آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 10:41 م

الدكتور الطاهر: تحديد الأهداف يوجّه الدوافع والمذاكرة ليست هدف

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - سيهات

أكّد الدكتور مهدي الطاهر على أهمية الإستفادة من الدوافع الثانوية الإيجابية في تحقيق المزيد من الإنجاز والأهداف المستقبلية، لافتا إلى افتقار المجتمع إلى البواعث المحرّكة نحو الهدف المحدّد بشكل دائم، وفي أقل جهد وزمن.

ولفت في محاضرته ”دروس في علم نفس القرآن الكريم“ والتي ألقاها بمركز رفاه بالتعاون مع دار الفرقان لعلوم القرآن مؤخّرا، إلى تأثّر المجتمع بثقافة القيل والقال، واكتفائه بالمعرفة البسيطة التي لاتؤدي إلى تطوّر الفرد والأبناء في عالم مليء بالموهبة والإبداع والإنجاز المتنوع، وضرب مثل في عدم الإستفادة من المكتبات الهائلة في الأجهزة الحديثة كما ينبغي، والإنكباب على برامج أخرى في التواصل الإجتماعي كالواتساب وغيرها.

وقال بإلامكان استغلال بعض المناسبات كرأس السنة الجديدة، أو المواليد النبوية، وجعلها بمثابة بداية لخطة سنوية بالأهداف التي ينبغي الوصول لها في الزمن القريب او البعيد، وتحقيق مؤشرات لإنجاز مبادراته التي حددها، لافتا إلى نتائج إحدى الدراسات العلمية في وجود علاقة ارتباطية في تحقيق 85% من الأهداف، لأفراد وضعوا لأنفسهم أهداف خلال 20 عام.

وقال أن معظم الأهل يدفعون أبنائهم للمذاكرة باعتبارها هدف، بينما يحتاج الأبناء جعل التعلم وفوائده ومكاسبه هو الهدف، لتتقوّى دوافعهم تلقائيا نحوه، لافتا إلى ضعف الدافع نحو التعلم رغم وجود المعلم والمحتوى والكتاب، وفرح الأبناء بالإجازات وتمنيها في كل وقت، بينما هي ”راحة من مجال إلى مجال كممارسة الهوايات وتعلّم المهارات“.

وذكر أثر الدوافع السلبية في ”العقل الجمعي“ كما في الزوجة القلقة من ارتباط زوجها بأخرى، بدلا من توجيه الدافع في تبادل الرعاية والإهتمام من الطرفين لإنجاح الحياة الزوجية.

وبيّن أثر الدوافع في مختلف المشاعر من محبة وكره وحقد وغيرها، مؤكّدا على ضرورة خلق روابط ذهنية بين الإبن والكتاب ليضيف عليه من ثقافته في عملية تسمى ”الإبداع“.

كما أشار الى أثر الدوافع على المدركات والقرارات والتصرّفات، وماتجرّه بعض المباني الخاطئة من التحيّز والعنصرية في الأحكام.

وأوضح ان الدوافع بعضها غريزي كحب البقاء، والآخر مكتسب، ويتفرّع للثابت كالرغبة في التفوّق والتّقدير وحب الإستطلاع، والمتغيًر كطلب العلم.

ودعا إلى حثّ الأبناء ”لطلب العلم“، وتقوية هذه الدافع لديهم للإقبال عليه بشغف، مشيرا إلى أن نقص الحاجة يولّد التوتر الذي يسعى بدوره للإشباع، فيطلبوا العلم دون كلل اوملل.

وحث على تصحيح التصوّرات المجتمعية الخاطئة وإعادة رسم الأهداف، كما في التّدين والصلاة من أجل المكانة، والإكتفاء بالدرجة في نجاح الأبناء، لافتا إلى أن تحديد الهدف ينعكس تلقائيا على الدوافع وجميع الممارسات والعادات، ليسير بنا إذا تمت ممارسته بالشكل الصحيح إلى الإمام.