آخر تحديث: 3 / 5 / 2024م - 1:36 ص

الدكتور العلوي يحذّر من التخلّف العاطفي ويدعو للتخلّق بالأنبياء

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - الدمام

أكّد الدكتور والباحث في علم النفس التربوي أحمد العلوي على أهمية إكساب الأبناء الذكاء العاطفي لما له من تأثير في إدارة حياتهم بشكل ناجح وعلاقاتهم مع الآخرين.

وحذّر في محاضرته بعنوان ”الذكاء العاطفي مقوماته وأهميته“ الأثنين الماضي، في مجلس عبد الأمير الناصر بالعنود بمناسبة اليوم العالمي لكتاب للطفل والذي استمر لثلاثة أيام، من إهمال الآباء دورهم في ذلك.

وبين ان الذكاء العاطفي مكتسب في نسبته العظمى بخلاف الذكاء العام والذي يعتمد غالبه على الوراثة.

وأشار في حديثه لـ «جهينة الإخبارية» أن الذكاء العاطفي جزء من الإجتماعي، محذّرا من الأمية العاطفية والتي تتسبب في اتخاذ القرارات الخاطئة والتقدير الخاطيء والتعاطي السلبي مع الاخرين، لعدم فهم الذات والوعي بنقاط قوتها وضعفها.

ونوّه إلى بعض المشاكل المترتبة على هذه الأمية بحسب الدراسات في ”الدخول بمراحل متقدمة من الإكتئاب لمن يعانون نفسيا، والخلافات الزوجية التي قد تصل للإنفصال، وسوء العلاقة مع الآخرين“.

وقال أن الذكاء الإجتماعي هو القدرة على فهم الذات ومشاعرها وتوجيهها لتحقيق الأهداف والسيطرة على المشاعر السلبية، وفهم الاخر ومايمر به من مشاعر والعلاقات البينية بين الآخرين، وإدراك عادات وتقاليد الشعوب وخصائصها والتعاطي معها بإيجابية.

وانتقد تقصير الخطباء في هذا الدور بتركيزهم على الجانب العبادي لا العملي، لافتا إلى أن الكثير من الآيات القرانية امتدحت سلوك النبي ص وأخلاقه في تفهم مشاعر الآخرين والصبر عليها حتى استطاع تأسيس دولة إسلامية.

وذكر أن الأنبياء والمصلحين امتلكوا ”حس اجتماعي كبير استطاعوا من خلاله التأثير بما يعرف“ بالكاريزما ”في بعدها النفسي والعاطفي من“ الإحساس بالآخرين والتعاطف معهم وتفهم مشاكلهم واحتياجاتهم، وإدارة ذواتهم".

وأضاف ”أنهم تمكنوا ان يكونوا مصلحين ومؤثرين، ولهم دور كبير في حياة الأمم والشعوب“.

ودعا إلى تنمية الذكاء الإجتماعي لدى الأبناء متطرقا إلى بعض الآليات ومنها ”عدم إبعادهم عن المجتمع، وتشجيعهم على تكوين الصداقات، وتقبل أخطاءهم، وإعطائهم مساحة للتعبير عن آرائهم ومشاعرهم، وتعليمهم مجموعة من المهارات، وإشراكهم في الفعاليات والأنشطة الإجتماعية، قراءة القصص“.

ومن جهة أخرى شاركت الكاتبة نرجس الخباز في نفس اليوم بمحاضرة عن أهمية القصة في التربية مبينة تضمينها بكثرة في القران الكريم لمناسبتها للفطرة، وما أثبتته علوم البرمجة العصبية أن الانسان مهيء للإستيعاب من خلال الأحداث وتسلسلها.

ودعت الأهل إلى استخدامها مع الأطفال في إيصال العقائد ومعالجة السلوك واختيار القدوة، وإمكانية تدخلهم باختيار القصة على أساس ذلك.

وبينت أنها كثيرا ما استخدمت القصة في تربية أبنائها وإيصال المفاهيم لهم بأسلوب سلس ومحبب.

وتطرقت إلى تأليفها قصة للأطفال بعنوان ”أرجل حوراء القوية“ وهي مستوحاة من موقف حقيقي مع ابنتها حين كانت صغيرة، تصف فيها شعور الغضب لدى الطفل وكيفية التعامل معه.

ولفتت إلى ان القصة في القرآن حفظت لنا الكثير من قصص التاريخ، مشيرة إلى أهمية الإستفادة منها في غرس القيم وتغيير السلوك إلى الأفضل.

وشارك دكتور علم النفس مهدي الطاهر في اليوم الذي يليه بمحاضرة عن ”ضياع القيم التربوية في عصر السرعة التكنولوجي“ متطرقا لأهمية القيم والآليات في كيفية غرسها لدى الابناء.