آخر تحديث: 5 / 5 / 2024م - 1:31 م

هل سيقضي فيروس كورونا على علم التنجيم؟

عدنان أحمد الحاجي *

فيروس كورونا أثر على كل واحد من. من توقعه؟

بقلم هاڤلي فيلان - 9 مايو 2020

Will Coronavirus Kill Astrology?

By Hayley Phelan - May 9,2020

المترجم: عدنان أحمد الخاجي

لو كانت هناك سيدة، فستكون سوزان ميلر، المنجمًة المتميزةً.، في يناير، 2020، عندما ظهرت على شبكة سي بي إس نيويورك وتوقعت أن عام 2020 سيكون ”عامًا رائعًا، وسيكون عامًا مزدهرًا“، كما سمع الناس.

سمع الناس عندما قالت أن برج الجدي سيكون ”البرج السماوي“ المفضل لهذا العام، وأن برج السرطان هو البرج المحتمل لمن أراد أن يتزوج. وبرج الميزان لمن أراد أن يستثمر في العقارات وسيكون برج الثور فترة بكثر فيه السفر عالميًا.

وبعد ذلك، غضب الناس لأن هذه الأشياء - ربما لا تحتاج إلى الإشارة اليها - اذ الأمور لا تسير تمامًا بحسب ما تخططه الأبراج.

”أتذكر قبل شهر، كنت أفكر: هل سرحت الشركات منجميها من العمل؟“ كما قالت ديفيا بابار، المشتركة، في تطبيق السيدة ميللر المجاني العام الماضي. بصفتها من برج القوس، كانت السيدة بابار تتطلع إلى عام الربح الذي توقعته السيدة ميللر لها.

الناس اخذوا في استخدم يوتيوب وانستغرام السيدة ميلر ليطرحوا شكاواهم ”سوزان، أنت كاتبة جيدة للغاية ولكنك نسيت فيروس كوفيد - 19 وفقدان الناس للوظائف“، قالت إحدى المستخدمات.

شخص آخر اشتكى: ”لماذا لم تتوقعِ هذا يا سوزان؟ كان كوفيد - 19 كبيرًا بما يكفي لتريه قادمًا!“

يعتقد العديد من المنجمين وأتباعهم أن الأحداث اليومية تتأثر بحركات ومواقع الأجرام السماوية والكواكب والشمس. يقول العلم: ليس كذلك. يتفق معظم علماء النفس على أن جاذبية التنجيم تعتمد إلى حد كبير على ”التحيز التأكيدي“ «[1]» - النزعة البشرية للبحث عن واستذكار وتفضيل المعلومات التي تؤكد ما يؤمنون به ”يعتقدونه“ بالفعل.

يقول المعادون أن المنجمين يكتبون أبراجهم بطريقة فضفاضة وعامة بحيث يمكن لأي شخص أن يجد شيئًا فيه ينطبق عليه، خاصة إذا كانوا يبحثون عن ذلك الشيء بالفعل. ولكن بعد ذلك أتى مارس 2020، ومع بزوغ فجر الجائحة الكونية، يبدو أن حجمها وعالميتها لا تتعارضان مع التنجيم فحسب، ولكن الفكرة بحد ذاتها التي تقول بأن كل إرهاصة ”أمارة“ يمكن أن يكون لها مصيرها الخاص ”بعد كل شيء، نواجه جميعًا تهديدًا مشتركًا في الوقت الحالي ولا يتطلب الأمر عرّافًا ليعرف أن معظمنا سيقضي وقتًا طويلًا في المنزل“.

