آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 9:02 م

الشاعر الشيخ يوقع ”كرز“ بمنتدى الحضارات

جهات الإخبارية نوال الجارودي - القطيف

وقع الشاعر علي الشيخ ديوانه الشعري ”كرز“ بحضور لفيف من الشعراء والأدباء والفنانين وذلك في أمسية أرقامها منتدى الخط الحضاري بحي الحسين.

وانطلق الشاعر ياسر الغريب مقدما للحفل ومتحدثا عن تجربة الشيخ عن كثب وراح يصدح بترانيمه حول الأشغال الكرزي لدى الشاعر، وعرض أثناء تقديمه شهادات معاصرة حول كرز لمجموعة من أصدقاء الشعر والأدب.

وقال الشاعر علي الجدعان من المدينة المنورة: كرز عنوان يختزن الحمرة والحموضة والحلاوة ويختزل الدهشة في أبعادها اللوني والتذوقي والشكلي وهو مانجح فيه علي مكي الشيخ في منجزه الشعري الموسوم ب ”كرز“.

وأضاف: يواصل الشاعر المتمرد في صمت والعازف على الوتر السابع علي مكي الشيخ إنشغاله بنسج مجازاته الحريرية بإبرة تجيد النسج والتطريز في آن واحد فهو يحاول دائما الهروب من رتابة الصورة التقليدة إلى فضاءات اللغة المتفجرة بكل الاتجهات باحثة عن ألف صورة من ألف قطعة فسيفسائية المجاز تشكل غرفة مرايا يرى القارئ فيها وجهه في صور متعددة لكنها ليست هو.

وأكمل: العنوان والصورة واللغة عند الشيخ تشبه الى حد كبير رسوم الأطفال وشخبطاتهم العفوية فهو بنفس الألوان يرسم المعنى الواحد في كل مرة بصورة مختلفة ليعبر من خلال أشكاله الكتعددة إلى حقيقة اللغة ومجاز القارئ وسريالية الشاعر في آن واحد. "

وعبر ماجد الشريف عن رأيه في الديوان فقد قائلا: ابتداع أدبي من الومضة هذه الخصيصة الشعرية هي بدعة أدبية مختزلة.

وأضاف والبدعة خروج على القانون لكلي للموضوع وهي ترتكز على الإيجاز والاختزال والتسلسل في المعنى المراد وهذا الديوان هو ابتداع أي افتعال فكري قبل أن يكون أدبي اوجز لنا فكرة واختزلها صاحبها في قالب وصفي ذهني وهنا تأتي لغة البلاغة لأن البلاغة تصب في معنى القالب الكلامي ولا تعنى بالكلمة المفردة.

ومضى يقول: هي من خصائص الشاعر والفنان في تخصصه وقدرته على طرح ومضته بصورة تسرد عدة معاني في تسلسل قائم دون اضطراب في المعنى اللفظي فهي تعتمد على نوع الإضافة أو الكناية أو التصريح الضبابي في لباسها الفني بصورة انزياح غير شاذ، وقد أجاد الشاعر علي مكي في اقتناص تجربته اللغوية والشعرية في وضع ما يريد بصور متعددة من الوحي الكلامي في صياغة الومضة وهنا اشيد بهذه التجربة التي قلما نراها في صورة ديوان خاص بها.

وأضاف الشريف: أن عمود الانزياح بحاجة إلى توافق ذهني في التصور لا يبتعد عن الشذوذ وتوحش المعنى عند صياغة الفكرة، ليكون ديوان ”الومضة“ السريعة في عالمنا الشعري بالقطيف، فالدهشة تنبع من امتلاكه لزاوية في الرؤية تختلف عن زوايا الشعراء الآخرين.

وأشار في حديثه إلى أن العادة أتت بالتركيز على الموضوع ضمن القصيدة الطويلة وتنبني خلالها على مجموعة من الصور بينما هنا نشاهد العكس، إذ نجد أن الومضة الواحدة تحمل قدرا كبيرا من الإبداع المدهش وأيضا تعمل على الانبناء مع بقية الومضات لتشكيل دلالة الديوان أو صورته الكلية.

وبين الشريف أن الديوان خفيف، سهل الهضم، فاتح للشهية، صغير الحجم، يصل إلى الهدف من الوهلة الأولى، مدهش، يتميز بالابتكار والجدة، أراها الميزات الأبرز للديوان.

من جهته شارك الحفل الشاعر محمد سلمان ال قرين بقراءة نقدية مفصلة حول أبعاد التقنية والتكنيك المتبع لصياغة الومضات الكرزية.. وتعالج الكثير من الزوار اللغوية داخل العمل لغويا.

وتقدم الشاعر فريد النمر بورقة تحليلية رائقة حول تجربة الشيخ في كرزه، كما شارك الشاعر رائد أنيس الجشي بقصيدة شعرية فارغة أتحف بها الجميع.

وكان مسك ختام الأمسية مع الشاعر صاحي الديوان حيث افتتح كلمته عن الحب مستشهدا بأبيات الشاعر إيليا أبو ماضي: قال قوم إن المحبة إثم، وحي هذي القلوب ما أبغاها، إن نفسا لم يشرق الحب فيها، هي نفس لا أدري ما معناها، أنا بالحب قد وصلت إلى، نفسي بالحب قد عرفت الله.

وقال الشاعر الشيخ لصحيفة ”جهينة الإخبارية“: الحب حين يطبع مرايا في النفوس فإنها تعانق الغيب طهرا تتراقص الجمال رهبة في ترنيمة أبدية، الحب يستضيف كل من مروا عليه يعتق أنيابه بهم ويعتبر في دنانهم نبيا شهريا يقرأ أفضل تلاواته على مدد الأرواح السكر به أقداح العشاق.

وراح الشاعر الشيخ يهدد ذكريات من مروا على ذاكرته الشعرية وتعالوا مع تجربته المشغولة بصناعة الإبداع منوها ومزيدا بقطيفه الحياة بالكثير من الضوء.

وتوجت خواتيم الأمسية بتقديم شهادة الشكر من منتدى حوار الحضارات للشاعر الشيخ، كما قدمت دار أطياف - التي تولت طباعة الديوان للشاعر - درعا تكريميا لصانع الكرز.