آخر تحديث: 3 / 5 / 2024م - 1:34 م

السادة يناقش «كيف نقرأ علامات الظهور» في مركز مشكاة بصفوى

جهات الإخبارية

ناقش الباحث الإسلامي السيد مجتبى السادة مساء الخميس الماضي بعض أسس القراءة الواعية لعلامات ظهور الإمام المهدي المنتظر في ثاني ورشة عمل ببرنامج ”إضاءات في الثقافة المهدوية“ الذي نظمه مركز «مشكاة للتنمية البشرية» بمسجد الإمام الهادي بصفوى.

وافتتح السادة حديثه بالتنبيه على وجوب تحلي المؤمنين بالمزيد من الوعي الفكري والثقافي ليساعدهم ذلك على فهم واستيعاب الروايات الشريفة الخاصة بالملاحم والفتن.

وركز على مجموعة من الحقائق والثوابت التي يجب مراعاتها عند قراءة علامات الظهور.

وكان من ضمن الحقائق إدراك الأبعاد التربوية للعلامات الواردة حيث نوّه إلى الحكمة من إخبار الأئمة عن بعض الأحداث المستقبلية التي كانوا يختارونها بعناية، وذلك بهدف تربية الأمة وإبقائها في حالة شوق وترقب مستمر والحفاظ على ارتباط جميع أجيالها بقيادتها المعصومة، وجعل العلاقة دافئة مع إمام الزمان، ولذا صيغت الروايات بلغة كلّيّة عامة.

وأوضح في هذا السياق أن بعض الروايات والعلامات يمكن أن ينطبق ظاهرها على أكثر من عصر وجيل، ولذلك نجد أن جميع الأجيال كانت تعتقد أنها في عصر قرب الظهور وهو ما يحقق الأهداف المذكورة آنفاً، وهذا من جوانب عبقرية أهل البيت .

وأشار الباحث السادة إلى محافظة أهل البيت في المقابل على سريّة حركة الظهور.

ولفت إلى أن روايات العلامات موجهة للشيعة وللمؤمنين وفي نفس الوقت متاحة للأعداء وأجهزة استخباراتهم على حدّ سواء.

وقال بأنه لذلك لا يُتصور أن يفشي أهل البيت فيها عن أسرار حركة الإمام في بداية ظهوره، ولذلك فهم لم يخبرونا بكل الجوانب.

وبين أنهم أخبروا عن بعضها بلغة وصياغة رمزية وغامضة، وهنا ينكشف جانب آخر من جوانب عبقريتهم .

وركّز السادة في حديثه على أنه يُتطلب لنصل لمفهوم تقريبي عن أحداث وعصر قرب الظهور، أن نقرأ الروايات كلها بصورة شاملة؛ لا أن نكتفي بطائفة منها فقط، أو نقرأ كل علامة مستقلة عن الأخرى، بل يجب ربط العلامات والأحداث جميعها في سلك تاريخي واحد، ليتسنى لنا رؤية الصورة بشكل أوضح وأدق.

ونبّه الباحث المهدوي على ضرورة التفريق بين الخبر وبين التحليل، فعندما نقرأ خبراً عن أمير المؤمنين حول علامات الظهور - كرجفة في الشام مثلاً - ثم يأتي أحد المتحدثين أو الكتّاب ويحلله أو يحاول أن يفسره، فإن هذا التحليل لا يشترط أن يكون صحيحاً.

وشدّد السادة على حرمة التوقيت وتحديد موعد الظهور كما نصّت على ذلك أحاديث أهل البيت ، ونوّه لضرورة الابتعاد عن إسقاط شخصيات الظهور على الواقع الحالي.

وأشار إلى ضرورة معرفة العلامات وتقسيماتها، فمعرفة التوزيع الزمني لروايات ”آخر الزمان“ يساعد على القراءة الصحيحة لعلامات الظهور، فإنه ينبغي التفريق بين أنواع العلامات في آخر الزمان أولاً، فهي بين علامات تخص الإمام المهدي كالسفياني واليماني، وعلامات تخص القيامة كالدجال وطلوع الشمس من مغربها ويأجوج ومأجوج.

وتحدث عن التفريق بين الأقسام الثلاثة لعلامات ظهور المهدي ، وهي العلامات المحتومة الخمس والتي تتمثل في السفياني، واليماني، والصيحة السماوية، وقتل النفس الزكية في بيت الله الحرام، وخسف بالبيداء بجيش السفياني الذي يرسله لمهاجمة الإمام .

ولفت إلى أن هذه العلامات هي التي جزمت الروايات أنه لا يخرج الإمام حتى تحصل وصرّحوا أنها ”من المحتوم“.

وتطرق للحديث عن العلامات الموقوفة، وهي أحداث وأخبار ذكرها أهل البيت في رواياتهم، ولكن الروايات لم تجزم بوقوعها، وقد يحدث فيها البدا، وهي كثيرة جداً.

ونوه إلى أنها تنقسم إلى أرضية وسماوية، ومنها «الجسم في عين الشمس، وكف من السماء تشير، وغيرها».

وأشار إلى الوعد الإلهي، كأصل ظهور الإمام المهدي ، وهذا وعد إلهي ولا يخضع للبداء، فالله سبحانه لا يخلف الميعاد.

وخصص السادة النصف الثاني من ورشته الثانية لبسط الحديث حول بعض علامات الظهور في التراث المهدوي الإسلامي.

وناقش تساؤلات ومداخلات الجمهور حول هذه العلامات وغيرها، وأرجأ بعض النقاط لورشة العمل التالية. ونصح في ختام حديثه بالرجوع لثلاثة مصادر أساسية لعلامات الظهور عند الشيعة، وهي «كتاب الغَيبة، للنعماني، وهو أقدم كتاب لا يزال متوفراً حالياً لدى الشيعة عن الإمام المهدي ، وكتاب كمال الدين وتمام النعمة، للشيخ الصدوق، وكتاب الغَيبة، للشيخ الطوسي».