آخر تحديث: 3 / 5 / 2024م - 1:36 ص

الدكتور الطاهر يدعو لفتح المدارس في العطل الصيفية لاكتشاف وتنمية المواهب

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - سيهات

ذكر دكتور علم النفس مهدي الطاهر أن الأسرة غالبا ما تركز على علاج الأعراض وتهمل الدافع والمحرك من ورائها، فقد يكون شعوري أو لاشعوري، فسيولوجي، أو نفسي، أو عادة مكتسبة، مؤكدا على ضرورة تعليم الأبناء ”التوازن“ في إشباع الحاجات والدوافع.

وقال في محاضرته التي ألقاها في مركز رفاه بالتعاون مع دار الفرقان لعلوم القرآن ضمن دروس «علم نفس القرآن الكريم» يوم الثلاثاء بمدينة سيهات، إن التوزان يساهم في تحقيق التكامل في منظومة الحاجات، للوصول إلى مستويات عليا في إحترام وتقدير وتحقيق الذات، وتحقيق المزيد من الإنجاز والإبداع والرقي للمجتمع.

وتابع: ”أن فهم هذا الأمر في غاية الأهمية لتقليله الوقت والجهد المبذول، والذي ينصرف غالبا إلى الرعاية من مأكل وملبس، على الإهتمام بالتربية التي تنمي دوافعه الايجابية وقدراته ومواهبه، والتعليم الذي يكسبه سلوكيات جديدة بإعلاء صفات وإضعاف أخرى“.

وأوضح أن من طبع الأبناء العام الإنبساطية والمبادرة بكل ثقة، والسّعي للتحسن في المجالات المختلفة، فالله أحسن الخالقين وليس بخلقه نقص، وقال: ”أن مانراه من قصور في الأبناء يعود للتقصير في التربية والتعليم، ولو تم تأديته بطريقة صحية، لساهم في إبراز قدراتهم وتنميتها، وتحقيق مطالب نموهم لشخصية سوية“.

ونوّه إلى دور المدرسة في اكتشاف قدرات الطالب وهواياته وميوله في كل مراحله الدراسية، داعيا إلى فتح أبواب المدارس في الإجازات الصيفية لتكون مراكز ترفيهية علمية ورياضية للحي، كمكتبة، ومختبر، ومعمل، وحاسب، وفنية، ورياضة.

ودعا لاستغلالها في عقد أمسيات تربوية لأمهات وآباء وأبناء الحي، وإعداد سجل شامل للطالب بقدراته، ومهاراته، واهتماماته، واتجاهاته، مبينا أهمية ذلك في اختيار التخصص الجامعي، وتحديد المسار المهني في المستقبل، وإسهام التعرف المبكر في تقليل الهدر المالي، والزمني، ورفع مستوى النجاح، والتوافق لدى أبنائنا شباب المستقبل الواعد.

وبيّن أن الطفل يولد وهو مزوّد بصور إيجابية عن ذاته، كما يبدو في حركاته المبكرة، واهتماماته حين يركز بصره أو يمد يده أو يحبو، لافتا إلى أهمية المكافئة بالإبتسامة والتصفيق والإحتضان في تعزيز الذات الإيجابية لديه، إضافة الى دور المجتمع المحيط في ذلك.

وأشار إلى أن التقوى تحث الفرد المسلم على المزيد من الإنجاز، والرغبة في خدمة المؤمنين، وأن من يتكل على الله لابد أن ينجز ويبدع ويؤدي أدوار ايجابية، لافتا الى خطأ المعتقد في التقوقع في الدين، دون السعي في عمارة الأرض، وتناسي الأحاديث الشريفة.

وبيّن أن الفشل وعدم التوازن في ضبط الدوافع وإشباعها، قد يؤدي في بعض الحالات إلى الإنحراف بالمعنى النفسي أو الديني والذي قد يستمر، مبينا شمول معنى الإنحراف عن الجادة والسواء والصحة النفسية، ولا ينحصر فقط في الإستقامة الدينية.

وتطرّق إلى الإنحراف في الدافع الجنسي، وعدّد بعض أشكاله مثل ”المثلية، والفيتشية، واضطراب الهوية الجنسية، والتعري“ وغيرها من الإنحرافات، مؤكدا على أهمية الإشباع الصحيح الذي رسمه الإسلام، وهو ما يؤدي للإشباع الكامل، وتمام الصحة الجسمية والنفسية.

ونوّه إلى الإنحراف في حب المال كما في الحرص الزائد وادخاره أو بذله بدون حدود، لافتا إلى اهتمام الإسلام بتنظيمه بما يتناسب وحاجة الفرد والمجتمع من الأمر بالصدقة والمعونة والهدية والإحسان والزكاة والخمس.

وقال: ”أن الدين الإسلامي هو الدين الكامل والمتوازن، فلابد أن نستشعر السعادة، وننطلق لمزيد من الإنجاز والإبداع، وتربية الأبناء التربية الحسنة الكاملة لخدمة المجتمع“.