آخر تحديث: 5 / 5 / 2024م - 4:36 م

العناية بالنخلة في شهر الكمون

عدنان الرمضان

نقترب كثيراً من شهر شباط ”فبراير“ وهو الشهر الثاني حسب التقويم الميلادي، ويقع في شهر جمادى الآخر لهذا العام الهجري تقريباً.

ولايقل هذا الشهر أهمية عن الشهر الذي سبقه من حيث علامات بداية دخول فصل الربيع، واستيقاظ النباتات بعد سكون وكمون.

ماهو الكمون؟

الكمون أو السكون هو أحد مراحل النمو في النبات، حيث يتوقف نمو البراعم نسبياً، لأسباب داخلية وبيئية.

يحدث الكمون على مستوى ”الجينات“ بإبطال مفعول بعضها، ويؤثر في ذلك ”فترات الإضاءة وبرودة الشتاء وبعض الهرمونات“ ويساعد فى فهم الكمون معرفة ”ميكنة التحكم الوراثي فى النمو والتطور“ ويعتبر سكون البذور والإبصال والدرنات وبعض الحيوانات والحشرات، من الأشكال المشابهة لكمون الأشجار.

يتبع النمو والكمون ”مراحل“ حيث يتدرج النبات فى الدخول من مرحلة إلى أخرى بشكل متداخل ومتزامن، فلا تحدث الظاهرة الفسيولوجية فجأة.

ففى حالة النمو والكمون يتبع النبات عدة مراحل كالتالي:

- مرحلة النمو.

- مرحلة ”الحث“ على الدخول في الكمون.

- مرحلة الكمون ”الحقيقي“.

- مرحلة مابعد الكمون العميق.

- العودة لمرحلة النمو مجدداً.

ويتحكم في هذه المراحل عوامل عدة ”الضوء، والحرارة، والماء، والغذاء“.

كما أن للكمون ثلاث أنواع: داخلي، ومتلازم، وبيئي.

في شباط فبراير يبدأ الطقس بالتحسن ولاسيما في النصف الأخير منه، إذ تخف شدة البرودة، ويقل خطر الصقيع إلى حد بعيد، الأمر الذي يساعد على القيام بالكثير من الأعمال المهمة في المزرعة والحديقة المنزلية، ومن أهمها العناية بالنخلة وستكون مجال حديثنا..

«النخلة»

أ - تبدأ البكاير أي الأصناف المبكرة من النخيل في الأحساء مثل الطيار والغر والمجناز بالإزهار، لذا يجب متابعة ظهور ”الطلع“ على النخيل، على أن تكون طبيعية من حيث اللون والحجم وخالية من الإصابة بمرض خياس طلع النخيل ودودة الطلع، وإن وجدت إصابة يجب البدء بمعالجتها، قبل البدء بعمليات التنبيت ”التلقيح“.

والنخيل نوعين ذكرية وأنثوية. عادة يبدأ الطلع الذكري بالظهور والنضج، قبل طلع النخيل الانثوية.

تعرف علامات النضج بتشقق الغلاف الخارجي للأقاريض وتسمى محلياً ”بالتخجع“.

يعتبر التنبيت ”التلقيح“ من أهم عمليات خدمة النخيل، ويعتمد عليه الإنتاج كماً ونوعاً.

وأي خلل في تلك العملية سيؤدي مباشرة إلى فقدان أو تقليل نسب العقد، أو تكوين الثمار، إضافة إلى التأثيرات السلبية على نوعية الثمار في ”الحجم، واللون، وموعد النضج، ومذاق الثمرة، والمحتوى الرطوبي، ونسبة الحشف“.

وعادة الثمار غير المخصبة تتكون بشكل ثلاثي، أي تنمو ثلاثة ثمار في آن واحد بشكل نجمي يطلق عليه أسم ”الشيص“، وتكون هذه الثمار خالية من البذور، ولا تصل إلى مرحلة النضج.

وإذا تمت عملية الإخصاب بشكل صحيح تبقى زهيرة واحدة ملقحة وتنمو إلى ثمرة كاملة.

يستخدم المزارع غالباً الطريقة ”اليدوية“ في التنبيت، وهي تقليدية وقديمة ومتوارثة، وتتسم بالبطء، وتكرار العملية، واستهلاك كميات كبيرة من حبوب اللقاح، ونسبة الفشل في جودة الثمار واردة.

