آخر تحديث: 6 / 5 / 2024م - 11:11 ص

”مليحة“ كتاب يوثق ذكريات أم قطيفية

سلمى العبيدي
جهات الإخبارية نداء آل سيف، تصوير: سلمى العبيدي- القطيف

جمع الفوتوغرافي المعروف نسيم العبدالجبار مقتنيات والدته الراحلة مؤخرا، في كتاب أطلق عليه اسم والدته ”مليحة“.

ووقع العبد الجبار يوم الخميس كتابه الذي يحكي سيرة والدته من خلال 14صورة لاغراضها وأدواتها بالإضافة إلى صورة يدها في أيامها الأخيرة في المستشفى.

وقال العبد الجبار أن الكتاب يتضمن صوراً ونصوص للشاعر فاضل الجابر الذي أعاد صياغة النصوص التي كتبتها".

واختصر الفوتوغرافي مهارة المرأة القطيفية بصورة لآلة الخياطة اليدوية السوداء الخاصة بوالدته الراحلة، موضحا أنها الآلة التي تحتضنها الأمهات لترميم أقمشة الأولاد التي تمزقت أثناء التعلق على شجرة اللوز أو لعب كرة القدم.

”زينة يا خلف ابويي.. أنت شحالك“ هكذا كانت ترد والدة نسيم حين يسألها عن أحوالها، وهي بجانب ”القدو“ الذي صوره عبد الجبار وعبر عنه بأنه فاكهة المجلس ومسامر الليالي للنسوة في منطقة القطيف، مشيراً الى ان ”مليحة“ تركت التدخين خلال السنوات الثلاث الأخيرة من حياتها بعد تشخيصها بمرض السرطان.

وأصر العبد الجبار على توثيق كرسي صلاتها وجلباب الصلاة الأصفر البهي الذي اعتادت والدته على ارتداءه للصلاة، مستحضرا صورا لكتاب الأدعية والسبحة والعطر والتربة الحسينية.

وعكس الخمسين عاما التي قضاها والديه، بصورة تجسد المحبة والحنان بين الزوجين الذي عبر عنها الفوتوغرافي ب ”لذيذ العمر“، بالإضافة إلى صورة الحقيبة وما بداخلها من مقتنيات كالمعقم وحافظة الأدوية وعلبة السكاكر.

وكأي ام فطيفية لا تستغني عن المجاميع والكتب التي تحوي مرويات اهل البيت، وثق الولد المشتاق لأمه صورا لكتبها وهو يتذكر صوتها الرخيم وادائها الإيقاعي.

وكما كانت والدة نسيم تهتم بتفاصيل هندامها، أهتم بتوثيق تفاصيل ادواتها مشيرا الى ”عصا الهيبة“ التي تطلقه الراحلة على عكازها الذهبي المواكب لنسق اناقتها.

الصورة الأخيرة في الكتاب كانت ليد ”مليحة“ وهي على سرير المرض في أيامها الأخيرة، وكتب نسيم بجانبها عبارات الشوق والاعتراف بحبه لوالدته وكأنه يصرخ ”أحبك جدا“ لاسيما وهو ينظر لورقة موعد الأسنان التي لن يأخذها اليه.

وتوفيت والدة نسيم في شهر محرم الماضي المصادف لشهر سبتمبر 2018.

العبد الجبار الذي كان غاصا بحرارة الذكريات قال ”أن فكرة عمل مشروع خاص بالوالدة جاءت في يوم رحيلها“ موضحاً تسجيل كتابه ضمن جائزة الإنجاز ليكون حافزا له على إتمام المشروع.

وبصوت مخنوق قال "لو كان الكتاب عن شيء آخر غير أمي لتحدثت بشكل أفضل.

يذكر أنه صدر لعبد الجبار ثلاثة كتب إلكترونية سابقا منها ”تحت رائحة الجنة“ الذي استعرض فيه مشاهد من زيارة الأربعين للإمام الحسين.