آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 10:41 م

أستاذ بلاغة ونقد: للأدب قيمة جمالية وهو تعبير عن التجارب الإنسانية

جهات الإخبارية تصوير: أحمد الصرنوخ - القطيف

استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف أستاذ البلاغة والنقد بجامعة الإمام عبد الرحمن الفيصل الدكتور مصطفى الضبع في حوار تحت عنوان ”القيم الجمالية والانسانية في الأدب“، وذلك مساء الثلاثاء بحضور لفيف من أدباء وشعراء ومثقفي المنطقة.

وأوضح الدكتور الضبع الى أن القيمة إدراك إنساني لما يجب أن يكون عليه الوضع المثالي الأنسب لوجوده، فالقيمة تجربة والأدب اكتناز للتجربة، فما الأدب إلا تعبير عن تجربة إنسانية.

وقال أن لحظة التفكير فيما يحققه الأدب تدخلنا على منطقة قيمة الأدب للإنسان، لافتأ إلى أن القيمة تدرك بالوعي لا باللفظ المباشر.

وبين ان القرآن الكريم لم يذكر القيمة مباشرة ولم يشر إليها بشكل مباشر، وإنما استخدم «مادة قيم» في الفعل ”أقم“ 11 مرة مرتبطة بإقامة الصلاة في ثمانية منها وثلاثة ارتبطت بالوجه.

وربط المحاضر معنى القيم بالدين خمس مرات ”الدين القيم“، ولفظ القيامة سبعون مرة.

وقال: أن سؤال القيمة هو سؤال معياري كيلا يتساوى الضحل والعميق والنفيس والرخيص، وأن القاعدة الأهم من القواعد الإنسانية التي قامت عليها الحياة ألا تساوي بين البشر أو الأشياء في قيمتها.

وتناول منظومة القيم والتنمية الإنسانية بالقول بأن القيمة تمثل نوعا من الأدوات الناعمة «السوفت وير» المشغل والمستثمر لبيئة الأدوات الصلبة «الهاردوير»، ”فكل ما يحيط بنا من تجهيزات مادية هو بمثابة أدوات صلبة، والأفكار والتصورات والقيم هي بمثابة الأدوات الناعمة“.

وعرج على رأي زكي نجيب في وظيفة القيم بأنها تقوم في نفس الإنسان بالدور الذي يقوم به الربان في السفينة، يجريها ويرسيها عن قصد مرسوم، وإلى هدف معلوم.

وأوضح أن فهم الإنسان على حقيقته هو فهم القيم التي تمسك بزمامه وتوجهه، ولا يتحقق الوجود الإنساني إلا بمنظومة قيم حاكمة تعمل طوال الوقت على تنمية التجربة الإنسانية في انتقالها من جيل إلى جيل.

ومثل في هذا السياق تجربة شهرزاد مع شهريار في قدرتها على نقل منظومة من القيم المعالجة للملك المريض، حيث أنها لم تذكره بنقطة ضعفه ولم تلعب على عيوبه بقدر ما اشتغلت على نقاط قوته.

وفي بعد آخر، تحدث الدكتور الضبع حول القيمة بين الشعر والسرد، مستشهداً بنصوص لعدة شعراء، وكذلك حول تجلي القيم في النصوص السردية بالتطرق لرواية ”العجوز والبحر“ لأرنست هيمنجواي.

ووصف أحمد عبدالجواد لنجيب محفوظ بأنه نموذجا إنسانيا سيطر على الوقت وهو نموذج مثالي للتنمية البشرية.

وأردف بالقول أن النص تشكيلا من المقولات المتداولة عبر تفاصيله «الحوار - السرد»، ويمكن للمتلقي استكشافها تأسيسا على صداها وفعلها عبر النص، ويكون من دورها الكشف عن الرؤية الكلية للسارد ومن قبله المؤلف الضمنى، حيث يتبنى المتلقي هذه المقولات بوصفها هدفا لرسالة يتلقاها عبر النص.

وأستشهد بمجموعة من مقولات نجيب محفوظ منها ”النقد وعي، والوعي تنوير، والتنوير لا يتحقق إلا بالخبرات الإنسانية.

وفي أولى المداخلات، أشار وليد الهاشم إلى تنامي الوعي بين الشعر والقارئ، متحدثاً حول أدب القصور وادب المهمشين في الأدب العربي، وأن من أهم الأخطاء هو وقوع الوعي بالقيم الانسانية تحت أسر المثالية المفرطة.

وأشار الشاعر رائد الجشي إلى أن المحاضر تناول النصوص الأدبية الصريحة ولم يتناول النصوص الرمزية أو الأدب المبهم مما يجعل مساحة النقاش أو الاختلاف تتضاءل.

وركزت هدى القصاب على أهمية ممارسة القيم على صعيد السلوك والتعامل الانساني والابتعاد عن المفارقات بين نص الكاتب أو الشاعر وسلوكه القيمي.

كما جادل الباحث عدنان العوامي المحاضر في دقة القول بأن الحب ملازم للوطن، مشيراً إلى أن بعض حالات القسوة قد تنزع هذا الحب الفطري لدى الانسان.

وصاحب الندوة عدة فعاليات شملت تكريم صاحبة أول مكتبة أطفال متخصصة في المنطقة الشرقية كفاح البوعلي، والتي تحدثت عن تجربتها العصامية في تحقيق عدة انجازات على صعيد ثقافة الطفل.

وتضمنت الفعاليات معرضا صوريا للفنان الفوتغرافي مجدي آل نصر، الحاصل على شهادة التصوير الاحترافي من معهد نيويورك للتصوير الفوتوغرافي وأول سعودي يحصل على لقب BPSA المختص بالمشاريع الفوتوغرافية لهذا العام لدى الجمعية الأمريكية للتصوير الفوتوغرافي.

كما شملت الفعاليات فيلماً قصيراً حول أمراض الدم الوراثية، إضافة إلى عرض كتاب الأسبوع ”البلاغة والتطبيق“.

وقد حل الباحث والأديب عدنان العوامي كضيف شرف في هذه الأمسية، وهو صاحب ديوان ”شاطئ اليباب“، وقدم عدة أبحاث ودراسات نقدية في مجال التاريخ والأدب.