آخر تحديث: 2 / 5 / 2024م - 1:07 ص

الدراسة في زمن كورونا بين الواقع والمأمول‎

علي رمضان الحسين *

كورنا غير مفاهيم الحياة في العالم كله وفرض حياة اجتماعية واقتصادية وتعليمية مغايرة عما كنا نعيشه وحديثي هنا عن الجانب التعليمي مع وضع كورونا وبداية العام الدراسي أصبح بين يدي وزارة التعليم قرار صعب، يحتاج فيه هذا القرار لتأني وتفحص الأمور واختيار أقل الضرر وإن كان فيه بعض النواحي السلبية الا كما قلت يتميز بأقل الضرر، هذا القرار هل الدراسة حضوريا أم عن بعد؟

حضورياً فيها نوع من المجازفة وقلق من مرض لا تأمن جوانبه وهواجس وخوف من الطلبة وأسرهم وكل جهة تفكر حسب موقعها وإن اختلف التفكير الا انهم متفقون على وجود جائحة تهدد التعليم الحضوري، كلنا نتفق أن التعليم الحضوري أفضل وأكثر فائدة الا أننا نصطدم بفايروس شرس لا يرحم ويسبب مرض جسدي وقلق نفسي لذا اضطرت الوزارة لاختيار التعليم عن بعد لفترة محدودة وحال لسان الوزارة يقول هل التعليم عن بعد سيحقق الأهداف والمأمول؟

لنكن واقعيين التعليم عن بعد في مراحل التعليم العام لن يحقق الأهداف المرجوة ولن يكون ذو فائدة للطلاب من حيث الكم المعرفي والسلوكي، لأنه حالة جديدة وتجربة تفتقد الخبرة والممارسة من حيث الإعداد والتجهيزات والتقنيات المختلفة من كوادر تعليمية مدربة واجهزة ومدارس مهيأة ووسائل اتصال خاصة في الهجر والمناطق النائية، لأنه - التعليم عن بعد - خيار بديل مؤقت لا إستراتيجية مستقبلية وضعت الخطط والأهداف لها واختيرت برامجها لتطبيقها كمشروع جاهز تم الانتهاء من إعداده وتطويره ينتظر التنفيذ.

ومع تطبيقنا لما اضطررنا عليه التعليم عن بعد ياترى كم نسبة الفائدة التعليمية الحقيقية؟

وكم نسبة الطلبة والطالبات الذين سيستفيدون ويحققون قدر جيد من المعرفة والثقافة والمهارات العلمية للمواد فهل ستكون النسبة 40 او 50 او 60 % واذا اتفقنا على المتوسط 50% مستفيد إذاً يقابلها 50% تعتبر هدر وفاقد تعليمي وانخفاض تحصيلي كبير.

إن التعليم الإلكتروني يجب أن يكون نفس الحضوري من حيث الالتزام بوقت وجدول مواد، ومع الأسف في العام الدراسي الماضي نسبة كبيرة من الطلبة والطالبات تساهلت واعتبرت التعليم عن بعد إجازة غير رسمية لأنهم يفتقرون ثقافة التعليم الإلكتروني ولم يخوضوا تجربته من قبل، وفي نظري أيضا قرار الوزارة باعتبار جميع الطلبة والطالبات مجتازين ومنتقلين للسنة التالية وحققوا النجاح بدون اختبارات عن بعد أعطى الطلبة والطالبات مفهوم خاطئ عن التعليم عن بعد لافتقاده للجدية والمصداقية فلو كان خيار اعتماد نتيجة الفصل الأول لكان الوضع أفضل، ولتحفيز الطلبة وإثارة اهتمامهم في حال استمر الوضع تعليم عن بعد للعام القادم.

طلاب الصف الأول ابتدائي والتعليم عن بعد:

وضع هذه الفئة من الطلبة والطالبات معقد وشائك لأنه مرتبط بالبداية والتأسيس الذي سيبنى عليه المستقبل، كما هو بنيان المنزل يعتمد في قوته وصلابته واستمراره على قوة وسلامة قواعده التي لا بد أن وكون صلبة وقوية ومنفذه بشكل صحيح ليستمر ما يبنى فوقها لعقود وسنوات مديدة وهنا نتساءل كيف سيتعلم الطلبة مسك القلم وكتابة الحروف والأرقام عن بعد؟

كيف سيعيش اجواء المدرسة وبيئتها؟

علامات استفهام كثيرة تحتاج إجابة وحلول وهنا يكون دور الأسرة للإجابة وخلق الحلول لتحقق للطلبة ماسوف يفتقدونه في المدرسة مع معلميهم، يجب على الأسرة ان تستشعر المسؤولية وتقوم بواجبها وتكمل دور الوزارة وجهودها

باحتواء هذه الفئة وتهيئ لها الجو المدرسي والاندماج العلمي والنفسي وبذل الجهد والاهتمام ليعيش الطلبة ويشعرون أنهم في بيئة مدرسية حقيقية ويتعلمون ثقافة التعليم عن بعد وأنه منهج يستطيعون التعامل معه في أي وقت طول مسيرتهم التعليمية، فكما تعلموا سلوكيات غسل اليدين وتعقيمها ولبس الكمامة والتباعد الاجتماعي، يجب أن نعلمهم التعليم الإلكتروني بجدية ونحقق لهم نجاحهم وتفوقهم.

خلاصة القول نجاح التجربة يعتمد على الأسرة صاحبة الإرادة والجهد والجدية لتكون الدراسة عن بعد واقع يحقق المأمول.