آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 1:39 ص

البث المباشر لمحاضرة الشيخ حسن الصفار «الليلة السابعة»

جهات الإخبارية

محاضرة الليلة السابعة لموسم عاشوراء لعام 1441 هـ للشيخ حسن الصفار والتي بعنوان:

«الشخصية بين الاستقلالية والتبعية»

?v=lgc3dv82KJk&feature=youtu.be">لمشاهدة المحاضرة هنا 

سيناقش الشيخ حسن الصفار في هذا الموضوع ثلاثة محاور أساسية: الاول: توكيد الذات، الثاني: الانسان كائن مسؤول، والمحور الثالث: الاتباع الواعي والتبعية العمياء.

الشيخ #حسن_الصفار : يعتبر مفهوم التوكيدية او توكيد الذات من المفاهيم الحديثة في مجال علم النفس، وهو يعني قدرة الفرد على الإفصاح عن مشاعره الإيجابية والسلبية والتعبير عن آرائه والعمل على حماية مصالحه وحقوقه مع احترام حقوق الآخرين.

الشيخ #حسن_الصفار : التعبير عن المشاعر والأحاسيس هي انعكاس صور الأحداث والأشخاص على لوحة نفس الإنسان، حيث يواجه ما يسره وما يحزنه، ومن يرتاح إليه ومن يزعجه، وما يرضيه وما يغضبه. هذه الانطباعات تترجمها المشاعر والأحاسيس، والتي تظهر على قسمات وجه الإنسان، وعبر أحاديثه وكلامه.

الشيخ #حسن_الصفار : في الحالة السوّية يفصح الإنسان عن مشاعره تجاه الأشياء والأحداث، مما يجعله أكثر حيوية وتفاعلاً مع الحياة، ويجدد نشاطه النفسي والعاطفي، وينظّم علاقته بما حوله.

الشيخ #حسن_الصفار : قد يكبت الإنسان مشاعره ويقمعها، مما يحدث له إيذاءً نفسياً، ويضعف تفاعله مع الواقع المحيط به، وبمرور الزمن يصاب بتبّلد الأحاسيس وجفاف المشاعر. ولعل من معاني قسوة القلب الذي تحذر منه النصوص الدينية، هو كسل مستوى الأداء العاطفي، وجمود المشاعر والأحاسيس الإنسانية.

الشيخ #حسن_الصفار : التفاعل العاطفي هو ميزة إنسانية يختلف بها عن الجمادات التي لا مشاعر لها، فإذا تجمدّت مشاعر الإنسان، تساوى مع الجمادات، يقول تعالى: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً.

الشيخ #حسن_الصفار : من المحبّذ أن يعبر الإنسان للآخرين عن مشاعره الإيجابية تجاههم، مما ينشّط أداءه العاطفي، ويسعد الآخرين، ويقوي علاقته بهم. ويأتي في هذا السياق الحث على إبداء الشكر والاحترام للمحسنين: جاء في الحديث عنه ﷺ: «لا يشكر الله من لا يشكر الناس».

الشيخ #حسن_الصفار : إبداء المشاعر له وظيفة إيجابية في حياة الإنسان، وكبتها وقمعها حالة غير سويّة لها مضاعفات سلبية، وقد تفرض الظروف الخارجية على الإنسان ذلك، لكن البعض من الناس يمنعهم من إبداء أحاسيسهم، انخفاض المستوى التوكيدي في شخصياتهم، وضعف ثقتهم بذواتهم.

الشيخ #حسن_الصفار : (التعبير عن الرأي) هو نتيجة لتطور ساحة المعرفة الإنسانية، وهو ما يكون بتداول الآراء وتلاقحها، ولو انطوى كل إنسان على رأيه وفكرته، لما تقدمت حياة البشر خطوة واحدة في أي ميدان من الميادين.

الشيخ #حسن_الصفار : إن التعبير عن الرأي ينشّط حركة الفكر عند الإنسان، ويشجعه على المزيد من العطاء، كما يساعد في بلورة الرأي وإنضاجه، وتبيّن موقعه من الصحة والخطأ. ويشكل إسهاماً وإثراءً لساحة المعرفة. وتقويماً للأوضاع الاجتماعية.

الشيخ #حسن_الصفار :التعبير عن الرأي من أهم مقاييس تقدم المجتمعات، حيث تعاني المجتمعات المتخلفة قيوداً على حرية التعبير عن الرأي وفي الجانب الذاتي، يمارس الإنسان على نفسه قمعاً ذاتياً، ويصادر حقه في التعبير عن رأيه، حذراً من مخاوف وهمية، وانتقاصاً من قدراته، وتشكيكاً في قيمة آرائه.

الشيخ #حسن_الصفار : يحدث مثلاً أن تُتداول الآراء في شأن من الشؤون، ويبدو للإنسان فيه رأي، لكنه يتردد في طرحه، حتى إذا طرحه آخرون، وأستحسنه الجميع، لام نفسه على تردده وتوقفه عن إبداء رأيه.

