آخر تحديث: 26 / 4 / 2024م - 1:52 ص

الشيخ المشاجرة: بنية الدين وحقيقته نالت اهتمام العلماء والفلاسفة

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - سيهات

أكد الشيخ إسماعيل المشاجرة في محاضرته التي ألقاها بمجلس الرضا بسيهات أول أمس على أن ”بنية الدين وحقيقته“ من المواضيع التي استرعت اهتمام العلماء بالبحث والخروج بالنظريات.

وأوضح تأثر علماء الغرب بأطروحات المسلمين في ذلك مع عدم نسبته إليهم في أكثر الأحيان، كما في ”الأسفار الأربعة“ في كتاب وايت هايد ”كيف يتكون الدين“، لافتا إلى ورود هذه الفكرة في العرفان الإسلامي.

وذكر أن بدايات الدين في نظرية هايد تبدأ بشعله ثم تنفجر، ومما يساعد في حدوثها تنقية الداخل بالتنزه عن الغرائز والإنخراط في الدنيا.

وأشار إلى رؤيته في أن وظيفة المتدين لتعميق النقاء بداخله تكمن في ”إدارة الداخل“ واصفا إياه أنه من أهم العوامل التي تنمي حالة الورع والتقوى وتساعد في جهاد النفس وتنعكس على السلوك.

ونوه المشاجرة إلى تأثر بعض علماء الشرق بأطروحات غربية وتلبيسها بمفردات إسلامية كما فعل عبدالكريم شروس في أطروحته التي عمد فيها إلى تقسيم بنية الدين الى ”أصيل، ولصيق“.

وبين ما يعنيه سروش في أن ”الاصيل“ هو جميع ما اتفقت عليه الأديان، ويشمل ”اللصيق“ الشرائع التي اختلف فيها الأنبياء، لافتا إلى زعمه أن من يستقريء النصوص الدينية يجدها تدعو للمعاد دون المعاش، ودعوته كما هايد في تنقية الداخل لتنمية الإرتباط بالغيب.

وتطرق المشاجرة إلى أهم الأطروحات التي طرحت في بنية الدين ومنها ”المقدس والمدنس“ والتي مرت بثلاث مراحل علمية وتاريخية.

ونوه إلى ماذكره عالم الإجتماع أوجست كنت من أن ”المجتمعات تبحث عن الله في الطبيعة والظواهر الخارجية“، بينما يرى الفيلسوف شلاير ماخر أن بحث المجتمعات عن الله يكمن في ”بحث الإنسان بداخله عن كل ما يربطه بالمطلق“.

وذكر ماتوصل له الفيلسوف الألماني فوير باخ من أن المجتمعات في بحثها عن الله انتهت إلى ”عبادة أمور خارجية“ الأصنام والأوثان - الطوطم".

وأشار إلى ماذكره عالم الإجتماع الفرنسي دور كايم من أن التدين عند المجتمعات يقوم على ”العزل بين العالم القدسي والدنيوي، وأن الدين يقوم على معتقدات تعزل بين العالم المقدس والوسط غير المقدس“.

وتطرق إلى ما ذهب إليه الفيلسوف الألماني رودولف أوتو في أن المقدس يجب أن يقوم على ”رحلة داخلية في النفس يسبر فيها الإنسان أغواره حتى يصل إلى المقدس فيعانقه، ويتصل فيها بالله خلال ثلاث أبعاد“ الجلي والساحر والغيبي".

وأوضح ما يعنيه بالبعد ”الغيبي“ في الشعور بالخوف والإفتقار إلى الله، ”والساحر“ في كونه مثقل بالحب والرحمة والشفقة وهو سر الإنجذاب لله والدين، ويربط ”الجلي“ بحالة التمييز بين الخير والشر ”الضمير“.

وبين المشاجرة أن هذا الطرح يتلاءم مع مفهوم ”الفطرة“ في أدبياتنا، والطرق الموصلة الى الله وتتمثل في ”الحب والخوف والرجاء“.

ونوه إلى ماذكره الفيلسوف الروماني مرسيا إلياد من أن المقدس الذي تبحث عنه المجتمعات أصابته ”الكدورة“ مع تقدم التاريخ والحضارات فابتعدنا عن الجذور الدينية ونقاء الفطرة".

وبين رفض الفيلسوف هنري كوربان فكرة ”تلوث المقدس أثناء رحلة المجتمعات الانسانية“، معللا أنه لو حدث ذلك بالفعل ”لابتعد الناس عن رحلة التدين الصحيحة، ولما استطاعو الإهتداء إلى العقيدة آخر الزمان“.

ولفت إلى اعتناق هذا الفيلسوف للطرح الإسلامي في أنه لابد من وجود ”حجة وممثل إلهي مجلي وممثل للقداسة في كل زمان ومكان“.

ووصف المشاجرة بحث هؤلاء العلماء وجهودهم بالجميلة، لافتا إلى أنهم لو انفتحوا على التراث القرآني والإسلامي ”لوفروا جهودا بالغة، وأبدعوا إبداعات علمية دقيقة في علم الأديان“.

وذكر أن من أهم الخصائص التي تقوم عليها بنية الدين في القرآن خصوصية ”الفطرة“ وهي المنطقة التي يُعبّر عنها بالساخنة وبمعانقتها نستطيع بذر مضامين العقيدة لتتفرع بتحولات لانهائية.

وأضاف مفهوم ”الحنفية“ وهو المستقيم والخطوات المتتابعة بلا نهاية، ولا تقتصر على بعد دون آخر.

وقال أن الدين ”حقيقة وجودية“ وليست معارف فقط، ومتى التحم الإنسان بها أصبح مظهر من مظاهر الله في وجوده.

وأوضح أن من يرتبط بالقرآن وآل البيت ع ارتباط الواثق المتيقن يبقي على العهد كما كان أصحاب الحسين ع.