آخر تحديث: 1 / 5 / 2024م - 1:50 ص

الحايك: «الفيديو آرت» تجربة مدهشة ولابد من توضيحها للمتلقي البسيط

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - تصوير: حسن الخلف - الدمام

أكّد المسرحي والناقد عباس الحايك على أهمية توضيح الفنون الجديدة للمتلقّي البسيط، لعدم تكرار الأخطاء نفسها، من توجيه تلك الأعمال لاصحاب المجال فقط.

وقال على خلفية افتتاح ملتقى الفيديو آرت الأول في جمعية الثقافة والفنون بالدمام، أول أمس: ”فما الضير أن يستفيد ذلك المتلقي ويستمتع بالمشاهدة عن وعي“.

وعبّر عن دهشته بالملتقى الذي ضم مجموعة عروض ل35 فنان وفنانة من داخل المملكة وخارجها، واصفا إياه ”بالتجربة المدهشة بالمعنى لنقله مجال أو تجربة فنية عالمية إلى المنطقة للمرة الأولى، وهو على خلاف ما اعتدنا عليه من الأعمال التشكيلية والتصوير، وقد تسيّد هذا الفن عالميا، ووصول إلينا الآن".

وأوضح أن الفيديو آرت فن له مجاله الفني الخاص، والمختلف عن بقية الأعمال السينمائية والتشكيلية، لافتا إلى أن أغلب الأعمال في هذا الملتقى تجريبية، وتعتمد بالدرجة الأولى على الجماليات البصرية والرؤى المعينة.

وأشار إلى أن المتلقّي بطبيعته لا يصله المعنى بشكل مباشر وسريع إذا لم يفهمه، مقترحا توزيع كتيبات، أو تخصيص شاشة لشرح هذا الفن للجمهور.

وأثنى على ما يحتويه المعرض من متع بصرية وجمالية، وتقديمه تشكيلة ثرية من كل العالم على حد تعبيره، معربا عن أمنيته بحضور الجميع لمشاهدة تلك الأعمال، والتي أثارت حماسته لتجربة ذلك الفن.

ومن جهة أخرى، ذكرالفنان محمد سلمان والمشارك في الملتقى بعمل حمل عنوان ”مسرح جريمة“، أنه من الخطأ شرح الفيديو آرت أو أي عمل تجريبي للمشاهد، لأنه عمل وممارسة ذهنية، ويفترض تذوق العمل والتفاعل معه وجدانيا، للخروج بفكرة قد تختلف كليا عما بذهن صاحب العمل، لافتا إلى ما يتطلّبه ذلك من التأمل، والشعور كأحد مداخل التفكير للوصول إلى رسالة العمل، أو عدة رسائل بحسب المتلقي.

وأوضح مايقوم عليه فن الفيديو آرت من الإختزال والتكثيف لكل جزء من أجزاء الثانية للتعبير، فكل مونتاح يخرج بفكرة حتى يصل لتركيب معين.

وتحدث عن مشاركته التي تستغرق دقيقة ونصف مختصة بإمرأة تعاني في دورة المياه، واستدعى منه تصوير ومونتاج لثلاثة أشهر، بنهاية مفتوحة.

أوضح المدير الفني والمشرف العام للملتقى أحمد منصور، أن الملتقى تم بمعاونة مدير جمعية الثقافة والفنون يوسف الحربي، وبناءا على طلبه ورغبته في نقل هذا الفن للمرة الأولى إلى المملكة، واهتمامه بهذا الفن بشكل خاص والفنون المعاصرة بشكل عام.

وأوضح أنه ما إن تم الإعلان عن الملتقى حتى تدفّقت المشاركات لتصل بحدود المائة، لافتا إلى أساس الإختيار من قِبل لجنة الفرز والتحكيم في خبرة وتاريخ المشارك، ومشاركاته السابقة في المعارض الدولية، ونوع العمل، ورسالته.

وذكر أن الأعمال المعروضة تضمنت 35 عمل لفنانين من داخل وخارج المملكة كمصر والمغرب وسويسرا والبوسنة، مبينا تميزها في تسليط الضوء على قضايا عربية لم يتم التطرق لها من قبل، وتنوع الأساليب العالمية وتباينها، والرسالة في العمل.

وبيّن الإختلاف بين فن الفيديو آرت والأفلام السينمائية، في اعتماده على مفاهيم خاصة بالفنان، وطريقة إظهاره لخيالات غير متوقعة تصدم عقلية المتلقّي وتصله بالفنان.

وأوضح أنه لايوجد تعريف ثابت للفيديو آرت، وأنه يشتمل على مجموعة من الأحاسيس والإنفعالات والمشاعر، وتجربة خاصة ينقلها الفنان للمتلقّي، بالإعتماد على الصور المتحركة، والمؤثرات الصوتية، والتكنولوجيا، والتي تساعد في عملية التخيل والإبتكار للخروج عن المألوف والواقع.

كما ذكر أنه لايوجد مقياس خاص، أو قاعدة عامة، أو صور بعينها للفيديو آرت، فقد يعبر عن حالة نفسية، وقد لايعبر عن حالة بعينها، وقد يكون متنفس، أومجال لإثارة الأسئلة أو ما لانستطيع تحقيقه في الحياة، كما في المعرض التجريدي.

وتطرّق للعمل الذي شارك به في الملتقى وهو عبارة عن عرضين، أحدهما يصف حالة اللامبالاة نتيجة الضغوط، والآخر يصف حالة السكينة التي وصل لها، مستخدما رمزية البصل في إثارة الدموع على صورته القديمة.