تتلخص عملية التنبيت اليدوية بالتالي:

▪ يقطع الطلع الذكري بعد إتمام نضجه عند بداية أو قبيل انفلاق أو تشقق غلاف الطلعة ”التخجيع“، ويستدل على نضج الطلعة الذكرية غير المنفلقة «المتخجعة» بكبر حجمها وانحنائها قليلا إلى الأسفل، أو الضغط على الجزء الأسفل من الطلعة عندئذ يصدر صوت قرقعة دليل نضجها وجاهزيتها للقطع.

▪ يجمع الطلع الذكري ويشق غلافة وتسحب الاغاريض «النورات الزهرية» وتفرد إلى مجاميع من الشماريخ «كل مجموعة تحتوي على 35شماريخ» وتنشر على ورق أو في صواني معدنية وتوضع في مكان مظلل وغير معرض للتيارات الهوائية، أو تعلق على حبال داخل غرفة ذات تهوية جيدة ورطوبة نسبية منخفضة، وتقلب الشماريخ بين فترة وأخرى لضمان جفافها تماما لمدة يومين إلى ثلاثة.

▪ تؤخذ الشماريخ الجافة وتوضع في كيس من القماش أو في زمبيل يحمله المزارع معه عند إجراء عملية التنبيت، يوضع عدد من الشماريخ الذكرية داخل كل اغريض أنثوي، ويختلف هذا العدد اعتمادا على الصنف الأنثوي وكمية حبوب اللقاح وحيويتها في الشماريخ الذكرية، وغالبا ما يستخدم من 6 - 24 شمراخ يفضل نفض أو هز الشماريخ الذكرية على الأغاريض الأنثوي بصورة خفيفة حتى تسقط كمية من حبوب اللقاح مباشرة على مياسم الأزهار الأنثوية. وبعد وضع الشماريخ الذكرية في قلب الأغاريض تربط الأخيرة في الثلث العلوي بواسطة خوصه من سعف النخيل ربطاً خفيفا.

أما الطريقة الثانية فهي الحديثة والآلية وتتسم بالتالي:

- سهولة الإجراء.

- سرعة التنفيذ.

- قلة التكاليف.

- الإقتصاد في كمية حبوب اللقاح.

- الحصول على ثمار جيدة لتجميع حبوب اللقاح من أفحل متنوعة.

الإعداد لعملية التنبيت الآلي:

- تجفيف الطلع الذكري بتركه معلقاً لمدة تتراوح مابين 48 72 ساعة داخل الغرفة المجهزة بمراوح شفط لحين جفافه.

- في غرفة استخلاص حبوب اللقاح ينفض أو يهز الطلع الذكري داخل قمع المكينة بواسطة العامل فتفصل حبوب اللقاح عن الأزهار ليمر باسطوانة دواره تقوم بدفع الأزهار خارج الجهاز، وإبقاء اللقاح المصفاة والخالية من الشوائب.

- يستخدم العامل ملقحات ميكانيكية أو نصف ميكانيكية، وهي ”معفرات يدوية، أو ميكانيكية“ تستخدم لإيصال الخليط حبوب اللقاح من المادة المخففة إلى الأغاريض الأنثوية من الأرض بواسطة أنابيب خفيفة.

يجب القيام بعملية التنبيت مباشرة بعد يوم - ثلاث أيام من تخجيع أول طلعة، ومن ثم إعادة التنبيت بعد كل أسبوع من عملية التنبيت الآلي لثلاث أو أربع مرات، لحين إنتهاء تشقق الطلع.

ملاحظة: عند إجراء عملية التنبيت الآلي يجب خلط ”حبوب اللقاح بودرة طلع النخيل الذكري، مع المادة الحاملة“ طحين ”، بمعدل“ واحد جرام حبوب اللقاح + تسع جرام مادة حاملة ”طحين“.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
ابو عادل الرمضان
[ الاحساء ]: 29 / 1 / 2020م - 7:09 م
اشكرك ابن العم ابو هاشم
معلومات وافيه عن الزراعه و النخلة بالخصوص
وفقكم الله