حسن.. طلب ”الهوية الوطنية“ صباحا.. وتوفي مساء
في مفارقة صادمة.. تقدم حسن «11عامًا» صباح أمس الأحد بطلب الحصول على بطاقة الهوية الوطنية السعودية.. لكنه لن ير البطاقة، فقد شاء القدر أن يجري التقديم على طلب شهادة وفاته بعد ذلك بساعات.
تلك هي باختصار قصة حسن رياض آل سعيد، من محافظة القطيف الذي اختاره الله إلى جواره مساء أمس الأحد إثر حادث صعق كهربائي من عمود انارة ليس بعيدًا عن منزل والديه.
وبقلب منكسر يتحدث علي بزرون، خال الفقيد حسن، الذي يدرس في الصف الخامس بمدرسة سعد بن الربيع الابتدائية، قائلا ان ابن شقيقته طفل ذكي ومتحدث بارع، يخيل لمن يتحدث معه بأنه أكبر سنا مما هو عليه، فهو يجيد الإعتماد على نفسه ويجيد التصرف دوما.
وصباح أمس الأحد كان حسن رفقة والده قد تقدم بطلب استخراج بطاقة الهوية الوطنية في مكتب الأحوال المدنية بمحافظة القطيف.
وعن تفاصيل الحادث الأليم الذي راح ضحيته حسن ليلة البارحة يقول: كان حسن وثلاثة من أطفال العائلة، قريبا من منزل والديه، وسقط مفتاحه في بقعة من مياه الأمطار المتجمعة التي شهدتها المنطقة بالأمس، مضيفا أنه وبمجرد لمس الطفل عمود الإنارة أصابته صعقة كهربائية أردته صريعًا على الأرض.
وتابع بصوت مخنوق: عند الثامنة وخمس وثلاثون دقيقة بالتحديد سمعت الأم صراخ الأطفال، لتسرع هي وشقيقتها إلى الشارع ولتجد حسن، ممددا وسط بقعة المياه، فضمته إلى حضنها منتظرة تدخل أحد المارة لإسعافه للمستشفى.
وببصيص من الأمل استنجدت الوالدة المصدومة بأحد المتواجدين في الكورنيش لأخذهم لأقرب مستشفى.. لكن القدر كان أسرع فقد فارق الطفل الحياة.
ومضى الخال قائلا أنه وبمجرد وصول الخبر لنا أسرعنا أنا ووالد حسن نحو المستشفى لكن وصلنا بعد فوات الآوان، فقد اثبتت الفحوصات الطبية وفاة الطفل.
وأضاف بعد العودة للمنزل اتصلنا بالدفاع المدني الذي باشر المكان وقام بإغلاق المنطقة، لافتاً إلى إتصال المستشفى بالشرطة التي باشرت الموقع أيضا وقامت باستدعاء المهندس المسؤول في شركة الكهرباء الذي كشف عن وجود إلتماس كهربائي في العمود محل الحادث.
وتساءل الخال عن المسؤول عن هذا الخلل الذي راح ضحيته الطفل، مطالبا الجهات المختصة القيام بدورها قبل وقوع مزيد من الضحايا.
وعلى هذا النحو لم يسعف القدر الطفل حسن، ليرى بطاقة الهوية الوطنية التي تقدم بطلبها صباحا، والتي ربما كانت لتشعره، كما أقرانه، ببلوغ مرحلة الشباب، وعوضا عن ذلك تقدم ذووه بعد ذلك بساعات بطلب إصدار شهادة وفاته.
«جهينة الإخبارية» تسأل المولى العلي القدير أن يتغمد الفقيد السعيد حسن بواسع رحمته وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.