آخر تحديث: 15 / 5 / 2024م - 8:45 ص

آل الشيخ مبارك يدعو لإنعاش ”سوق هجر“ والتنقيب عن الآثار بالأحساء

جهات الإخبارية عبدالله الياسين - الأحساء

دعا عضو هيئة التدريس بقسم التاريخ بجامعة الملك فيصل بالأحساء الدكتور عبدالرحيم آل الشيخ مبارك، كل من أمانة الأحساء والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وغرفة الأحساء، لتجديد سوق هجر التاريخية وإنعاشها.

وقال خلال محاضرة قدمها بعنوان «سوق هجر قبس من التاريخ وتطلع للمستقبل» في أحمدية المبارك بالبصيرة بمحافظة الأحساء يوم الأحد: ”انفضوا عنها الغبار وخصصوا لها مهرجان ثقافي وتجاري على غرار سوق عكاظ، خاصة بعد تسجيل الأحساء كموقع تراث عالمي من قبل منظمة اليونسكو، وكذلك أيضاً اختيارها عاصمة للسياحة العربية لعام 2019“.

وتحدث عن موقع مدينة هجر التاريخية التي اندثرت حيث رجح بأنها قد تكون جنوب قرية البطالية الحالية، وأضاف بأن هجر كانت هي عاصمة بلاد البحرين السياسية والتجارية والثقافية، وكانت آهلة بالسكان منذ أقدم العصور، وقد كان محيطها مهداً لبعض الشعوب العربية البائدة والتي تمثل الأصول القديمة للناطقين بالعربية كالفينيقيين والكنعانيين والآراميين، وبعض المؤرخين يقولون بأن منشأ هؤلاء الأقوام من هذه المنطقة، ويسمون في بعض الروايات العربية بالعمالقة.

وتابع: في القرون الأخيرة قبل الإسلام سكنت المنطقة قبائل مختلفة كقبيلة إياد، وعبدالقيس، وتميم، وبكر بن وائل، وتغلب، والأزد، وبعض المجموعات القبلية الأخرى الصغيرة إلى جانب بعض الجاليات من الفرس والهنود.

وأضاف: جاءت تسمية هجر من ”الهجر“ وهي كلمة عربية بلغة حمير تعني ”القرية“ وهي تطلق على مواضع عدة من بلاد العرب، منها هجر نجران، وهجر جيزان، وسواها لكن أشهرها هجر شرق الجزيرة العربية، وبعض المؤرخين ذكر بأنها سُميت «هجر» نسبة إلى هجر بنت مكفف من العماليق، ومنذ القرن الثالث الهجري أصبحت تسمى هذه المنطقة بالأحساء بعد سيطرة القرامطة على البحرين، وأما تسمية السوق ب ”سوق هجر“ فنسبة إلى مدينة هجر التاريخية، ومن المرجح أن يكون موقعه غرب قرية البطالية الحالية بالقرب من عين الجوهرية.

وتحدث المبارك عن أهم أسواق العرب في الجزيرة العربية والتي ذاع صيتها وأخذت شهرة واسعة، وصفة دولية وأصبحت تعقد كل عام، وأغلب هذه الاسواق كانت تقع في أطرف الجزيرة العربية في إطار مجتمعات حضرية، وأبرزها سوق دومة الجندل وكانت أول أسواق العرب قياماً في السنة وكانت تنعقد في أول يوم من شهر ربيع الأول وتستمر حتى نهاية الشهر، ثم مباشرة يرتحلون منها إلى سوق هجر والتي كانت تعقد في شهر جمادى الآخر، ثم سوق صحار في عمان، ثم سوق دباء، ثم بعد ذلك ينتقلون الى أسواق اخرى كسوق الشحر، وسوق عدن، وسوق صنعاء، وسوق الرابية، وسوق عكاظ، وسوق مجنة، وسوق ذي المجاز، وسوق حباشة، وكانت هذه الأسواق موسمية تعقد في أوقات محددة من السنة متعارف عليها عند العرب.

ونفى المبارك وجود سوقا أخرى بمسمى سوق المشقر إضافة إلى سوق هجر، وإنما هي سوق واحدة ترد تسميتها في بعض المصادر بسوق هجر وفي بعضها بسوق المشقر وكانت تعقد في مطلع شهر جمادى الآخر ومدة السوق شهر واحد للتجار القادمين من خارج مدينة هجر كباقي الأسواق.

ولفت إلى أن سوق هجر تعد من أكبر وأهم الأسواق التجارية في الجزيرة العربية في الجاهلية وبعد الإسلام، بما تتميز به مدينة هجر من خصوبة أرضها ووفرة مياهها وقربها من الخليج العربي مما جعلها تقوم بدور الوسيط التجاري بين سكان الجزيرة العربية وسكان فارس والهند والصين وغيرهم من سكان بلاد المشرق، فكانت قبلة للتجار يقصدونها من كل مكان، وشهدت المنطقة نشاطاً تجارياً وثقافياً ولغة تعد من أفصح لهجات العرب، وظهر فيها عدداً من كبار شعراء العربية وخطبائها كطرفة بن العبد، والمتلمس الضبي، والمثقب العبدي، وصعصعة بن صوحان العبدي، والصلتان العبدي، وخليد عينين، وزياد الأعجم وغيرهم.

ومضى يقول: كانت مدينة هجر التاريخية تصدر التمر والدبس، واشتهرت بصناعة الخمر قبل الإسلام، وبصناعة الفخار، وتصدير الثروة الحيوانية مثل الخيول العربية الأصيلة وأصناف جيدة من الغنم جيدة الصوف تصدر إلى البصرة وتعرف بالعبدية نسبة إلى عبدالقيس، والجلود والأسلحة منها الرماح الخطية والدروع الحطمية، ومنسوجات من أشهرها الحلل الهجرية، ومن المعادن النحاس، وكذلك اللؤلؤ الهجري الذي يعد من أفضل الأنواع، وكان ميناء العقير هو أشهر الموانئ على الخليج العربي وهو الميناء الأساسي لمدينة هجر، ومنه تبحر سفنهم إلى بلدان العالم، واستخدموا أيضاً ميناء دارين وميناء الأبلة.

وأشار المبارك إلى أن أهل البحرين قبل الإسلام قد دانوا بعدد من الديانات منها الوثنية والنصرانية واليهودية والمجوسية.

ودعا إلى تكوين فرق بحثية للتنقيب عن الآثار في المواقع الاثرية المنتشرة في واحة الاحساء، والتي اختفى بعضها بسبب زحف الرمال عليها، وبسبب التعديات البشرية.