آخر تحديث: 6 / 5 / 2024م - 12:06 م

5 مفاتيح لجودة حياة ”الشباب“

جهات الإخبارية

أكد الشيخ عبدالله اليوسف على «مفهوم جودة الحياة»، وأهمية حيازة وامتلاك المفاتيح التي تساهم في تجويد الحياة وتحسينها.

واعتبر في خطبة الجمعة أن الإمام الصادق رسم للأمة من خلال وصاياه وتعاليمه ثقافة الحياة.

وأضاف: من المفاهيم التي تحظى بأهمية كبيرة دراسة وبحثاً واهتماماً في القرن الواحد والعشرين هو مفهوم جودة الحياة.

وقال يعد هذا المفهوم من البحوث الأسرع نمواً في مجال الطب النفسي في العالم المعاصر، كما يعتبر مقياساً لمستوى رفاهية الأفراد والمجتمعات الإنسانية، وشعورهم بالسعادة والرضا عن حياتهم، والقدرة على التعايش مع مجتمعاتهم المتغايرة.

وقال: إن الشعور بالرضا والسعادة، وإعلاء القيم الروحية والأخلاقية، وتبادل مشاعر المحبة والمودة، ووجود الأمل، ونمو الثقافة تمثل جميعها دافعاً قوياً لتحقيق جودة الحياة وتحسينها في حياة الأفراد والمجتمعات معاً.

وعدد اليوسف بعض مفاتيح جودة الحياة التي أشار إليها الإمام جعفر الصادق في وصاياه وإرشاداته وتعاليمه القيمة لأصحابه قائلاً: عندما نقرأ تراث هذا الإمام العظيم - وهو تراث ضخم للغاية - سنجد فيه إشارات مهمة لامتلاك مفاتيح جودة الحياة، ومن خلالها يمكن التمتع بتجويد الحياة، والعيش بكرامة ورفاهية وسعادة.

واعتبر أن المفتاح الأول لجودة الحياة هو تحلي الإنسان بالقيم الروحية والمعنوية والأخلاقية، لأن هذه القيم تجعل المرء يشعر بالرضا والسعادة.

وبيّن أن المفتاح الثاني لجودة الحياة هو امتلاك العلم، فمن يملك العلم يملك الحياة، فالعلم هو طريق التقدم والرقي، ولذلك حثّ الإمام الصادق الشباب على طلب العلم.

وأضاف: إن أفضل فرصة لكسب العلم عندما يكون الإنسان في مرحلة الشباب، فهي المرحلة التي يتم فيها تكوين شخصية الإنسان ورسم معالم مستقبله.

وتابع: ولأهمية العلم في حياة المجتمعات الإنسانية، وصناعة الرقي والتقدم والازدهار، وحيازة «جودة الحياة» دعا الإمام الصّادق أصحابه ومحبيه إلى طلب العلم مهما كانت المشاق والمصاعب في سبيل تحصيله، حيث قال: «اطلُبوا التَّعَلُّمَ ولَو بِخَوضِ اللُّجَجِ وشَقِّ المُهَجِ».

واعتبر أن العلم هو أصل كل شيء، وهو أشرف وأرفع منزلة من غيره، كما أشار إلى ذلك الإمام الصّادق بقوله: «العِلمُ أصلُ كُلِّ حالٍ سَنِيٍّ، ومُنتَهى‏ كُلِّ مَنزِلَةٍ رَفيعَةٍ».

ودعا الشباب ألا يتوقفوا عند مرحلة من مراحل طلب العلم، فالعلم لا نهاية ولا حدّ له.

وقال الشيخ اليوسف أن سعة الرزق هو المفتاح الثالث من مفاتيح جودة الحياة، ومما يوجب ذلك الانخراط في الأعمال التجارية المرابحة.

ودعا الشيخ اليوسف الشباب إلى العمل في التجارة والأعمال الحرة، لأنها تجلب السعة في الرزق، وتحسن من الحالة الاقتصادية للإنسان، وهي بلا شك تساعد على تجويد الحياة وتحسينها.

واستطرد قائلاً: على الشباب الاستفادة من أصحاب التجارب التجارية الناجحة، ومعرفة أصول وفنون وقواعد التجارة، واستخدام التفكير والتخطيط والأسس العلمية في التجارة.

وتابع: إن التجارة اليوم تطورت كثيراً، وأصبح هناك مجالات جديدة كالتجارة الالكترونية والمنزلية التي تقدر بمليارات الدولارات في العالم.

واعتبر أن المفتاح الرابع من مفاتيح جودة الحياة هو الحفاظ على الصحة، والوقاية من الأمراض، فالمرء الذي يتمتع بصحة عالية يشعر بالسعادة، ويمتلك القدرة على العطاء والإنجاز والتميز.

وختم الشيخ اليوسف خطبته بالحديث عن المفتاح الخامس من مفاتيح جودة الحياة وهو تمتين العلاقات الاجتماعية العامة، وألا يكون الاختلاف في الدين أو المذهب أو التوجهات الفكرية وغيرها حاجزاً عن التواصل مع الآخرين.

ولفت إلى أن الإمام الصادق ركّز في عدد من أقواله على أهمية تمتين العلاقات بين الناس، والتواصل والانفتاح عليهم، ومشاركتهم في أفراحهم وأتراحهم، من خلال عيادة المرضى، وتشييع الجنائز، وأداء الأمانة، وصدق الحديث.

وأنهى خطبته بالقول: إن الإمام الصادق رسم للأمة من خلال توجيهاته ووصاياه وتعاليمه القيمة ثقافة الحياة، وبين المفاتيح الذهبية التي يؤدي امتلاكها إلى الولوج في جودة الحياة وتحسينها.