمد على فكرة سرد الوقائع المعاشة في بعض مناطق العالم كدارفور وراواندا وغيرها مما تعانيه من حروب وتشرذم نتيجة فقدانها لحالة الحوار والتعايش بين مكوناتها القبلية والدينية.
ومضى يقول ان المسار الثاني موجه للكوادر التعليمية لتعزيز دورهم في نشر ثقافة السلم المجتمعي، وقد استفاد من هذا البرنامج حتى الآن 265 تربوي.
واختتم ورقته في الأمسية التي كان ضيف شرفها المهندس عبدالشهيد السني بتوضيح المسار الثالث فهو موجه للأكاديميين والذي يطمح البرنامج لتنشيط هذه الشريحة التي هي على تماس وتواصل مباشر مع طبقة الشباب وهم الفئة التي يخشى عليها الانجراف وراء دعوات تمزيق النسيج الاجتماعي والوطني.
وبمشاعر وطنية جياشة تفاعل الحضور مع كلمات الدكتورة مريم سعود بوبشيت، المشرف العام على مركز مريم بوبشيت للاستشارات التربوية، والتي تحدثت عن نشأتها في مدينة الدمام وتجربتها في التدريس في مدارس القطيف.
وعاش الحضور التجربة مع الدكتورة بو بشيت والتي قصت تجربتها وذكرياتها في أزقة سنابس بجزيرة تاروت واناسها الذين تبادلوا معها كل مشاعر الحب والتقدير.
وكشفت عن اعتزازها بخدمة الوطن في مجال التعليم في أكثر من مدينة بالشرقية، الذي كشف لها سهولة التلاحم والانسجام بين مكونات الوطن داعية الجميع للإصرار على حالة التعايش لأنه الضمانة الأكيدة للمستقبل الزاهر.
من جهتها شاركت المعلمة حمدة الغامدي بمشاركة صوتية مشيرة إلى خوضها غمار التجربة في التدريس بمنطقة القطيف، حيث قدمت إليها وهي لا تعرف عن المحافظة إلاً اسمها.
ورأت أن حس تحمل الغربة والمسئولية الوطنية في منطقة كانت مجهولة لديها، هو ما ساعدها على الانسجام مع الجميع من طاقم التدريس والطالبات والأهالي.
وشددت الغامدي التي كان لها الكثير من الذكريات في القطيف لحضورها المناسبات الاجتماعية والدينية فيها على ضرورة اكتشاف ثروة وجمال التنوع والاختلاف في المجتمعات
وبكلمات حب الوطن اطرب الشاعر فريد النمر الحضور الذي صفق وتفاعل مع ابياته التي قال فيها
هذا أنا نخل قطيفي يطيل غنائه
والأرض حب فارع كالبحر في قلبي
إذا تشربك الجمال كما الندامى في العمق
يفصحنا الختام
ما اشهى تربك يا وطن.. وما أغلى ظلك يا وط
ودعا محمد العسكر كافة أطياف المجتمع السعودي على الحرص على تطوير وإعلاء صور التلاحم والتعايش وتعزيزها على مستوى الفعل والواقع وليس فقط على مستوى الكتابة والأقوال.
