آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 7:41 م

بالصور.. الكربلائي يهدي ”الريحان“ لزوار مقبرة تاروت

جهات الإخبارية نداء ال سيف - تصوير: هيفاء السادة - تاروت

بعبائته السوداء وشماغه المخطط يجلس رجل في الخمسين من عمره عند مدخل مقبرة جزيرة تاروت، وبجانبه ”أعواد الريحان الخضراء“ يوزعها مجانا على وفود الزائرين.

واعتاد الرجل بهيئته العراقية منذ عامين على التواجد في مقبرة تاروت يوم الجمعة من كل أسبوع، لتوزيع أعواد الريحان وشتلات الورد الأحمر أحيانا.

ويتوافد العشرات على زيارة المقبرة لإدخال الفرح والسرور على نفوس الراحلين خلال أيام الأسبوع ويتضاعف العدد إلى المئات يوم الجمعة، في عادة لم تنقطع منذ زمن بعيد، ولا تزال تفرض نفسها كواحدة من أبرز تجليات صلة الرحم.

ويقول أحمد القروص الملقب ب «أبو كاظم الكربلائي» في لقاء خاص ب «جهينة الإخبارية»: ”وهبني أخي قطعة من أراضيه الزراعية والتي خصصتها لزراعة الريحان، وأحرص بنفسي على تقطيعه وتنظيفه وتوزيعه كحزم صغيرة صباح الجمعة“.

وتابع القروص أحد سكان حي الشمال بجزيرة تاروت: ”جائت الفكرة حينما عرفت أن بعض الأهالي يشعرون برهبة أو خوف عند زيارة المقبرة، فأحببت انتزاع هذا الخوف منهم وتشجيعهم على زيارة موتاهم“.

المقبرة التي تتوسط جزيرة تاروت وتمثل المدفن الوحيد لأهالي تاروت والربيعية وسنابس تزدحم يوم الجمعة عادة بالمئات من الأهالي كبارا وصغارا، فمنهم من يقرأ القرآن عند القبور ومنهن من تبكي فور رؤيتها صورة فقيدها المعلقة على شاهد قبره، وأخرى تشعل شمعة أو بخورا عند القبر.

ويشير القروص وهو يهم بمناولة حزم الريحان لطفلين أمامه إلى أن حرص الشعوب الغربية على وضع باقات الورد على قبور أمواتهم، جعله يفكر في استغلال شجرة الريحان التي تسمى ملك الأعشاب وتوزيع أوراقها على زوار المقبرة.

ويجلس القروص بالقرب من صنبور المياه والذي لا يتوقف حيث يملأ رواد المقبرة دلاء الماء الصفراء والسوداء ليسكبوها على قبور أحبائهم.

ويستذكر القروص أكثر المواقف تاثيرا في نفسه والتي جعلته يبكي، حينما طلبت منه امرأة جاوزت الستين من عمرها حزمة ريحان بعد نفاذ الكمية لذلك اليوم والتي عادة تكون 200 حزمة.

ومضى يقول أن المرأة الفاقدة لولدها الشاب جلست تبكي وهي تقول ”كيف أزورك يا ولدي بدون هدية... مالي عين“، منوها إلى أنه لم يتمالك نفسه من البكاء وأسرع إلى البيت وأحضر لها حزمة كبيرة من الريحان.

وتبقى حزم الريحان التي يوزعها القروص الذي ظلّ يحافظ على لباسه ذي الهيئة العراقية ”هدية أسبوعية“، ينتظرها الكبار والصغار كل جمعة عند زيارتهم لمقبرة تاروت.



التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 4
1
راكان
[ القطيف تاروت ]: 25 / 2 / 2019م - 9:36 ص
جزاك الله خير ياابوكاظم
2
قطيفي ج
[ القطيف ]: 25 / 2 / 2019م - 9:57 ص
بارك الله فيه وجزاه الله خير الجزاء
ورحم الله امواته واموات المؤمنين
3
السيدة
[ القطيف ]: 26 / 2 / 2019م - 12:58 ص
جزاه الله خير
بس السؤال ليش اللباس العراقي
والكنية الكربلائي
عادي بشخصيته واسمه
4
ابو احمد
[ سنابس ]: 26 / 2 / 2019م - 9:38 ص
ابو كاظم صاحب القلب الابيض والأخلاق العالية لا يتاخر في مشاركة الجميع أفراحهم وأحزانهم (مثال للتعايش الصادق)
تجده في جميع المناسبات بزيه المميز وضحكته المعتادة - نسأل الله له طول العمر والصحة والعافية