الممرضة المرزوق.. عايشت فاجعة القديح والتفجير الإرهابي إلى كورونا
- اعتزاز عائلتي بي يدفعني لمزيد من العطاء.
ثلاث أزمات عايشتها الممرضة زينب المرزوق، من فاجعة حريق القديح بمحافظة القطيف مرورا بالتفجير الإرهابي في مسجد الإمام علي في القديح أيضا، وصولا إلى أزمة كورونا، أحداث صعبة مدّت تلك السيدة بالقوة والإصرار ومعنى العطاء الحقيقي.
المرزوق الممرضة منذ 23 عاما بدأت مسيرتها بعد تخرجها مباشرة من المعهد الصحي الثانوي بالقطيف لتعمل في المركز الصحي بالقديح على مدى 20 عاما إيمانا منها بأن التمريض مهنة ضمير وإنسانية قبل أن تكون وظيفة لكسب المال.
الممرضة التي لديها بنت واحدة وثلاثة أولاد ، تعمل حاليا في مركز المراقبة الصحية بمطار الملك فهد الدولي بالدمام، ومع بداية أزمة كورونا صار عملها في خط الدفاع الأول لفايروس كورونا حيث كانت تقوم مع زملائها بالكشف على القادمين من دولة الصين وعزل المشتبه بهم، حتى الإعلان عن تصنيف كورونا وباء عالميا ليفرض بعدها فحص جميع المسافرين القادمين لاسيما عبر الرحلات الدولية.
تتذكر المرزوق تلك الاجراءات الاحترازية.. تصمت لحظات وبعدها تكمل: كان الخوف من مرور شخص مصاب دون أن نشعر به مما يترتب حتمية إصابة العشرات من المخالطين.
وتقول المرزوق التي تتمنى من الأهالي الالتزام بالحجر الصحي، حينما فرض منع الدخول والخروج للقطيف، كان يوم إجازتي ولم أستطع في اليوم الثاني من العودة للعمل في المطار، فطلبت من إدارة المطار توجيهي للعمل في أحد المراكز الصحية المتاحة، وهذا ما تم إذ تم توجيهها للعمل في نقطة السحب بمركز دارين الصحي.
تتبتسم المرزوق وهي ترتب كمامها جيدا قائلة لا أتخيل نفسي في البيت وغيري يعمل فرغم خوفي من الإصابة ونقل العدوى لزوجي وأطفالي لكن خدمة بلدي والدفاع عن أهلي على رأس أولوياتي.
وعن تأثير العمل على علاقتها الأسرية تجيب المرزوق زوجي وأولادي متقبلين عملي فهم من يساعدوني ويساندوني فقبلة الرأس التي يهبني إياها أولادي بعد عودتي هي التي تزيدني قوة وعطاء، ونظرة الفخر من زوجي وكلمته لي”أنا فخور بك“ تشجعني على العطاء أكثر وأكثر، وكلمات التقدير من أخوتي تساندني كثيرا".
تستحضر قبل ختامها اتصال أحد أقاربها بها طالبا منها الاعتذار عن العمل والبقاء في المنزل مع أسرتها التي تحتاجها.. قائلة أخبرته إذا اعتذرت أنا وغيري فمن يعالج أبنتك لو أصيبت غدا؟
المرزوق تخشى أن تقابل أحد المصابين ممن تربطها به علاقة معرفة مؤكدة أنها من المواقف الصعبة بالإضافة إلى إصابة أحد الأمهات وبكاؤها على أولادها الأطفال الذين أود احتضانهم لكن هذا غير متاح لسلامتهم وسلامتي.
بين حادثة حريق القديح عام 1999 الذي طال حفل زفاف وراح ضحيته 76 سيدة وطفلة، وتفجير مسجد الإمام علي 2015 الذي راح ضحيته 22 شهيدا وصولا إلى وباء كورونا تمضي زينب المرزوق في أداء رسالتها الإنسانية في الحياة ولسان حالها يقول: كلنا مسئول!.