آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 12:27 ص

شبابنا.. لا تتهربوا من المسؤولية

علي رضوان *

تعتمد المجتمعات بشكلٍ جوهري على سواعد شبابها، فالمجتمعات الناجحة هي من تقوم باستثمار فئة الشباب لأنهم الركيزة الأساسية في تقدم وبناء المجتمع والنهوض به، كون الشاب يساهم بدوره في رسم ملامح الحاضر وآفاق المستقبل وهو من تعقد به الآمال وتعلق عليه الطموحات.

بالتأكيد أنّ طاقة الشباب هي سلاح ذو حدين، بقوتهم وحماسهم إما أن يدفعوا بعجلة المجتمع في اتجاه الازدهار والتقدّم عندما يُستغل ذلك فيما فيه منفعة لهم ولمجتمعهم، وإما أن يظل أي مجتمع على ماهو عليه أو يتراجع إلى مستوى التخلف وذلك لمّا يتهرب الشباب من مسؤوليتهم ودورهم تجاه مجتمعهم مكتفين بترديد ”ليش أعور راسي.. انا علي بس من نفسي“.

ماذا يحتاج الشاب ليقدم ما لديه؟

باعتقادي مما يحتاجه الشباب اليوم من المؤسسات الدينية والاجتماعية والثقافية والرياضية معرفة رغباتهم وتشجيعهم لتقديم جهودهم للدين والمجتمع كلّا حسب موقعه ودوره الذي يدفعه للتحرك والتقدّم نحو الأفضل، ومن الضروري أن يُعطى الفرصة للعمل بدون أن يحسب على التقسيمات التي وضعها من هو قبله وليس له أدنى علاقة بها، كما يحتاج من تلك المؤسسات تقديم الحوافز والثقة التامة بإمكانياته ليكون قادرًا ومستعدًا على مواجهة تحديات الحاضر وكسب رهان المستقبل.

في المقابل ماذا تحتاج مختلف مؤسسات المجتمع من الشباب؟

سؤال نجد إجابته عند المسؤولين والمخضرمين في تلك المؤسسات، فمعرفة كل طرف احتياجاته واحتياجات الطرف الآخر والتحاور والتفاهم فيما بينهم أساس في نجاح عملية التناغم وتحقيق المبتغى.

في النهاية ليكون الشاب شخصية أخلاقية وواعية ومعطاءة وفعّالة في صالح الدين والمجتمع، وقبل أن يُسرق ليسخر تلك الجهود في غير محلها ومع من ليس أهلاً لها فهو ثروة ثمينة ومغرية لهم، يجب احتواء الشباب احتواءً فعّالًا بداية من الأسرة وحتى المجتمع الخارجي، وتسخير جميع الجهود لتهيئتهم وبذل الغالي لكسبهم في مسار الخير والصلاح.