آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 5:05 م

مختص نفسي يحذّر من الإهتمام بالزينة على حساب تربية الأبناء

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - سيهات

حذّر دكتور علم النفس مهدي الطاهر كثرة أساليب التهديد والوعيد في تربية الأبناء والتخويف من جهنم، منتقدا تغليب الإهتمام بحقيبة الزينة على أدوات التربية، والتقصير في إعداد الأبناء لمواجهة المستقبل.

وتحدث ضمن سلسلة محاضراته الذي يقدمها صباح كل ثلاثاء في مركز رفاه بسيهات مؤخرا عن أثر الإلتزام بأوامر الشرع في الإستقرار النفسي، وعلى الصحة النفسية والجسدية جرّاء ”حسن التعامل مع الآخر“، داعيا للأخذ بموارد السعادة كما بيّنتها الشريعة، واكتساب مهارة حل المشكلات.

وبيّن دور الإستقرار في إثارة الحماس والإنجاز والإبداع والتخطيط لأمور الحياة وتحقيقها بالشكل المطلوب.

وأشار لموارد ذكر الخوف في القرآن الكريم ”كالموت“، وذلك للتهيؤ وعدم الإستسلام لمطامع الدنيا والسعي لعمل الخير.

ولفت إلى حاجة الطفل في حال فقد أحد والديه للدعم وتخفيف الأذى، والتدرج في إخباره وخاصة في السنوات الثلاث الأولى من العمر.

وذكر أنواع الخوف ومنها“الفطري ”كالخوف من الصوت المرتفع، والحذر من العمق لدى الأطفال، والخوف من الموت لحماية النفس، و“ الطبيعي ”كالحذر من الظلام، و“ المرضي" كالفوبيا من بعض الموضوعات التي لاتخيف بحد ذاتها.

وتطرّق للأسباب المؤدّية للخوف المكتسب ”كالخبرات المؤلمة، والإقتران الشرطي بالمثير المخيف، التأثر“ بالنموذج ”القدوة بالمشاهدة، الضبط التربوي الزائد حسب بعض الدراسات، الصراعات والمشاكل الأسرية المستمرة بين الوالدين، التدريب الخاطيء، الأسباب الغامضة“ وتستدعي التعرف على ماضي الفرد لمحاولة الوقوف على الأسباب الحقيقية".

وحذّر من النقد والتوبيخ المستمر وأثره في زرع الخوف وزعزعة اطمئنان الطفل، مشيرا إلى أن الحذر والحرص الزائد يعوّد الإعتمادية ويمنع المبادرة والإستقلال في المواقف المختلفة.

وبيّن مخاوف الطفل في سن الرابعة - التاسعة، والتي تتصف بالخيالية"، كما تتميز تلك المرحلة بالخيال والابداع.

وأوضح تغيّر مخاوف الطفل بتحديات كل مرحلة، فمع الدخول للمدرسة تظهر المخاوف الدراسية ”أكاديمية“ كقلق الإختبارات، اختيار التخصص، القبول الجامعي، الحصول على الوظيفة، وعند الخِطبة".

ودعا بهذا الصدد إلى بناء ”ثقافة العمل الحر“ بدلا من الإعتماد على الوظيفة، والتي تعوّد الإعتمادية في الكسب بأقل جهد نهاية كل شهر، لافتا إلى أن ”تسع أعشار الرزق في التجارة“ بتوظيف ما تعلّمه أكاديميا في مجال عمله التجاري.

ولفت إلى ما يتطلبه الأمر من توافر ثلاث عناصر" وجود النية للبدء بمشروع أو النية للعمل الحر بشكل عام، البحث عن فكرة إنتاجية ذكية مناسبة وذات جدوى اقتصادية نافعة للبلد، المال ويمكن الحصول عليه من القروض الميسّرة بدون فوائد كالقروض التي يقدّمها بنك التنمية الإجتماعية.

وأردف أن الغالبية تتوقف عند عدم توفر المال وحاجة العمل الحر لرصيد مالي، مما يعيق البحث عن عمل حر مناسب، أو قروض البنك المذكور.

وأشار لعلاج الخوف والذي يبدأ بمعرفة السبب، موضحا عدة طرق منها التلقين التدريجي وإشعاره بالإطمئنان لتوليد الشجاعة، تقوية الثقة بالنفس بالتشجيع وتعزيز الممارسات الإيجابية، التدريب والتدرج في التعريض للمثير أو الموقف المخيف، وتكون نسبة نجاحه أكثر مع العمر الصغير، ويمكن استخدامه في موارد عديدة وبدون أي آثار سلبية، الإغمار الكلي والجزئي لقول الإمام علي : ”إذا خفت من شيء فقع فيه“.

ونوّه لتداخل الخوف مع بعض الأمراض الإجتماعية كالخجل الإجتماعي، لافتا إلى أن الخجل حالة انفعالية يصاحبها خوف، ومثّل لبعض أعراضها بعدم القدرة على الحديث أمام الآخرين.

وذكر حاجة الأبناء للمحبة والإهتمام والشعور بالأمن، وعدم التهديد والوعيد، أو توجيه العتاب واللوم، والتحدث عن مخاوفهم أمام الآخرين.

وانتقد قلة ما يمنحه الآباء من وقت لأبنائهم في إظهار ”المحبة والإهتمام والتقدير“ بجميع الأوقات من اليوم والعام، وتفوّق أوقات التعنيف بدرجات وأشكال مختلفة، ثم يتفاجئون بالتمرد أو سرعة الغضب أو الإنطواء في أبنائهم، أو أدمانهم للأجهزة الذكية.

وحذّر من الإستمرار في البقاء على الشعور بالخوف، مشيرا إلى أنه ”لا ينبغي للفرد أن يبقى على الخوف“، وضرورة التخلّص من المخاوف التي تعيق حركته نحو الإنجاز وتحقيق الأهداف.