خاطرة لغوية: ”العربية تبكي“
خاطرة لغوية: ”العربية تبكي“
غرد اليوم «السبت 30 - 5 - 2020م» الإعلامي المعروف سامي كليب تغريدة تكشف الواقع الثقافي المعاصر في العالم العربي.
وأنا أضع نص التغريدة كما هو:
”كتبت مقالًا عن مستقبلنا العربي قرأه 15 شخصًا، ثم كتبت عن سيدة تدّعي الفن وصوتها كارثة وتنتحل صفة فنانة، فقرأه 230 ألفا.
ساعدني ذلك على حل معضلة وجودية كبيرة: كلما هبط مستوى الكتابة على السوشال ميديا، زاد المعجبون“ «انتهى»
تغريدة سامي كليب المؤلمة، تنسحب مع الأسف والحزن، حتى على شريحة كبيرة من المثقفين، فهم الآن ”تستهويهم“ المقالات ”الإنشائية“ والقصيرة «إلى حد ما»، لا المقالات ”المعلوماتية“، قصرت أو طالت.
وهذا أمر متفهم مع ”الريذم“ السريع للحياة المعاصرة وتأثير ”توتر“ ورسائل ”الواتساب“، وغيرها من وسائل التواصل الحديثة «بالمناسبة، ليست اجتماعية في معجمي».
فليس فقط لغة أجيالنا في خطر، كما بينت في مقالتي بعنوان ”لغة جيل كوفيد - 19“ «في جهينة»، بل ذائقتنا الثقافية والنفس الثقافي في خطر، وسنسلمهما لهم في حالة تدهور”لغتهم“ أيضًا، إن بقى منها شيئًا.
فماذا بقى لهم؟؟ وماذا سيكون عندهم من فكر وثقافة؟
وبغض النظر عن جدلية اللغة والفكر، فهما عندي كوجهي العملة المالية «معدنية أو رقية»، لا قيمة لها إلا بهما معًا، ولا وجود لأحدٍ منها دون الآخر.
يدٌ على قلبي ويدٌ على رأسي،
والعين متسمرة في الفضاء بلا جهة، وإن كانت تبدو لي للأمام، صوب المستقبل المجهول، وعادةً المجهول مخيف.