آخر تحديث: 4 / 5 / 2024م - 10:54 م

في ”عز الظهيرة“ سيدات يكافحن في سبيل لقمة العيش

جهات الإخبارية نداء آل سيف _ تصوير: بندرالشاخوري _ القطيف

وسط صخب السيارات والمارة في الشارع، وفي قلب سوق السمك بالقطيف، وفي ”عز الظهيرة“ حيث درجة حرارة تشارف على الأربعين تجلس سيدتان طوال شهر رمضان تبيعان خبز الرقاق ”التاوه“ والحليب الذي يحضر بأيديهما.

السيدتان اللتان تتشحان السواد وتفصل بينهما حافلة متوقفة على جانب الطريق، أتخذت كل منهما مكاناً لعرض بضاعتها تنتظران المارين سيراً على الأقدام أو بالسيارة لتصريف بضاعتها قبل الأخرى.

وقالت الحاجة السبعينية أم حسين انها اعتادت سنوياً الحضور إلى السوق من أجل البيع، مشيرة إلى أنها جربت مختلف البضائع لاكثر من 50 عاماً لعلها تجد نفعا وربحا في أحداهن يعادل مقدار التعب.

ومضت تقول وهي تناول أحد المارة كيسا من رقاق: أن رحلة التجارة معها ابتدأت ببيع سلات الخوص، حيث كانت تقضي جل يومها في تضفير سعف النخيل، منوهة الى انها لجأت بعدها إلى بيع الخضار والحشائش الذي تشتريه من سوق الخضار وبعدها السمك الذي كان مرهقا جسديا حيث تظطر الى حمل صواني السمك الكبيرة والثقيلة على رأسها.

وتابعت وهي تفتح كيس نقودها لتضع غلتها أنها أخيراً اختارت بيع خبز الرقائق منذ 12 عاماً لاعالة بناتها اليتامى الذين ورثوا بدورهن مهنتها، لافتة الى إنها جربت أماكن اخرى للبيع لكنها لم تجد أي مردود مادي مرضي.

وقالت بصوت متعب ”لجهينة الإخبارية“ ”بعض أصحاب السيارات يمرون علينا دون مراعاة لكراتين“ التاوه" التي تتعرض إلى التكسير وخسارتها.

بجوارها تجلس الحاجة السبعينية أم أحمد وبجانبها أيضا كراتين خبز الرقاق مع أغراش الحليب واللبن، قائلة أحرق اصابعي واصابع ابنتي من أجل لقمة الحلال.

وتقول وهي ترفع كفا بالدعاء لابنتها العزباء ”أبنتي هي التي تساعدني ولولاها لم أستمر في العمل“ مشيرة إلى الجهد الجسدي الذي يتطلبه إعداد الرقاق بدءاً من تجهيز العجينة ثم إعداده فوق صفيحة حديدية ساخنة لتنضج رقائق الخبز وانتهاءا بعرضه للبيع بالجلوس في الشارع في عز الظهيرة بحثا عن مشترين.

ومضت تقول وهي تجلس على كرسيها تحت حرارة الشمس أنها تعمل منذ 45 عاما في هذه المهنة عسى أن تجد فيها عونا على غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار.

وتابعت وهي تشير الى كراتين خبز الرقاق الذي لم يباع منه إلا القليل ”في السنوات الماضية كان هناك إقبال كبير على“ التاوه" حيث كنت أبيع كل الموجود وقد يصل إلى ستة كراتين ”مستدركة بتنهيدة تعب“ لكن الآن قل الطلب عليه لدرجة إني في أيام عديدة أعود به كما كان".

السيدتان اللتان كانتا تتحدثان والشمس تصهرهما أصرتا في حديثهما على أن الدافع الذي يعطيهما طاقة المواصلة على العمل هو الحرص على بناتهما، مؤكدتان أن قلب الأم مستعد دائماً للتعب لأجل توفير احتياجات فلذات الأكباد.