الشيخ #حسن_الصفار : المنطق الأساس لسمة التوكيدية هي الثقة بالنفس وتقدير الذات. وتتعزز هذه السمة عبر التربية السليمة والبيئة الاجتماعية المناسبة.

الشيخ #حسن_الصفار : لقد وهب الله تعالى للإنسان قدرة عقلية هائلة، من اجل ان يستخدمها في التفكير والنظر الى الأمور والاشياء، كما منحه طاقة نفسية عظيمة يستمد منها الإرادة لاتخاذ المواقف والقرارات وإنجاز المهام والوظائف.

الشيخ #حسن_الصفار : على الانسان الحذر من أن يجمد قدراته وطاقاته اعتمادا على الغير، فلا يجتهد في التفكير بعقله وانما يعتمد على عقول الآخرين ليفكروا نيابة عنه، ولا يقرر هو لنفسه المواقف بل يتبع مواقف الآخرين. فذلك يعتبر تنازلا عن اهم ميزات ومقومات انسانيته.

الشيخ #حسن_الصفار : الإنسان هو من يتحمل تبعات آرائه ومواقفه ونتائج اعماله، فعليه ان يتأكد شخصيا من الفكرة التي يعتنقها او الموقف الذي يتخذه، لأنه مسؤول عن ذلك في الدنيا والآخرة.

الشيخ #حسن_الصفار : الإنسان حين يفقد ثقته بنفسه ويضعف تقديره لذاته يصبح إمعة يتبع الآخرين.

الشيخ #حسن_الصفار : الحساب يوم القيامة فردي وليس جماعياً، مما يعني أنّ كلّ إنسان سيقف أمام منصّة القضاء الإلهي بمفرده، بعيدًا عن قومه وجماعته، يقول تعالى: ﴿وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا، ويقول تعالى: ﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ.

الشيخ #حسن_الصفار : هل تعني الاستقلالية ألا يتبع الإنسان أحدا في هذه الحياة، ولا يأخذ برأي أحد؟ إن الإنسان لا تحيط معلوماته بكل الجوانب والأمور (قل للذي يدّعي في العلم معرفة.. علمت شيئاً وغابت عنك أشياء). ومن ثم فإن ذهن الانسان لا يتسع للتفكير في كل الأشياء.

الشيخ #حسن_الصفار يؤكد أن من اهم الامور التي ينبغي على الانسان ان يرجع فيها للآخرين، هي مرجعية العقل الذي يضع له ضوابط الاتباع والآخذ من الآخرين.

الشيخ #حسن_الصفار : العقل يدعو الانسان لاتباع ذي العلم والاختصاص في علمه واختصاصه، فيطيع الطبيب، ويأخذ برأي المهندس، ويتبع فتوى الفقيه الجامع للشرائط. كما أن عليه أن ينظر في نصيحة من ينصحه.

الشيخ #حسن_الصفار : بعض الناس يقع في هاوية التبعية العمياء، فيتبع الآخرين دون مبرر معقول للاتباع. انما باندفاع عاطفي، او بسبب انعدام ثقته بنفسه وتقديره لذاته، او لكسله عن التفكير، وضعفه في اتخاذ القرارات والمواقف.

الشيخ #حسن_الصفار : من الامور التي يُخشى على الإنسان فيها هي مسألة الاستسلام لتأثير الوالدين، ويكون لهذا التأثير بلا وعي ولا حدود، على حساب العقل والمبادئ والقيم، حين تنسحق شخصيته، ويذوب كيانه أمام والديه، إلى الحدّ الذي يكون فيه إمّعة، يسلك معهما حتى طريق الضلال والانحراف.

الشيخ #حسن_الصفار : التعاليم الدينية تنبّه الإنسان إلى أن يتحمّل مسؤولية نفسه، ويفكر في قراراته، ويختار طريقه بوعي وإدراك، وليس على نهج التبعية المطلقة للوالدين.

الشيخ #حسن_الصفار : قد ينبهر الإنسان بشخصية ما فيتماهى فيها، ويتبعها دون تفكير أو وعي. لكن اتباع أي زعامة أو قيادة يجب أن يكون في إطار القيم والمبادئ، وبالوعي والتفكير، وليس بالطاعة العمياء.

الشيخ #حسن_الصفار : حينما يلتف الناس حول قائد يثقون به لكفاءته، فإنهم قد ينبهرون به وبما يقدّم من أفكار، ويتخذ من مواقف، إلى درجة تجميد عقولهم، فيستغلّ بعض القادة المنحرفين هذه الحالة.

الشيخ #حسن_الصفار : القائد الديني الحقيقي هو الذي يثير في الناس دفائن عقولهم، ويدفعهم للتفكير. وللاسف هناك قيادات غير واعية تقفل الصندوق على عقول اتباعها فلا يطلعون على رأي آخر ولا يلتقون بذوي رأي آخر.