لذا قد تتوقع أن يكون لدى الناس شكوكهم. ومع ذلك، يبدو أن الأبراج ”الطوالع“ أصبحت أكثر شعبية من أي وقت مضى. وسط فورة الأسئلة التي تلوح في حياتنا اليومية - إلى متى ستستمر الجائحة؟ هل سيعود كل شيء إلى طبيعته؟ هل يمكننا الوثوق بالمسؤولين؟ - بدأت الأسئلة الأخرى المستندة الى قضايا الأبراج السماوية في الظهور مرة أخرى: هل عطارد في تراجع؟ متى كانت آخر مرة تم فيها اقتران كوكب زحل بكوكب بلوتو ”كما كان هناك اقتران في يناير“؟

وفقًا للبيانات التي قدمتها لوسي غرين، محللة الاتجاهات الثقافية من شركة الاعلام الرقمي والترفيه الانترنتية الأمريكية ريفايناري29 ”Refinery29“ ومجلة ديزد البريطانية للأزياء والموسيقى Dazed، أبلغت عن حدوث زيادة في مرتادي قصصها المتعلقة بالأبراج. شهدت مجلة ديزد بيوتي Dazed Beauty زيادة بنسبة 22 بالمائة في مرتاديها المتعلقة بالأبراج في ربع السنة هذا مقابل الربع الأخير من السنة الماضية. مقال اصدرته Refinery 29 بعنوان ”القمر الوردي الخارق في الميزان يعني أخبارًا جيدة لعلاقاتك مع الأخرين «[2]»“ كان أحد مواقع القصص الأفضل أداءً الشهر الماضي.

تُظهر كومسكور Comscore، شركة تحليلات إعلامية، أن حركة مرتادي مواقع علوم التنجيم الرئيسية مثل موقع استرو Astro وكيفاسترولوجي CafeAstrology وموقع استرولوجي زوون، AstrologyZone للسيدة ميلر قد زادت في مارس مقارنة بشهر فبراير.

قالت ايما روزينبلوم Emma Rosenblum، رئيسة تحرير موقع أنماط الحياة في شركة مجموعة بستل للإعلام Bustle Digital Group، التي تشرف على المحتوى والإستراتيجية الخاصة ببستل Bustle والايت ديلي Elite Daily ورومبتر Romper ونايلون NYLON وذا زو The Zoe: ”علم التنجيم بالنسبة لنا هو موقع من المواقع عالية الأداء الثابتة في جميع مواقعنا“.. ”بدلاً من الديانات والروحانيات التقليدية، أعتقد أن بعض الناس - لا سيما في هذا الوقت من عدم اليقين - يضاعفون أكثر من التزامهم بالأبراج.“

كان من المعتاد أن تكون الأبراج ”الطوالع“ غير سياسية إلى حد ما؛ تعطي وعودًا بالسفر ورفع الرواتب، وبطبيعة الحال، التطلع الى رفيق العمر اثناء التنقلات الصباحية. كان هناك القليل جدا من اقتناص الفرص بشأن الاقتصاد العالمي، وعدم المساواة المنهجية وغيرها من الهيكليات، والتي تؤثر بلا شك على مصير الفرد. ولكن في السنوات الأخيرة، انتقل هذا النوع في الاتجاه الأكثر وعيًا من الناحية السياسية والمالية. ببساطة، علم التنجيم اصبح أكثر استخدامًا.

شاني نيكولاس، التي أطلق عليها اسم ”نوع منجمة من منجمي العدالة الاجتماعية“، قامت ببناء ما يلي لإحاطاتها الفلكية المدروسة الواعية اجتماعيا، والتي غالبا ما تشير إلى الصحة العقلية والهوية الغريبة والسياسة التقدمية.

قالت السيدة نيكولاس إنها تعرف أن سنة 2020 ستكون صعبة، لكن لم تكن الأبراج هي التي أعطتها تلك القرينة فقط. وقالت ”إنها سنة انتخابات“. ”وسنوات الانتخابات صعبة دائما.“ أضف ذلك إلى التحذيرات المتزايدة حول الركود القادم، وحساباتها الفلكية، والسيدة نيكولاس تشعر بالثقة في تخميناتها.

وقالت السيدة نيكولاس ”يجب أن يكون التنجيم مستعملا حتى اللحظة“. "إن هذه الجائحة أكبر مما كنا نتبأ به، على الرغم من أننا كنا نعلم أن هذا العام سيكون صعبا. لكن النقطة الآن هي، ماذا يمكننا أن نفعل من هنا؟