وشددت كلا منهما على أن لقمة الرزق الحلال هي ”هدفهم“ حيث يرفضان أخذ مبالغ مادية دون شراء الخبز.




 

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 9
1
لن ننسى
[ القطيف وبكل فخر ]: 31 / 5 / 2019م - 5:55 ص
انظروا للعفاف.. لم تستعبدهم الدنيا ولا أتباعها.. لكنهم أهل للحشمة ولو ضاقت الأرض بما رحبت، يبقون موالين للأعلام محمد وآله الكرام صلوات الله عليهم.

الله يحفظكم ويوسع عليكم بحق هذا الشهر الفضيل
2
أمييري علي
[ القطيف ]: 31 / 5 / 2019م - 12:55 م
الله يرزقهم من نعيمه لكن حرامات
جلوسهم في الطرقات في أجواء محرقه
وهم في هذا السن هضيمة جلوسهم في البيت أفضل لهم ولصحتهم يمكن هذه
مو فقط للقمة العيش هي هوايه فيهم مستمرين فيها فمهما يكن فأن الله
لاينسى عبده والحمد لله نحن في دوله
كلها خير
3
Abu noor
[ Qatif ]: 31 / 5 / 2019م - 2:53 م
الله يعطيهم الصحه والعافيه ، فعلا هاذا المثال للكفاح
والعمل ويستحقو الدعم

ولا لازم يكونو عندهم سوشل ميديا واعلام واسر منتجه عشان ندعمهم
4
علي عبد الكريم
[ القطيف ]: 1 / 6 / 2019م - 3:21 ص
من واجبنا جميعاً كمقتدرين و ميسوري أن نشتري من هاتين المرأتين العفيفتين وبكميات كبيرة من أجل المساعدة فلنبدأ كلنا من الغد و لنحرص على الاستمرار في هذه البادرة الإنسانية قدر الإمكان يا أهل الخير.
5
صبري على زماني
[ القطيف ]: 1 / 6 / 2019م - 5:09 م
اني بعد مستعد ابيع كليتي علاشان اولادي اهم شي اعيشهم احسن عيشى ????
6
أبوعلوي
[ القطيف ]: 1 / 6 / 2019م - 5:09 م
الله يعطيهن العافيه والرزق الحلال والله يطول أعمارهن ..
عندي ملاحظة يجب أن يكون لهن أماكن مخصصة لبيع أغراضهن
وليس كما تشاهدون في الصور في الشارع
وماخدين مواقف السيارات وأخيرا أتركوا العاطفه
و أتبعوا الشرع الشريف هل يسمح بإستخدام الطريق وأستعمال المواقف غير المخصص لها
7
وليد
[ القطيف ]: 1 / 6 / 2019م - 8:07 م
ما شاء الله عليهم أهل البلد حالهم بخير فالجمعيات المفروض منتعشة هل يساعدوهم؟
8
أبو عباس
[ ا ]: 2 / 6 / 2019م - 6:19 ص
هؤلاء في واقع الأمر حجة علينا
حجة على الغني أين عطاءك
حجة على الفقير أين صبرك وحدثه على العمل
حجة على النساء أين عفافكم وحشتكم
الله يحفظهم ويرزقهم رزقا واسعا يا كريم يالله
9
ر ع
[ القطيف / القديح ]: 2 / 6 / 2019م - 12:36 م
تعليق #6

اعذرني على تطفلي ولكن جزء من كلامك اثارني

اذا اردت ادخال الشرع في الموضوع

فهل يسمح الشرع بأن يكون هذا حال النساء والضعفاء والمحتاجين؟
وماهو واجبك الشرعي في هكذا موقف؟

ان لم تسعى لتطبيق كامل الجوانب الشرعية على المتسبب وعلى من جعل هذه النسوة تبعن تحت حرارة الشمس
فدعهن يسترزقن لعل عاطفة الناس هي ماتبقى لديهن من أمل لكسب الرزق الحلال