آخر تحديث: 18 / 5 / 2024م - 1:23 ص

الشاعر عساكر: الشعر تجاوز الرؤية السطحية لـ «المقفى والموزون» نحو «الذات»

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - تصوير: حسن الخلف - الدمام

أكّد الشاعر جاسم عساكر أن الشعر في إحدى تجليّاته لم يعد مسطورا في الكلام المدرسي «المقفى والموزون»، بل تجاوز هذه الرؤية السطحية «ليُبحر عميقا في الذات».

ولفت إلى أن الشعر هبة السماء على فئة من البشر، أجادوا بدورهم ترجمة الخلجات، ونقل النبضات من مجرى شرايين القلب، إلى مجرى الحبر.

وأشار في حديثه لـ «جهينة الإخبارية» إلى مشاركته في الأمسية الشعرية، بمعية الشاعر محمد يعقوب، بتنظيم جمعية الثقافة والفنون وبالشراكة مع ملتقى بن المقرب، وإدارة علي النمر، على مسرح الجمعية، مساء أمس، بثلاث جولات لكل شاعر، بقصائد وجدانية تأملية، وقصائد غزلية، ومعظمها من غير المنشور.

وتضمنت مشاركته في الجولة الأولى قصيدة مهداة إلى الشعر، بعنوان ”إيواء في بيت الخليل بن أحمد“.

ونوه إلى نظرته الخاصة للشعر بتعبير شاعري، ومن منطلق تعالقي معه في الحياة، مخاطبا تمرده عليها، ومما جاء فيها:

وأنت الذي طوّقت كفي تقودني

وكان عصيّا قبل كفيك مِقودي

وأنت انقلابي ضد نفسي تُزيحني

إليّ وعني، يا لهذا التشرّدِ

تسافر في الأحشاء نصلا كأنما

من الوصلِ قد أصبحتما في توحّدِ

وتعشق فوضى الدرب كي تبلغ المنى

وتأبى مسيرا في طريقٍ مُعبّدِ

أأنت الذي قد حطّ حول نوافذي

وطارد أحلامي وحاصر مرقدي؟

إذا ضاق بي بيتي برغم اتساعه

أويت إلى بيت «الخليل ابن احمدِ»

وقال عن قصيدته من نفس الجولة، بعنوان «برقية عاجلة إلى الحب» ”نحتاجه في هذا الزمن المصاب بنوبات البرود العاطفي، والذي تتداخل فيه خطوط الطول والعرض، وتروّع فيه أعشاش الحمام الوديع، ولا تكف الريح عن الصراخ في وجه الطيور العائدة لتلك الأعشاش“.

وجاءت مشاركته في الجولة الثانية بعنوان ”مرايا الحلم“، و”ندى الأحجار“ والتي خاطب فيها ”الدار القديمة الجاثمة على الأرض، والهامدة بعوامل الزمن“:

دار وليس لها أهل وزوارُ

ما بالها غلّقت أبوابها الدارُ

لا شيء غير سياط الريح تجلدها

تحت العراء إذا ما هب إعصارُ

أهذه من إذا أقبلت تضحك لي

في أفقها شُرفٌ تزهو وأسوارُ

ومن لها من نسيج الغيم أقمصةٌ

تحوكها فارعاتُ الطول أشجارُ

يا واعظي لم أعد أحتاجُ موعظةً

حولي تصرح أن «الوقت غدار»

وشارك في الجولة الثالثة بقصيدتين، بعنوان ”ذنوب سامية“، وأخرى غزلية بعنوان «شوقٌ سياسي» وجاء فيها:

في نحركِ العالي سأعقدُ قمتي

هيهات أقنع لهفتي ببديلِ

يتوافد الزعماء نحوك عشرة

من راحتيّ وشأنهم تمثيلي

أنا رافضٌ لغة الحوار ولم يكن

يوما بغير الإحتضانِ قبولي

أنا ضد أشواق تقال على فمٍ

لكنني حتما مع التقبيلِ

وشارك الرئيس السابق لأدبي جيزان، والأمين العام لجائزة السنوسي الشعري، الشاعر محمد يعقوب في جولته الأولى بقصيدتين في الوطن، بعنوان: «تراتيل العزلة، وأعراس المواقيت»، وجاء في مطلع الأولى:

يدي بيديك

سوف نضيء هذا العمر قنديلا

وأنت النصّ

منذ البدء

لا يحتاج تأويلا

أحبك

من أذان الفجر

حتى الركعة الاولى

وتضمنت مشاركته الثانية قصائد تأملية وجدانية بعنوان: ”قميص لأوراق بيضاء، أخرى، تراث الحب“ ومن مطلع قصيدته الأولى:

باسمي طرقتُ الماء باسمك أدخلُ

هل تدرك الغيمات ماذا تحملُ

يا وردة والليل يغلق بابهُ

من يسأل الرّمان كيف يُبلّلُ

لم أعتقد بالطين حتى خُضتهُ

ما أصعب الإنسان حين يُشكّلُ

واحتوت مشاركته في الجولة الثالثة بعض نصوصه الجديدة، بعنوان ”نقص لايطمئن، يجرحه الهواء إذ تغيب“.

وفي نهاية الأمسية قام مدير الجمعية يوسف الحربي بتكريم كلا من الشاعرين، والمدير للأمسية.