آخر تحديث: 26 / 4 / 2024م - 1:52 ص

2020

محمد أحمد التاروتي *

يُستقبل العالم العام الجديد بمزيد من الامل، والتفاؤل على البشرية جمعاء، فالعام الفائت حمل معه الكثير من الآلام والعذابات في العديد من البلدان، جراء الحروب القائمة في اكثر من نقطة في العالم.

يأتي العام الجديد في ظل اوضاع اكثر تعقيدا على المستوى السياسي، اذ ما تزال العديد من الازمات مستمرة منذ سنوات، جراء تضارب مصالح الأطراف الفاعلة في تحريك تلك الازمات، سواء في الشرق الاوسط او العالم بشكل عام، الامر الذي ساهم في ازهاق الآلاف جراء المعارك المستعرة في تلك المناطق الساخنة، وبالتالي فان سقف الامال باختفاء تلك الازمات يبقى منخفضا، نظرا لتباعد مصالح الاطراف الفاعلة في تلك الازمات السياسية.

العام المنصرم سجل العديد من التدخلات في الدول الاخرى، بعضها نجح في الإطاحة بالحكومات المعارضة ونصب حكومات موالية، والبعض فشل في تحقيق أهدافه باسقاط الحكومات المعارضة لها، مما يعطي مؤشرات غير مشجعة بخصوص التحرك الجاد، لادخال العام في مرحلة الاستقرار والسلم، نظرا لاستمرار التوتر بين الدول الكبرى في العديد من الملفات الساخنة، وبالتالي فان الساحة الدولية ستبقى ملعبا لتصفية الحسابات على حساب الاطراف الضعيفة.

الازمات الاقتصادية تشكل احد التحديات الكبرى في العالم، فهناك العديد من الازمات الخانقة التي تواجه الاقتصاد العالمي، مما يفرض التحرك الجاد في العام الجديد للسيطرة على تداعياتها، لاسيما وان الاثار المترتبة على تعميق تلك الازمات الاقتصادية، ليست خافية على الوضع المعيشي لمختلف الشعوب، حيث تحتل الحرب التجارية الامريكية - الصينية الاولوية في مجمل الازمات الاقتصادية، خصوصا وان استمرار تلك الحرب يؤثر على الاقتصاد العالمي بشكل عام، نظرا لما يمثل الاقتصادان الامريكي والصيني من ثقل كبير، في حركة التجارة العالمية، وبالتالي فان بقاء تلك الحرب ينعكس على النمو الاقتصادي العالمي، بحيث يقود لحالة من الانكماش جراء المخاوف من تداعيات هذه الحرب القائمة بين أقوى اقتصاديات العالم.

الحفاظ على البيئة يحتل مساحة واسعة من اهتمامات المنظمات البيئية العالمية، جراء استمرار التلوث جراء الأدخنة التي تطلقها المصانع العالمية، لاسيما وان ارتفاع مستوى التلوث يؤثر على الصحة العامة على ظهر كوكب الارض، مما يستدعي تكاتف الجهود لحماية البيئة من التخريب المتعمد لأرباب المصانع، وبالتالي فان الجهود المبذولة لتقليل حجم التلوث ما تزال غير فاعلة، ولا تلقى أصداء كبيرة، بالرغم من الجهود التي تبذل من المنظمات الدولية وغيرها من المنظمات الاهلية، حيث يأتي انسحاب الادارة ترامب من اتفاقية باريس للمناخ، ليزيد من المخاوف من استمرارية العبث العالمي بتلويث المناخ في الارض.

العام الجديد يمثل بارقة امل وسط أكوام من الإحباطات، جراء الممارسات الكثيرة التي تدخل اليأس في النفوس، اذ ما تزال الامال معقودة على سكوت أصوات المدافع، واختفاء مناظر الدماء في الشوارع، وانتهاء عمليات التشريد والنزوح القسري للأبرياء، نتيجة اشتعال الحروب، لاسيما وان العام الفائت سجل اشتعال عدة أزمات في العالم العربي، لتضاف الى مجموعة الازمات الجاثمة على صدر الوطن العربي، منذ عدة سنوات، ومنها الحرج الفلسطيني النازف منذ سبعة عود، نتيجة استمرا احتلال اسرائيل للأراضي الفلسطينية، وممارساته الوحشية بحق الشعب الفلسطيني.

كاتب صحفي