الطين الخويلدي.. منظف طبيعي تناقلته الأجيال ويصدّر للخارج
الطين الخويلدي منظف طبيعي تناقلته الأجيال بسبب مكوناته الطبيعية، وله فوائد طبية كثيرة، اشتهرت بإنتاجه بلدة الخويلدية.
ويستخرج ”الطين الخويلدي“ من منطقة تقع بين بلدتي الخويلدية، والجارودية جنوبي القطيف. ويصدّر للخارج.
وعرف الطين الخويلدي بين سكان القطيف منذ زمن طويل، وتعددت استخداماته بين غسل الشعر والجسد، وغسل الملابس، وجاءت تسميته بالخويلدي نسبة للقائمين باستخراجه، وهم أهل الخويلدية دون سواهم من قاطني منطقة القطيف. ومن تلك العوائل عائلة شيف والنويس والجساس.
وتعتبر الأسواق الشعبية في القطيف ولا سيما سوق الخميس المصدر المحفز لبائعي تلك البضاعة.
علاج قشرة الرأس
وأشار حبيب الخويلدي إلى أن الطين الخويلدي كان يستخدم كعلاج لقشرة الرأس وذلك بعد خلطه بصفار البيض.
وأضاف أن فوائده كثيرة لفروة الرأس؛ نظرا لعدم احتوائه على مواد كيميائية، فهو طبيعي، وبالتالي هو غني بالكثير من العناصر الطبيعية، إضافة لاستخدامه في غسيل الملابس، خصوصا أن الصابون في تلك السنوات لم يكن معروفا، وبالتالي كان الطين يمثل الخيار المناسب لتنظيف الملابس.
واشار الى ان ”الطين الخويلدي“ كان يستخرج من مصدرين إما من بعض التلال وبقايا الجبال الصغيرة أو من بعض تجويفات العيون الكبيرة النباعة في المنطقة.
توزيعه على التجار
ولفت الى إن ”أهل بلدته الخويلدية هم فقط من كان يستخرج الطين، لذلك سمي باسم قريتهم“. ويضيف أنهم ”كانوا يبيعونه الى تاجر في القطيف، ويقوم بدوره بتوزيعه على التجار والعطارين“.
ويروي بائع الطين عباس الجارودي وهو من سكان قرية التوبي بالقطيف عن أسرار ومصادر هذا الطين، موضحًا استعمالاته الكثيرة قديمًا وحتى الآن للشعر والجسم وغسيل الملابس وصناعة الجرات ومسح المنازل.
المصدر المتاح
وأشار لـ ”جهينة الإخبارية“ عن مصدر استخراجه وهي العيون وبعد إن تم ردمها بقيت التلال الموجودة بالقرب من قرية الجارودية هي المصدر المتاح.
وقال ان بعض التجار يستعينون بالجبال الموجودة في الطائف لاستخراج هذا النوع من الطين وبيعه وان منه نوعان هما طينٌ مالح يحتوي على تربة والآخر حلوٌ لايحتوي عليها.
وتحدث عن فوائد الجرات المصنوعة من الطين الخويلدي حيث أنها تتكون من مواد طبيعية لاتسبب في مشاكل عند خلطها مع الماء للشرب.
ولفت الى أن وضع الطين على البشرة يعد واحدة من طرق استعمالاته المفيدة ويخلط معه زيت الزيتون لمعالجة مشاكل البشرة.
سبب تسميته
وكشف الباحث عبدالرسول الغريافي عن سبب تسميته، مشيرا الى أن غالبية الباعة له كانوا من قرية الخويلدية واطلقوا عليه هذا الاسم وحتى اصبح يصدر للخارج باسم الطين الخويلدي فعرف فيه.
وبين أن له لونًا أخضر يكتسبه نتيجة للمواد المكونة له، مؤكدًا على انه يعتبر من أفضل انواع التربة على مستوى الشرق الأوسط حيث كانت تصدر إلى الهند ودول الخليج وتشترى بكميات كبيرة في البحرين ويتم حفظها وتخزينها.
وقال بأن من طرق بيعه في السوق أن «الباعة يتجولون في أزقة القرى مع كل واحد منهم حمار يملك زنبيلين ”الجراب أو الوعاء الكبير“ مملوئين بالطين الخويلدي ثم ينادي بصوت عال: طين خويلدي.. طين خويلدي، مشيرًا إلى أنه الآن يتوفر عند بعض الباعة ومحل العطارين».
أستخدامه في مواد البناء
ولفت الغريافي الى ستعمال الطين الخويلدي في العمران ومواد البناء حيث كان الناس يستعينون في النوع الرديء ”قِلب“ منه لمساح المنازل وبالإضافة لعمل الزخارف والزينة الديكورية.
ويروي الآباء الكارثة التي شهدتها المنطقة، وخاصة أن عملية استخراج الطين أشبه ما تكون بطريقة استخراج الفحم من المناجم، حيث يتم حفر أنفاق على عمق متر إلى مترين، ما يجعل عملية الدخول فيها غاية في الخطور.
وأشار الى أن شظف العيش والحاجة تجبران البعض على المخاطرة بحياته في سبيل الحصول على بعض المال لإعالة أسرته.
وفاة 7 سيدات داخل الجبل
ونقل رضي السادة أن الحادثة الشهيرة التي يتناقلها الجميع قبل أكثر من ثمانين عاماً، حين توجهت ثمان من النساء الى أرض الجبل، لاستخراج الطين من باطنه، حين توسطن المغارة انهارت عليهن. لم تكتب النجاة إلا للسيدة. وبقيت تحت الأنقاض نحو يومين.
وأوضح أن دخول النساء في تلك المنطقة جاء بهدف الحصول على كمية من الطين لتأمين الاحتياجات المنزلية.
